الرباط (وكالة المغرب العربي للأنباء): تحت شعار "المونودراما: فضاء صراع الشعور واللاشعور"، تنظم جمعية التجريب المسرحي أزمور ما بين27 و30 كانون الثاني (يناير) الجاري الدورة الثانية لمهرجان أزمور الوطني لمسرح الممثل الواحد وذلك بمشاركة تسع جمعيات. ويتضمن البرنامج عرض العديد من المسرحيات لكل من جمعية بصمات الفن -أكادير، وجمعية رواد المسرح الشعبي -وجدة، وجمعية عشاق الأرض- وجدة، وفرقة تياتروكم-الرباط، وفرقة مسرح المدينة -مكناس، وجمعية مارون النقاش للمسرح والفنون-صفرو، وجمعية ربيع الإبداع-الجديدة، والجمعية الوطنية للتربية والثقافة-أزمور، وجمعية الدراما للفنون المسرحية- جهة مراكش تانسيفت الحوز.
وستعرض العديد من المسرحيات منها مسرحية "سؤال الموت" من تأليف عبد الفتاح الشادلي وإخراج وتشخيص لطيفة بلخير، و"فك القيود" من تأليف وإخراج وتشخيص بوشرة فراس والتي تدور أحداثها حول الاعتقال السري، و"داها" التي تعرض بالأمازيغية وهي من تأليف وتشخيص محمد الحنصال، و"ع داوي" تأليف عبد الحميد شكيب وإخراج وتشخيص حسن اشباني.
كما ستعرض مسرحية "في ظلمة الليل" من تأليف وإخراج وتشخيص جدة عباس، و"لغة الصمت" من اقتباس محمد حنصال وتشخيص البكاي حمداوي وإخراج وسينوغرافيا التهامي الوردي بوشعيب، و"ميكست" باللغتين العربية والفرنسية من تشخيص رشيد أنافلوس وإعداد وإخراج ابراهيم ارويبعة، و"مستر باري" من نص وتشخيص حفيظ البدري وإخراج عبده جلال، و"القنديل الأخضر" من إعداد وإخراج وتشخيص عبد الإلاه ميموني، و"المذراة والبحر" من تأليف محمد ماشتي وتشخيص البروسي.
يشار إلى أن جمعية التجريب المسرحي أزمور تهدف من خلال تنظيم مهرجانها إلى ترسيخ ثقافة مسرحية جادة داخل المدينة، وتشجيع المواهب، وإبراز القدرات، وتفجير الطاقات الشابة، وتلاقح تجارب الشباب في مسرح الممثل الواحد، وتأصيل ثقافة مسرح الممثل الواحد في ظل الإكراهات والتحديات. وسينظم هذا المهرجان في فضاءات متعددة بمدينة أزمور منها المسرح البرتغالي، ودار الشباب، ومركز الاستقبال، وسينما مرحبا، ودار الطالب، والساحة العمومية، والخزانة البلدية بمشاركة سبعين مشاركا.


الفنان المسرحي الراحل أحمد العماري تميز بسرعة البديهة والقدرة على الارتجال فوق الخشبة

الرباط: بوفاة الفنان أحمد العماري صباح أمس الأربعاء، فقدت الأسرة الفنية رائدا من رواد الحركة المسرحية بالمغرب الذين ميزوا بأعمالهم فترات مهمة من تاريخ هذا الفن يمكن اعتبارها بداية حقيقية لانغراس ثقافته بالمغرب وإشعاعها إلى جانب الفنون الأخرى وأسهموا في تأثيت تجربة تستند على أصول فنية تبلورت وأعطت ثمارها.
وقد دخل الراحل العماري في وقت مبكر إلى عالم التمثيل بفضل موهبته التي منحته فرصة الانتقال إلى عالم الاحتراف فصقلها وبحث عن موطيء قدم في فرقة من الفرق المسرحية على محدوديتها آنذاك فغادر مدينة مراكش مسقط رأسه إلى الرباط حاملا طموحه ورغبته الأكيدة في تحقيق النجاح. ورغم كل الإكراهات التي اعترضت صاحب "يا كاودي لاباس والو باس" غداة حصول المغرب على الاستقلال لم يتوان أو يتخاذل في مواصلة البحث عن تحقيق ذاته والبذل للعثور على ضالته فأهله ذلك إلى امتطاء سلم الشهرة بخطى ثابتة.
وكان إصرار الراحل المزداد سنة1931 بمراكش قويا وحبه للفن والإخلاص له أقوى وأعظم ، فأثث مسارا غنيا بالتجارب بدأها بانخراطه سنة1956 في " فرقة التمثيل المغربي" وبعدها في فرقة "المعمورة " التابعة للشبيبة والرياضة وظل يشتغل ضمنها إلى أن التحق سنة1974 بفرقة المسرح الوطني.
وبشهادة زملائه وأصدقائه وأيضا محبيه والعارفين بفن المسرح، كان الراحل العماري، يتمتع بسرعة البديهة وقدرة على الارتجال فوق الخشبة وتقديم لوحات فكاهية أكسبته حب الجمهور وأعطته مكانة مميزة في هذا اللون الفني.
قد أبدع في أداء مونولوجات شعبية في قالب ساخر مازالت تحفظها الذاكرة المسرحية المغربية خاصة وأنها كانت تلامس مواضيع ذات طابع اجتماعي تستجيب لذوق شريحة واسعة من المولعين من ضمنها على الخصوص "حكايتي مع نسيبتي حكاية" و"كنت دري مازال صغير" و"قالوا زمان" و"كان ابا رجل صالح" و"أنا صايم".
ولم يقف إسهام هذا الفنان، الذي رحل عن عمر يناهز74 سنة، عند هذا الحد بل شارك في أعمال مسرحية عديدة إلى جانب أسماء لامعة في سماء أب الفنون منها أحمد الطيب لعلج من خلال أدوار لم تخل من روح النكتة في عروض ك "مريض خاطرو" و"عمايل جحا" و"ولي الله " و"الفضوليات" و"خفيف الشاشية" و"البيضة في الطاس" وضمن فرقة المسرحي الراحل عبد الصمد الكنفاوي من خلال مسرحيات ناجحة ك "هاملت" و"أهل الكهف" و"المعلم عزوز".
وكانت زوجة الفقيد الفنانة المسرحية مليكة العماري قد ذكرت، في اتصال مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المرحوم الذي شيع جثمانه بعد عصر اليوم الأربعاء بالرباط كان يعاني من المرض منذ سنتين، وأن حالته الصحية تدهورت يوم عيد الأضحى المبارك إلى أن وافته المنية.