اوسلو: علم اليوم الاثنين لدى الهيئة المكلفة تأمين ممتلكات بلدية اوسلو ان لوحتي "الصرخة" و"عذراء"، رائعتي الرسام النروجي ادفارد مونك اللتين سرقتا امس الاحد من متحف اوسلو، لم تكونا مؤمنتين ضد السرقة. وقال يون اوياس مدير هيئة "اوسلو فورسيكرينغ" لوكالة فرانس برس ان "اللوحتين كانتا مؤمنتين ضد الحريق والاضرار الناتجة عن المياه انما ليس ضد السرقة". واضاف "انهما لوحتان فريدتان لا يمكن التعويض عنهما ولم يكن هناك داع اطلاقا لتامينهما ضد السرقة". ورأى بعض الخبراء امس الاحد انه من المستحيل اعادة بيع اللوحتين بسبب شهرتهما، وان اللصوص ربما يسعون الى ابتزاز شركات التأمين. واقتحم مسلحان ملثمان صباح الاحد متحف مونك في اوسلو مهددين موظفة في الجهاز الامني بسلاح ناري وسرقا اللوحتين في اقل من دقيقة. وفر اللصان بعدها في سيارة مسروقة كان شريك ينتظرهما فيها.

سرق مسلحان ملثماناثنتين من اجمل لوحات الرسام النروجي ادفارد مونش احداهما رائعته "الصرخة" من متحف في اوسلو اليوم الاحد، بعد عشر سنوات على سرقة نسخة اخرى من هذه اللوحة الشهيرة. وقال كيال بيدرسن الناطق باسم شرطة اوسلو ان لصين اقتحما متحف مونش بعد قليل على فتح ابوابه قرابة الساعة 10،11 بالتوقيت المحلي (10،9 تغ)، وهددا موظفة بسلاح واستوليا على اللوحتين". واللوحتان المسروقتان هما "الصرخة" و"عذراء"، وهما من اشهر لوحات مونش احد رواد الحركة التعبيرية.
وافادت شهادات عدة ان عملية السطو استغرقت اقل من دقيقة ولم تتخللها اي طلقة نارية او انذار. ثم لاذ المسلحان بالفرار في سيارة سوداء كان شخص اخر ينتظرهما في داخلها. وتم نشر اعداد كبيرة من الشرطيين للعثور على اللصوص، كما ابلغ الامر على الفور الى اجهزة الامن في المطارات وعلى الحدود. واشار شهود كانوا حاضرين عند وقوع السرقة الى غياب اي نظام امني. وقال الشاهد فرنسوا كاستان وهو صحافي في اذاعة "فرانس موزيك" متحدثا لوكالة فرانس برس "المدهش ان اللوحتين كانتا معلقتين بخيطين بسيطين في الصالة الاولى وهي الاقرب الى المدخل". واضاف "لم تكن هناك اجراءات تفتيش او مراقبة او نظام امني او انذار. فالامر يكاد يبعث الرغبة في سلبهما". وتابع ان اللصين نفذا عملية السطو وخرجا "في مهلة لا تتعدى اربعين الى خمسين ثانية". كذلك قالت سائحتان اميركيتان هما ماري اسيليو وابنتها كريستينا في تصريحات لوكالة الانباء النروجية "لم نسمع اي انذار واستغرقت المسألة وقتا طويلا قبل ان تصل الشرطة".
وعثرت الشرطة على بقايا اطاري اللوحتين قرب الموقع الذي رأى فيه احد الشهود سيارة مشبوهة. كما عثرت فيما بعد على السيارة.
وعلقت وزيرة الثقافة النروجية فالغيرد سفارشتاد هوغلاند قائلة ان "هذا مروع ويصدمنا". واضافت في تصريحات بثتها وكالة الانباء النروجية "لم نؤمن حماية كافية لثرواتنا الثقافية. علينا ان نستخلص العبر". غير ان الشرطة ردت على الانتقادات بشأن اجراءات المراقبة والحماية غير الكافية، موضحة ان اللوحتين كانتا في الواقع موصولتين بنظام انذار "صامت" اي انه لا يطلق في صالة العرض.

ورسم مونش (1863-1944) لوحته "الصرخة" في 1893. وتعتبر هذه اللوحة التعبيرية تجسيدا حديثا للقلق وقد تصل قيمتها بحسب وسائل الاعلام النروجية الى ثمانين مليون دولار. وقال يورون كريستوفرسن الناطق باسم متحف مونش لوكالة فرانس برس "انه عمل فني لا يقدر بثمن".
وتمثل اللوحة رجلا يعكس وجهه مشاعر الرعب واقفا على جسر وهو يمسك رأسه بيديه ويطلق صرخة، على خلفية من الاشكال المتماوجة وتدرجات اللون الاحمر الصارخة. وهي تعبير لقلق الفنان الذي يطارده هاجس الموت بعد ان فقد والدته وشقيقته الكبرى في سن مبكرة. وقد رسم اربع نسخ عن لوحته الزيتية التي يبلغ طولها 91 سنتم وعرضها 73 سنتم. ويملك متحف مونش نسختين منها، واحدة معروضة هي التي سرقت واخرى اقل اتقانا مودعة في مخزونه. كما يملك احد جامعي الاعمال الفنية نسخة ثالثة.
اما النسخة الرابعة وهي الاشهر، فهي معروضة في متحف اوسلو الوطني. وقد سرقت هي ايضا في 12 شباط/فبراير 1994 بينما كان يجري حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتائية في ليليهامر جنوب شرق النروج. وقد عثر على اللوحة بعد ثلاثة اشهر. وفي اب/اغسطس 1997، حكم على لاعب كرة القدم النروجي السابق بال انغر بالسجن ست سنوات بتهمة ارتكاب هذه السرقة. اما لوحة "عذراء" (90 سنتم ب5،68 سنتم)، فقد رسمت العام 1894 وتظهر فيها امرأة شاحبة وعارية بشعرها الاصهب، تجسد الحب والدم. وهي ايضا انجزت باربع نسخ.