الكَلْبُ‮ ‬الأَبْيَضُ‮ ‬يَنْفَعُ‮ ‬بالتَّأْكيدِ‮ ‬ليَوْمٍ‮ ‬
أَسْوَد‮. ‬مَثَلاً،‮ ‬حينَ‮ ‬تَقُولُ‮ ‬لكَلْبٍ‮: ‬أَقْعِ،‮ ‬
فِي‮ ‬نَبْرَةِ‮ ‬مَهْمُومٍ‮ ‬أَعْيَتْهُ‮ ‬صُوَرٌ‮ ‬تَنْهالُ‮ ‬عَلَيْهِ‮ ‬
مِنْ‮ ‬غَيْرِ‮ ‬ظِلال،‮ ‬يُقْعِي‮ ‬الكَلْبُ‮ ‬دُونَ‮ ‬
جِدال‮. ‬حَتَّى،‮ ‬في‮ ‬لَـحْظَةِ‮ ‬حُبٍّ،‮ ‬قَدْ‮ ‬
يُصْغِي،‮ ‬قَدْ‮ ‬يَنْطُرُ‮ ‬صَوْبَكَ‮ ‬باسْتِهْجان‮. ‬
يَفْهَمُ،‮ ‬لا شَكَّ،‮ ‬بأَنَّكَ‮ ‬لا زِلْتَ‮ ‬غَيْرَ‮ ‬
خَبيرٍ‮ ‬بَعْدُ‮ ‬فِي‮ ‬مِهْنةِ‮ ‬تَرْويضِ‮ ‬الكَلْب‮. ‬
لكِنْ،‮ ‬قد‮ ‬يَعْلُو فِي‮ ‬الجَوِّ‮ ‬سُؤَال،‮ ‬
مَا حَالُ‮ ‬الحَيَوانِ‮ ‬مِنَ‮ ‬اللَّوْنِ‮ ‬الآخَر؟

الكَلْبُ‮ ‬الأَسْوَدُ‮ ‬يَفْهَمُ‮ ‬إنْ‮ ‬أَنْتَ‮ ‬
أَشَرْت‮. ‬مَثَلاً،‮ ‬إنْ‮ ‬دَالَ‮ ‬الدَّهْرُ‮ ‬عَلَيْك،‮ ‬
ما أَنْ‮ ‬تُومِئَ‮ ‬للكَلْبِ‮ ‬المُقْعِي،‮ ‬حَتَّى‮ ‬
يَتَنَامَى الكَلْبُ‮ ‬إلَيْكَ‮ ‬سَريعًا‮. ‬يَفْهَمُ‮ ‬
مَعْنَى حَرَكاتِ‮ ‬الأَيْدِي‮ ‬حينَ‮ ‬تَقُولُ‮ ‬
بِغَيْرِ‮ ‬كَلامٍ‮ ‬بَعْضَ‮ ‬حَنَان‮. ‬لكنْ،‮ ‬
ما حَالُ‮ ‬الآخرِ‮ ‬مِنْ‮ ‬صِنْفِ‮ ‬الحَيَوَان؟‮ ‬

الكَلْبُ‮ ‬الأَرْقَطُ‮ ‬يَعْرِفُ،‮ ‬في‮ ‬ذِهْنٍ‮ ‬
كَلْبيٍّ،‮ ‬أَنْوَاعَ‮ ‬الصَّمْت‮. ‬يَفْقَهُ‮ ‬مَثَلاً،‮ ‬
صَمْتَ‮ ‬الحُزْنِ‮ ‬عَلَى الفُقْدَانِ،‮ ‬وَمَا‮ ‬
أَكْثَرَهُ‮ ‬فِي‮ ‬هذَا الوَقْت‮. ‬يَفْهَمُ‮ ‬
ما‮ ‬يَعْنِي‮ ‬للشَّاعِرِ‮ ‬صَمْتُ‮ ‬الأَوْهامِ
ويُدْركُ‮ ‬حَتَّى صَمْتَ‮ ‬المَوْت‮. ‬

لكِنْ،‮ ‬في‮ ‬هذا البَلَدِ‮ ‬الماضِي‮ ‬
خَلْفَ‮ ‬سَرَابٍ‮ ‬كَالنَّهْرِ‮ ‬النّاضب،‮ ‬
مَنْ‮ ‬يَجْرُؤُ‮ ‬أنْ‮ ‬يَسْأَلَ،‮ ‬مَا حَالُ‮ ‬
الحَيَوانِ‮ ‬المَعْرُوفِ‮ ‬مِنَ‮ ‬الجِنْسِ‮ ‬
الكَاذِب؟‮ ‬كَالسَّاسَةِ،‮ ‬مَثَلاً،‮ ‬
وَبالتّحْديدِ‮ ‬رِجالُ‮ ‬الدّين؟‬

آب ‮٤٠٠٢‬

انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص

ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف