الاحتفاء بـ " المنشد الجنوبي – محمد علي شمس الدين" في ملف خاص:

ملف الشعر الأردني..

حسين البرغوثي : أوراق غير منشورة، ترجمات، حوارات مترجمة وعربية ...

رام الله - صدر، حديثاً، عن المركز الثقافي الفلسطيني _ بيت الشعر_ العدد (25 – عدد ممتاز) من فصلية (الشعراء) الثقافية المتخصِّصة، والتي تُعنى بالشعراء والمبدعين والشأن الشعري.. وقد جاءت (الشعراء) في (800) صفحة لمناسبة اليوبيل الفضي..
افتتاحية العدد والتي كتبها الشاعر المتوكل طه جاءت تحت عنوان: " حسين البرغوثي في حضوره الثاني".. ومما جاء فيها: " نَستذكرُ الصَّديقَ حسين مثقّفاً خاصَّاً أرادَ لمعرفتهِ أنْ تصلَ بهِ إلى الحِكمة ؛ الحكمةِ التي تستوعبُ الكونَ ، باللُّغةِ واللَّونِ والحَركةِ وقانونِ الفيزياء ، الحكمةِ التي لا تَتوقَّفُ عندَ ذاتِها ، حتَّى لا تتحوَّلَ إلى قَالبٍ جاهز . كان حسين يرغبُ بحكمةٍ مُتحوِّلةٍ لا تتوقف ، حكمةٍ نقيضَ نَفْسِها وذاتِها ، وكأنَّها معنى الخَلْق . كان يريدُ أن يقبضَ بأصابعهِ على تلك القوانينِ التي تحكمُ الزَّمنَ والحركةَ والمكان ، ليسَ من خلالِ أدواتٍ معرفيّةٍ صارمةٍ فحسب ، وإنَّما بوساطةِ الكشفِ والإلهام ، وربَّما كان هذا يختصرُ سيرةَ هذا المبدعِ الفلسطينيِّ الذي أضاءَ ومضى . فمن ماركسيّةٍ شموليَّةٍ تدَّعي تفسيرَ العالم وتدَّعي تغييرَه، إلى هيجلَّيةٍ تبحثُ عن "الكلِّي" و"الشَّامل"، ومنها إلى نيتشويَّةٍ تطمحُ إلى ذاتٍ عُليا قويَّةٍ لا تعترفُ بالضَّعفِ أو الجموع، إلى إلهاميَّةٍ صوفيَّةٍ كشفيَّةٍ تعتمدُ اللُّغة وسيلةً وهدفاً في آن".
افتتحت المجلة أُولى أبوابها بـ" ملف" : "الصوت الشعري التسعيني في الأردن" والذي قدّم له بافتتاحية الشاعر أمجد ناصر تحت عنوان: " الشعر الأردني : أصوات، لا سياق" بقوله: "لست دارساً للعشر الأردني ، ولكنِّي متابع، بتقطُّع، لبعض طفراته وأطواره . أميل شخصياً إلى الالتماعات التي عرفها هذا المشهد المتقطِّع، وأعتبرها خاصَّة واستثنائية، فهي التي ضمنت له موقعاً في المدوَّنة الشعرية العربية المعاصرة. فبفضلها، لا بفضل السياق وقوَّته، يَرِدُ اسم الأردن عندما يدور الحديث عن الشعر. فلا أظنٌّ أنَّ هناك سياقاً منسجماً ومتمفصلاً للشعر الأردني، أقله، في الفترة التأسيسية. إنَّه الشعر الذي صنعته المواهب الفردية (التي يتجاوز إشعاعها حدود السياق الذي يحاول البعض حشرها فيه) لا المراحل والأطوار التي تمرُّ بها . عادةً، السياقات الشعرية ذات التقاليد والتراكم الطويل، كما هو الحال مع الشعرية العراقية أو اللبنانية أو المصرية. ويذكر أن (الملف) من إعداد وتقديم الشاعر جهاد هديب والذي قدّم للملف بقراءة بعنوان: "الصوت الشعري التسعيني في الأردن – ليت فمي يُعطي لي بـ" ومما جاء فيه : "إن من بين ما تطمح إليه هذه المنتخبات أن تكون تعبيراً عن رؤية غير راسخة وغير مطمئنة في صدد الإجابة عن سؤال من نوع : ما الشعر؟ أيضاً : ما الذي جعل القول شعراً في الصوت الشعري التسعيني وتحديداً في قصائد هذه المنتخبات.
