مونتريال(اف ب) - يعطي الفيلم الوثائقي "حول بغداد" الذي يعرض في مهرجان مونتريال للافلام العالمية الكلام هذه المرة الى اهالي العاصمة العراقية الذين نلمحهم بالكاد في خلفية صور الاحداث التلفزيونية. وتضم شركة "انكاوتنر برودكشنز" الاميركية التي انتجت الفيلم الوثائقي عددا من الناشطين المتحدرين من الشرق الاوسط الذين يناضلون من اجل مصير اللاجئين. وقد صور في تموز/يوليو 2003 اي بعد بضعة اشهر على سقوط العاصمة العراقية بيد قوات الاحتلال الاميركية والبريطانية.
ويروي الوثائقي الذي يعرض للمرة الاولى خارج العراق بحسب المنظمين قصة شاعر عراقي يدعى سنان انطون يعود الى بغداد بعد 12 عاما من المنفي في الولايات المتحدة.
ويلاحظ الشاعر خلال جولته في مدينته الام كم تغيرت الامور بعد ثلاثة حروب وعقوبات دولية صارمة. ويعبر المواطنون امام عدسة المصورين عن ارائهم بحرية بينهم مجموعات من العاطلين عن العمل وتلميذات وناشطة في مجال حقوق الانسان ومحامية سجنت وعذبت خلال حكم صدام حسين وشاعر اوقف وعذب بدوره في سجن ابو غريب تحت الاحتلال الاميركي ومقاتل سابق خلال الحرب مع ايران (1980-1988). ومن خلال شهاداتهم يعبر المواطنون امام الكاميرا عن ارتياحهم لتحريرهم من صدام حسين متحدثين عن عمليات التعذيب وعمليات الاختفاء والقمع الذي عاشوه في ظل النظام السابق. كما تعبر الغالبية من بينهم عن استيائها من الاحتلال الاميركي والفوضى التي تسود بغداد في وقت "وعد فيه الاميركيون بتحريرنا". ويقول جندي عراقي سابق "صدام حسين مسؤول عن كل مآسينا وعن الحرب ضد ايران كما الاحتلال الاميركي".
ويرى سائق سيارة اجرة ان "الاحتلال سيتنهي في يوم واخر" مشيرا الى ارتياحه وامتنانه لان الاميركيين خلصوا الشعب العراقي من الدكتاتور السابق.
ويردد الشاعر كصدى لمطالب المتحدثين "يعود الى العراقيين بناء ديمقراطيتهم. فالمستقبل ملك لهم وهم يطالبون بسيادتهم التي فقدت منذ سنوات عديدة مع وصول صدام حسين الى الحكم".
وعلى الرغم من عذابات الماضي، تستمر الحياة في بغداد وهو ما تظهره بعض المشاهد من شوارع العاصمة مثل الصور الجوية لنهر الدجلة او حتى الاسواق الصغيرة في الحي.
ويتوقف سنان انطون عند المباني التي دمرتها الحرب وامام انقاض المكتبة الوطنية ومستشفى الصدر "الذي تنقصه الوسائل منذ التسعينات" كما يشرح مديره.
وتقول امرأة ان "الحرب الاخيرة كانت الاصعب لان القذيفة قد تسقط على رؤوسنا في اي وقت".
ويعرض الوثائقي مشهدا غريبا عندما يحاور فريق التصوير مدير غرفة التجارة الذي يسعى جليا الى تجميل الوضع. فيؤكد ان الاقتصاد ينطلق من جديد وان العراق يستطيع تصدير منتوجاته الى الولايات المتحدة من دون مشاكل وبسعر جيد وان البطالة اختفت تقريبا. فيقاطعه احد الموظفين مناقضا تماما ما يقوله ليشير الى ان 70% من السكان عاطلون عن العمل. واخيرا يعرض الفيلم صور جنود اميركيين يؤكدون احقية قضيتهم، علما ان اعمارهم لا تتجاوز 23 الى 25 عاما. وتعرض خلال المهرجان في مونتريال 415 فيلما بين طويل وقصير الى جانب افلام وثائقية اخرى تمثل 72 بلدا حتى السادس من ايلول/سبتمبر.