250 عاما على مسيرة الضحى من نجد (1 من 5)
خريف سياسي لسعد وصباح جديد لصباح الأحمد
نصر المجالي من لندن: تتهيأ دولة الكويت التي أسسها آل الصباح المتحدرين من العتوب وهم من أهم أفخاذ قبيلة عنزة صاحبة الصولة والجولة في معقلها الأساس في نجد وأطراف الجزيرة العربية، إلى تطورات سياسية على ساحتها نحو المزيد من الاستقرار والتهدئة بعد أعوام خمسة من الصراع والقلق إثر مرض الكبيرين الذي طال وهما أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد وولي عهده الشيخ سعد العبد الله، وهذا المرض ظل يشكل كابوسا بالنسبة للشعب الكويتي الذي يخشى على مؤسساته الدستورية، ولكن يبدو أن الحسم صار وشيكا.
ويوم الأربعاء المقبل، يغادر العاصمة البريطانية لندن، ولي عهد الكويت الشيخ سعد العبدالله عائدا إلى بلاده بعد إجازة مرضية للاستشفاء في أحد مشافي لندن، ليكون مع هذه العودة القرار الأكيد، وحيث يودع نجل واضع الدستور الكويتي ومحقق استقلال البلاد العام 1961 ، منزله في حي بلغريفيا الراقي قبالة فندق كارليتون تاورز وخلف السفارة السورية في العاصمة لندن، فإن قرارا سيستقبله لا يتعلق به وحده بقدر ما هو يهم ترتيب بين الحكم المتمثل بأسرة آل الصباح التي اسست الدولة الكويتية وتحكمها منذ 250 عام.
ومع تأكيدات عودة ولي العهد يوم الأربعاء المقبل (19 ـ 10 ـ 2005 ) التي جاءت على لسان وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر المحمد وأكدتها أيضا السفارة الكويتية في لندن أمام (إيلاف) اليوم، فإنه بعد الثقة التي منحها الشيخ جابر وهو رأس السلطة لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد يوم الإثنين الماضي وبادر مجلس الأمة رغم عدم انعقاده رسميا في دوره التشريعي الدستوري إلى الموافقة بغالبية من أعضائه، فإنه بات في حكم المؤكد أن الأسبوع المقبل أو لنقل العشرة الأواخر من رمضان، هو الموعد الذي لا بعده، للقرارات التي ظل الكويتيون ينتظرونها.
والقرارات المنتظرة محتمل إعلانها بعد اجتماع لمجلس العائلة بحضور ولي العهد الذي سيتنحى عن المنصب، كما ذكرت المصادر لصالح رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد، وكانت ولاية العهد فصلت عن رئاسة الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو (تموز) 2003 ، ولكنها ستعود ملتئمة ثانية وسط معارضة من بعض أقطاب البرلمان.
وحسب تقارير بعض صحف الكويت ومن بينها (القبس) و(السياسة) و(الوطن) نقلا عن مصادر سياسية مطلعة، فإن حسم الامور على صعيد ترتيب بيت الحكم لمصلحة الاستقرار بات في حكم المؤكد ولا رجعة فيه، بعد ان دفعت التطورات السياسية الاخيرة الامور في هذا الاتجاه، وبات اي تأخير يفاقم الامور لغير مصلحة البلاد.
واكدت المصادر ان جميع الاطراف، داخل الاسرة وخارجها، ملتفة حول سمو الامير، الذي اكد حرصه على حسم الامور لما فيه مصلحة الكويت وامنها واستقرارها. واشارت إلى ان الاتصالات المكثفة الجارية حاليا تدفع في هذا الاتجاه.
وتقول (القبس) أن هذه المصادر حذرت من ان المواقف والتطورات الاخيرة تكاد تخلق جبهتين سياسيتين لا مصلحة للبلاد في قيامهما في حال عدم الحسم. ولا تخفي هذه المصادر التعقيدات المعروفة لمثل هذه الخطوة، خصوصا اذا كانت جزئية، وهو ما يزيد من احتمالات ان تكون واسعة ولو تدريجيا.