غير أن الإجابة هنا غير نظرية، بل إنها مقترحة تخيلياً، ومأخوذة إلى ما يمكن أنْ تمنحه قراءةُ القارئ للقصائد من تجلٍ، بعيداً عن الظرف الذاتي والموضوعي لتلك القراءة، وبعيداً عن أية منهجية في تلك القراءة سواء عليه أحددَّها القارئُ أم الكتاب .. إنها اقتراحات تخييلية، كي لا نقول استراتيجية تخييلية، أساسها تجربة الشاعر الإنسانية والوجدانية، وتكاد هذه الاقتراحات أن تكون خيارات مختلفة تعددتْ بتعددِ الخبرات الجمالية والتقنية والأسلوبية في الصنيع الشعري لدى كل شاعر".
وقد تضّمن الملف مختارات لـِ (41) شاعراً أُردنياً.. ويأتي هذا الملف في إطار سعي(الشعراء) في مشروعها الثقافي نحو تعميق الروابط مع العمق العربي ومدّ جسور التثاقف مع المشهد الثقافي العربي والعالمي وقد سبق وأن نشرت (الشعراء) ملف الشعر التونسي والعراقي في سياق إنجازات ملفات ومختارات شعرية حول المشهد الشعري المغربي، السوري ... حيث ستستضيف(الشعراء) في عددها القادم ملف الشعر المصري .
ولمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الفيلسوف الشاب والشاعر حسين البرغوثي وتحت باب (ذاكرة) نشرت (الشعراء) ثلاث محاضرات غير منشورة للبرغوثي تحت عنوان :
-من أسس الشعر عند العرب .
-الصورة الشعرية.
-تقنيات كتابة الشعر.
في حين تنوَّعت النصوص بين الشعراء : محمد عفيفي مطر، محمد سليمان، وليد منير، عبد الناصر صالح، جاكلين سلام وعبد الرحيم الخصّار.
كما تضمّن باب(دراسات) مشاركات لكلٍ من صبحي شحروري : المدار الأخير (حول جدارية محمود درويش)، د . عادل سمارة : في البدء كان " الآخر" عادياًً، د. مصطفى الضبع : النص في أسطوريته ، د. محمد العباسي : اليومي والميتا - لغوي بين أبناء وآباء القصيدة العربية ونصر جميل شعث : أضواء نقدية على حركة الشعر الشبابية الراهنة في غزة ...
كما تضمّن باب (مختارات) : ترجمات شعرية لكلٍ من الشاعر الفرنسي الذي زار فلسطين مؤخراً، فرانسيس كومب، ترجمة وتقديم الشاعر زياد أبو الرُّب.
حيث قام زياد بترجمة مقالة لـِ"كومب" بعنوان : محطات من الشعر الفرنسي، والتي تناول فيها علاقة الشعر الفرنسي مع غيره من الثقافات خصوصاً الشعر العربي.
وقام زياد كذلك بترجمة ديوان "الدروس الصغيرة للأشياء" لـِ" كومب" كذلك ترجمة لعدد من القصائد التي كتبها "كومب" بعد زيارة فلسطين،مؤخراً والتي جاءت تحت عنوان" يوميات في فلسطين المحتلة".
واشتملت (المختارات) على منتخبات للشاعر الأمريكي – اليو غسلافي تشارلز سيميك، بعنوان : حاشيتي الصامتة، ترجمة وتقديم : تحسين الخطيب .
كما ترجمت الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت وقدّمت ترجمات لكل من : ديريك والكوت : قصائد من " ميثاق آركانسا"، وكذلك جو شابكوت : قصائد من "كتاب العبارة".
كما قامت الشاعرة روز شوملي مصلح بترجمة وتقديم لثلاثة شعراء كتبوا بالإنجليزية وسبق وأن قدّمتهم سلمى الخضراء الجيوسي في " موسوعة الأدب الفلسطيني الحديث". والشعراء هم: شريف الموس، نعومي شهاب ناي وأمنية قزق .
وقد قام بمراجعة الترجمة د. باسم رعد.
وتضمّن العدد ثلاثة حوارات، اثنان منهما مترجمان .. الأول : ميشيل فوكو .. الفيلسوف المقنّع، جماليات مجهولية الحكمة، ترجمة وتقديم الشاعر والناقد : عبد الرحيم الشيخ .. والثاني مع الروائي والكاتب الهندي : شاشي ثاروور (هذه الخاصة بين الأدب والدبلوماسية) .
