تعتبر العمارة من موضوعات الحضارة العربية الإسلامية الهامة من حيث أنها تمثل ألآثار الباقية التي تعبر بشكل ملموس عن الصورة المادية لتلك الحضارة في كثير من مجالاتها وفيما يتعلق بالعناصر والوحدات المعمارية فنرى ان العمائر الإسلامية بها الكثير من العناصر والوحدات المعمارية التى أثرت العمائر الدينية الإسلامية ، وهنا نلقى الضوء على احد هذه العناصر وهو العقد وماله من واقع إنشائى وجمالي على البناء. فالعقد هو البناء الرباط لطرفي بناء والهدف الأساسي منه معماري وإنشائي، غير أننا كثيرا ما نلاحظه يحقق غرضا جماليا بحتا، وفى كثير من الأحيان يحقق الغرضين معا الإنشائى والجمالي. وقد تعددت أشكال العقود وتنوعت أنواعها، حيث أننا قلما نجد فتحة في بناء سواء كانت نافذة أو صماء في عمائر المسلمين ألا وهى متوجة بعقد. ولعل من أكثر أنواع العقود استعمالا في العمارة الإسلامية هي.
1- العقد النصف مستدير:-
عرف هذا العقد في العمائر السابقة على المباني الإسلامية، وأخذه المسلمون عن تلك العمائر، وأنتشر هذا العقد في العمائر العربية الإسلامية ، وليس من السهل الوصول إلى أول عصر أبتكر فيه لأنه كما ذكرنا كان منتشرا في جميع الطرز المعمارية في العالم. ويوجد أقدم مثل للعقد نصف المستدير في أقدم أثر إسلامي معماري قائم ألا وهو "قبة الصخرة" ثم تتابعت أمثلته بغير انقطاع بعد ذلك، غير أن استعماله قد أخذ في القلة مع أذدياد الإقبال على الأنواع الأخرى من العقود التي انتشرت في العمارة العربية والإسلامية سواء في شرق العالم الإسلامي أم في غربه.
2- عقد حدوة الفرس:-
عرف هذا العقد عند كل من " الساسانيين والبيزنطيين " وأقد مثل مؤرخ منه موجود في " معمدانية مار يعقوب " بمدينة " نصيبين " عام 359 م، وتأتى الأمثله عليه في عمائر الشام وأسيا الصغرى. أما في العصر الإسلامي فقد ظهر هذا العقد في عمارة الجامع الأموي بدمشق. وجدير بالذكر أن هذا العقد قد أنتقل إلى غرب العالم الإسلامي (شمال أفريقيا والأندلس ) وهنا نجده قد انتشر انتشارا سريعا في كل عمائرهم حتى صار علامة مميزة لعمائرهم وقد اتخذ هذا العقد شكلين هما
أ-عقد حدوة الفرس النصف مستدير.
ب-عقد حدوة الفرس المدبب.
3- العقد المدبب:-
لعله يكون من أكثر أنواع العقود استعمالا في العمائر الإسلامية حتى انه صار من اخص خصائصها. وهذا العقد ماهو الا تطوير للعقد نصف المستدير وإن كان يمتاز عنه بقوة التحمل حيث يتوزع الثقل فيه على نقطتين فيه في حين يرتكز على نقطة واحدة في العقد نصف الدائري ، حيث نرى أن هذا العقد المدبب يتكون رسما من قوسين من مركزين وكلما تباعد المركزان كلما أشتد تدبب العقد في قمته ويخف هذا التدبب إذا ما تقارب المركزان. وهنا شكل أخر من أشكال العقد المدبب يتكون من أربعة أقواس رسمت من أربعة مراكز.
وهناك العقد المدبب المنفرج وهو تطور عليه، ويتكون من كتفين مستقلين يجتمعان في قمته على هيئة زاوية منفرجة وله طرفان رأسيان مستقيمان يربطهما بالكتفين أنحاء مقوسة.
4- العقد المفصص:-
أستعمل كثيرا في العمارة الإسلامية لغرض زخرفي لكن هذا لا يمنع من استعماله للغرض المعماري الأنشائى وهو ما نراه بكثرة في عمائر شمال أفريقيا والأندلس.
وسبق أن رأينا أمثلة منه في العصر العباسي المبكر حين ظهرت حنايا بأعلى واجهة باب بغداد في مدينة الرقة عام 155 هجريا / 772م.
ويوجد له نماذج أخرى في قصر الأخيضر، وهناك نماذج في جامع المتوكل في سامراء ويؤرخ فيما بين 234-237 هجريا / 848 – 850 ميلاديا.
باحث في الآثار الإسلامية / القاهرة
التعليقات