من جهتها، قالت صحيفة (الوطن) أنه وسط أجواء من الترقب والانتظار لما تحمله الايام المقبلة، ومع الإعلان عن عودة ولي العهد فإن الهدوء الكامل خيم على اجواء ودهاليز مجلس الامة امس الذي اعلن عن ثقته الكاملة بالاجراءات التي سيتخذها أمير البلاد في اتجاه الحسم، كما اكد النواب امس وامس الاول ثقتهم بقدرات رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وانه اهل للمسؤولية.
وكان الرئيس جاسم الخرافي أمس الأول قد ابلغ النواب برسالة حضرة صاحب السمو أمير البلاد بتجديد الثقة في سمو الشيخ صباح وأن صاحب السمو سيحسم الأمور. وأكد النائب الدكتور يوسف الزلزلة أن ثقة الأمير الشيخ جابر بالشيخ صباح الأحمد مستمدة من ثقة الشعب من خلال أدواره العظيمة والمتميزة خلال عمله وممارسته للدور البارز في رئاسة مجلس الوزراء.
ومن ناحيته، أكد النائب طلال العيار ان أمير البلاد الشيخ جابر هو الأب الكبير والظل لجميع الكويتيين سواء من الأسرة الحاكمة أو حتى المواطنين الكويتيين مشيراً الى ان سموه هو والد الجميع "وان ثقتنا كبيرة بحكمة سمو الأمير والأمور كلها تسير لصالح كويتنا الغالية مؤكداً وجود سمو الشيخ صباح الأحمد كلاعب بارز في السياسة الكويتية وقد مارسها منذ زمن بعيد وهو دائماً على قدر المسؤولية والتعاون".
* حكام الكويت
تسلسل حكام الكويت من آل الصباح وفترة حكم كل منهم :
1- الشيخ / صباح بن جابر (صباح الأول) ( المتوفي سنة 1190 هـ الموافق 1776م)
2- الشيخ / عبد الله بن صباح (1190 – 1230 هـ) (1776-1814م)
3- الشيخ / جابر بن عبد الله (1230 – 1276هـ) (1814-1859م)
4- الشيخ / صباح بن جابر بن عبد الله (1276 – 1283 هـ) (1859-1866م)
5- الشيخ / عبد الله بن صباح (1283 – 1310 هـ) (1866-1892م)
6- الشيخ / محمد بن صباح (1310 – 1314 هـ) (1892-1896م)
7- الشيخ / مبارك الصباح (مبارك الكبير) (1314 – 1334 هـ) (1896-1915م)
8- الشيخ / جابر المبارك الصباح (1334 – 1336 هـ) (1915م-1917م)
9- الشيخ / سالم المبارك الصباح (1336 – 1340 هـ) (1917-1921م)
10- الشيخ / أحمد الجابر الصباح (1340 – 1370 هـ) (1921-1950م)
11- الشيخ / عبد الله السالم الصباح (1370 – 1385هـ) (1950-1965م)
12- الشيخ / صباح السالم الصباح (1385 – 1398هـ) (1965-1977م)
13- الشيخ / جابر الاحمد الصباح (1398 هـ) (31/12/1977 حتى الان
* أهم الأحداث
وفي الآتي تسلسلا لأهم الأحداث في تاريخ الكويت من العام 600 قبل الميلاد إلى يومنا هذا العام 2005 :
600 ق.م : عاش الهيلينستيون في منطقة تل خزنة بجزيرة فيلكا
529 ق.م تغلب المنذر بن ماء السماء على الحارث الكندي في منطقة وارة الكويت
300 ق.م أقام الأغريق لمدة قرنين في جزيرة فيلكا
73 ق.م كتب الرسالة الملكية على حجر ايكاروس الموجود في متحف الكويت حالياً
623 م وقعت في منطقة كاظمة معركة ذات السلاسل التي انتصر فيها العرب على الفرس