حاوره وقدّم له الروائي والكاتب : عاطف أبو سيف لتختتم( الحوارات) بـِ حوار مع الناقد المصري د.محمد عبد المطلب حول الشعرية العربية الراهنة .
حاوره وقدّم له الشاعر والكاتب محمد الحمامصي .
كما تضمّن باب (وجهاً لوجه) دراسة للروائي والكاتب حسن حميد بعنوان : كافكا .. الجرافة اليهودية الغامضة ، وتتزامن هذه الدراسة مع صدور ترجمات جديدة لأعمال كافكا .. بين هذه الدراسة واحتفائية البعض بكافكا مساحة للتأمل والمقارنة ؟! .
أمّا باب (زوايا) فقد توزّع بين فيصل حوراني : حكاية حنين وهو فصل من كتاب لم يصدر بعد وخالد درويش : أحلام .. حيث يحاول خالد الإمساك بالحلم والقبض عليه في محاولة كتابية مختلفة .
ومروان العلان: تشكيليون تحت غطاء أزرق في معرضين "صهيونيين". والمعرضان الأول تحت عنوان " حجارة تنطق السلام" والآخر تحت عنوان (35) عملاً فنياً ،(35) عاماً من الاحتلال، (35) فناناً إسرائيلياً وفلسطينياً ضد الاحتلال ومن أجل غد مشترك . نظم الأول المتحف الدولي للفنانين وهو مؤسسة صهيونية عالمية، بالتعاون مع ثماني مؤسسات صهيونية العام (1996)، بينما قام بتنظيم الثاني مؤسسة صهيونية في جاليري الواسطي بالقدس العربية، هذا الجاليري الذي أقيم لأهداف مختلفة منها تطبيع العلامات مع العدو في المجال الفني وغيره.
كما تناول (باب) رفوف مشاركات وقراءات نقدية لكلٍ من يوسف يوسف : " أسفار موسى – العهد الأخير" لموسى حوامدة ، الأسطورة وترحيل النص، علاء الدين كاتبة : قراءة في مجموعة فاتنة الغرّة : " امرأة مشاغبة جداً" ، عبد الحميد شكيل : يوسف رزوقة في "أزهار ثاني أوكسيد التاريخ" – فصاحة الشعر .. خيبة التاريخ .
لتختتم (رفوف) بقراءة لـِ "نجمة خليل حبيب، شعرية الغياب في "غبار" وديع سعادة .
وفي سياق احتفاء مجلة (الشعراء) بالشعراء العرب وتعميم صوتهم في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي تحتفل (الشعراء) في هذا العدد وضمن (كتاب الشعراء) الذي تضمنته (الشعراء) بالشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين .. وقد سبق وأن احتفلت الشعراء بملفات خاصة حول الشعراء : محمود درويش، وأمجد ناصر .. وقد جاء ملف الشاعر محمد علي شمس الدين في (227) صفحة وقدم للملف الشاعر مراد السوداني بعنوان : محمد علي شمس الدين .. الغاوي الجنوبي .
كتاب (محمد علي شمس الدين – المنشد الجنوبي) توزع بين شهادات : محمد علي شمس الدين ، عباس بيضون، يوسف عبد العزيز، ياسين رفاعية، أحمد بزون، محمد حسن الأمين، هاني فحص، عصام نور الدين وعبد القادر الجنابي.
وقراءات : زكريا مكي، علي مهدي زيتون، فيصل قرقطي، د. نادي ساري الديك. د. فاروق مواسي، بدرو مونتافيز، علي حرب، محمد مستجاب، سعيد الغانمي، د. خليل أحمد خليل وطلال سلمان.
واشتمل الملف على مختارات شعرية من مجموعات الشاعر شمس الدين اختارها الشاعر :
-قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا.
-غيم الأحلام الملك المخلوع.
-أُناديك يا ملكي وحبيبي.
-طيور إلى السماء المرّة.
-أما أن للرقص أن ينتهي.
-أميرال الطيور.
-يحرث في الآبار.
-ومنازل النرد.
بالإضافة لحوار مع محمد علي شمس الدين حيث حاوره الشاعر عمر أبو الهيجاء.
ليختتم الملف بسيرة ذاتية أدبية للشاعر.
من على منصته "الشعراء" يُطلق صوت شمس الدين في فضائنا الشعري والإبداعي الفلسطيني والعربي، عاشقاً حارقاً ، ووادعاً مزملاً بعباءة العارفين . محمد علي شمس الدين: قدمان على الأرض .. وعينان إلى النجوم . محمد علي شمس الدين .. الجنوب الجنوب .