رسالة امرأة
لا أريد أن أكون طائعة و داجنة
مدللة كالقطة. وفية كالكلب
بتجويف في أسناني، يداي في العجينة,
وجهي مغطىً بالطحين وقلبي جمرة نابضة
ويده على مؤخرتي.
لا أريد أن أكون بيرق احتفاء على باب بيته
ولا الأفعى الحارسة تحت عتبته
لا أفعى ولا حواء سفر التكوين.
لا أريد أن أعدو خبباً بين النافذة و الباب
لأصغي بعناء ولأقدر على تمييز وقع الخطى
من أصوات الليل.
لا أريد أن أتبع الحركة البطيئة لساعات اليد
ولا أن أرى النجوم الساقطة منه تخترقني
ثملةً كفيل.
لا أريد أن أخاط بابرة الخرم في بورتريه العائلة
برفقة الأولاد المتكورين بإزاء الموقد
ومع الجراء الصغار في الحديقة.
وأنا ظلُ الشجرة
و أنا منظرُ الشتاء
و التمثالُ المطمور تحت الثلج
بفستان العرس المطوي سأسافر إلي الجنة.
هللويا ! هللويا !
لا أريد ان أكون عروساً.
أريد شعراً أشيباً وَ حدبةً و سلةً
لأطوف الغابات ألتقطُ حبات الفريز و الأماليد الجدباء.
و حياتي كلها ورائي,
ابتسامة الصبي ذاك
عزيزة جداً و يستحيل تعويضها.
أحكامٌ بالموت
ولدت متأخرة جداً و طاعنة في السن أيضاً
حبيبي هاملت ,
لأكن أُوفيلياك المبثورة,
ولتدع شَعري كالحنطة المستوية
ينتشرُ على المياهِ المعتمةِ
ويَقلبُ زنابقَ الماءِ الطافية و عيني.
لأندس كشبه سمكة بين الأسماك ,
أغوصُ إلي القاع كمحارة ميتة,
أحفرُ في الرمل بإزاء حطام سفينة الحب,
أنا الأُمفورةُ(القارورة) العالقةُ في شرك الطحالب البحرية
أحبك تخلعني فستاني ,
تدعه يسقط على قدمي كأوراق الحور الرجراج
تزعزعها الريح بغير إذن كما أمر يسير.
أحبذ حكم الموت ذاك:
أبديةُ ذراعيك تُطوقُ عُنقي.
الوجبة
لم تعد تُهسهسُ في طنجرتي الضغطية .
صمامُ الأمان انفجرَ.
أشلائُكَ تناثرتَ داخلي مطبوخة
بورقِ الغارِ والبصلِ وأعشاب أخرى حلوة مرة
واظبنا على اضافتها معاً.
مقطعةُ الأوصال مثلك ,
أضعكُ على الثلج
ليحفظك ليوم ما آخر
حين لا أملكُ طعاماً طازجاً
و لا خضرةً على طبقي
صبيٌ ما صغيرٌ سهلُ الهضم.
سأختلسُ النظرَ الي الفريزر
أستخرجُك و أُذيبُ عنك الصقيعَ
أُحميك على نارٍ هادئةٍ
حتى تفوحُ رائحتُك الدافئة , الحميمة
التي لا تجلبُ صُداعاً
يجلبهُ فقط ذلك الشعورُ الثقيلُ لبقايا الطعامِ
بعدما يُسخنُ مراتٍ عدة
ويؤكلُ يوماً بعد يوم.
لكن هناك علاجٌ لذلك أيضاً,
يمكنني عرضك على شخص آخر
لديه معدةٌ عسيرةُ الهضمِ و ليست نيقة.
في آخر المطاف سأرزك خارج منزلي
دع تلك العاهرة المتهزهزة المؤخرة تجربك,
يا من حامَ حول منزلي لزمن ما.
•رادِمِلا لازيش شاعرة صربية ولدت عام 1949 نالت العديد من الجوائز الأدبية وهي محررة لأنطولوجيا شعر المرأة و لرسائل ضد الحرب
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص
ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف
التعليقات