1650 م شيد محمد لصكه بن عريعر أول حصن في الكويت وكانت تحمل اسم (القرين)
1672م التاريخ التقريبي لإنشاء مدينة الكويت في عهد براك بن غرير امير بني خالد
1711م وصل آل الصباح إلى الكويت
1716 م نزول العتوب إلى الكويت
1752م إختيار الشيخ صباح الأول حاكماً للكويت
1760 م بناء سور الكويت الأول من الطين وطوله 750 متر لحماية المدينة من الغزو الخارجي
1762 م بداية حكم الشيخ عبدالله الأول ( 1762 – 1812 )م
1765م تم أول احصاء تقديري لسكان الكويت بواقع عشرة آلاف نسمة
1783 م انتصار الكويت في معركة الرقة البحرية
1812 م تولى جابر عبدالله بن صباح الحكم (جابر الأول) (1812 - 1859) وقد اشتهر بشدة كرمه بحيث لقب بجابر العيش
1814 م بناء السور الثاني وطوله 2300 متراً
1831 م انتشار الطاعون في الكويت في شهر يونيه
1837 م حصار المحمرة
1859 م تولى الشيخ صباح بن جابر الحكم (1859 - 1866 )م
1866م بداية حكم الشيخ عبدالله بن صباح (1866-1892)م
1866م أصدر الشيخ عبدالله الصباح الثاني أول عملة كويتية لكنها لم تستمر طويلاً
1871م حادثة الطبعة حيث غرق العديد من سفن الغوص الكويتية في اعصار مدمر بين عمان والهند
1892م وصول الشيخ محمد الصباح إلى الحكم حتى عام 1896م
1896م في 17 مايو 1896 تولى الشيخ مبارك الصباح الحكم حتى عام 1915 وكان يلقب بأسد الجزيرة
897م في 30 يونيه محاولة غزو الكويت بحراً من قبل التاجر الكويتي يوسف بن عبدالله بن ابراهيم
1899م توقيع معاهدة الحماية البريطانية للكويت في 23 يناير 1899م
1899م إنشاء أول دائرة في الكويت هي دائرة الجمارك
1901م موقعة الصريف بين الشيخ مبارك الصباح وعبدالعزيز الرشيد في 17 مارس
1910م تأسيس مركز طبي في الإرسالية الأمريكية وبداية الخدمات الصحية
1911م افتتاح المدرسة المباركية في 22 ديسمبر
1912م إنشاء خط للتلجراف اللاسلكي في الكويت
1912م عام الطفحة والتسمية بسبب الرقم القياسي للسفن المبحرة للغوص
1913م في 29 يوليو اعتراف تركيا بالكويت كبلد مستقل
1913م رسم أول خارطة للكويت كوثيقة رسمية
1913م إجراء أول مسح جيولوجي في الكويت
1913م بناء أول مستشفى في الكويت
1914م تقرر إبدال العلم التركي بعلم خاص بالكويت يحمل اللون الأحمر وفي وسطه كلمة كويت باللون الأبيض
914م عقد أول مؤتمر دولي في الكويت (مؤتمر الصبيحية)
1916م تقلد جابر بن مبارك الثاني الحكم حتى 1917م
1917م بداية حكم الشيخ سالم الصباح حتى عام 1921م
1919م افتتاح المستشفى النسائي
1920م في مايو خاضت الكويت معركة حمض لصد الهجوم المباغت لزعيم مطير
1920م في 24 مايو بعد معركة حمض بدء ببناء سور جديد تم إنجازه في شهرين (السور الثالث) يمتد في شكل نصف دائري خلف الكويت من البحر بمسافة أكثر من 5 أميال ، وارتفاعه أربعة عشر قدماً وله خمسة أبواب وستة وعشرين برجاً للمراقبة.
1920م موقعة الجهراء في 10 أكتوبر بين الشيخ سالم وفيصل الدويش
1921م في مارس تم اختيار الشيخ أحمد بن جابر الثاني حاكماً للكويت حتى 1950م
1921م تأسيس المدرسة الأحمدية
1921م قيام أول مجلس شورى
1922م وصل عدد سفن الغوص الكويتية 800 سفينة يعمل عليها 10 آلاف غواص وبحار
1922م تأسيس أول مكتبة عامة في البلاد تحمل اسم المكتبة الأهلية
1922م في مايو تم توقيع اتفاقية المحمرة
1922م في ديسمبر تم توقيع معاهدة العقير لرسم الحدود بين الكويت والعراق والسعودية
1924م تأسيس النادي الأدبي في 30 إبريل 1924 م
1924م صدور قانون يحظر استيراد العبيد
1924م أول بعثة طلابية للدراسة في الخارج إلى بغداد
1927م إنشاء أول مطار في الكويت خلف بوابة الشعب (البريعصي)
1928 في يناير 28 بدء موقعة الرقعي بقيادة الشيخ على الخليفة الصباح
1928م في شهر يونية صدرت مجلة الكويت أول مجلة دورية في الكويت لعبدالعزيز الرشيد
1930م تأسست بلدية الكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح
1934م في 23 ديسمبر منح الشيخ أحمد الجابر الصباح امتيازاً للتنقيب عن النفط لشركة نفط الكويت التي شكلتها شركة نفط (الأنجلوإيرانية) وشركة غالف الأمريكية للكويت.
1934م سنة الهدامة هدمت منازل الكويت نتيجة هطول الأمطار الغزيرة في 7 ديسمبر
1934م تأسيس شركة الكهرباء الأهلية
1934م إجراء أول عملية انتخابية لاختيار أعضاء مجلس البلدية
1935م في أبريل برزت مدينة الاحمدي
1936م أول مجلس لدائرة المعارف
1936م تأسست وزارة الصحة العامة في أوائل العام
1937م حفر أول بئر في بحرة
1937م تأسيس دائرة الأمن العام في العام الدراسي الثاني
1938م أول مدرسة نظامية للبنات (1937-1938)
1938م في 2 فبراير أظهرت عمليات الحفر الأولى في حقل البرقان بوادر تبشر بوجود كميات كبيرة من النفط
1938م تشكيل ثاني مجلس تشريعي
1938م إنشاء دائرة الأمن برئاسة المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح
1939م تأسيس شركة ماء الكويت بواسطة السفن الشراعية لتنظيم عملية نقل وتوزيع المياه
1939م تأسيس دار الأيتام
1940م بداية بناء المستشفى الاميري الذي افتتح بتاريخ أكتوبر 1949م
1940م تم حفر آبار للماء في البرقان
1940م أضيفت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله على علم الكويت
1941م اكتشاف مصدر للمياه الصليبية
1942م توقف الحفر بسبب الحرب العالمية الثانية كإجراء وقائي مؤقت
1942م اكتشاف الماء في العبدلي
1945م عودة عمليات التنقيب عن النفط
1946م في 30 يونيو (حزيران) أرسلت أول شحنة من نفط الكويت الخام
1946م إنشاء أول خط للشحن البحري
1947م استخدمت إدارة المعارف أول مطبعة
1948م بدء ببناء مدينة الأحمدي التي اشتق اسمها من مؤسسها الشيخ أحمد الجابر الصباح
1948م صدرت مجلة كاظمة في شهر يوليو (تموز) كصحيفة شهرية أدبية اجتماعية
1949م افتتاح المستشفى الأميري في أكتوبر
1949م افتتاح الرصيف الجنوبي يتسع لثماني سفن
1949م أنشئت أول مصفاة للتكرير في الكويت بمدينة الأحمدي
1950م بداية حكم الشيخ عبدالله السالم في فبراير (1950-1965)
1950م تشغيل معمل تقطير مياه البحر
1951م انطلاقة الإذاعة الكويتية في أوائل 1951م
1952م تأسيس أول نادي رياضي في الكويت النادي الأهلي
1953م أول محطة لتكرير المياه
1953م إنشاء محطة التجارب الزراعية
954م تأسست شركة طيران الخطوط الجوية الكويتية في شهر مارس
1954م صدرت مجلة الكويت اليوم كجريدة رسمية حكومية في 11 ديسمبر
1955م اكتشاف النفط في حقل الروضتين
957م هدم سور الكويت والإبقاء على بواباته فقط
1957م أجري أول تعداد للسكان في الكويت
1958م عثرت بعثة آثار دانمركية على آثار في جزيرة فيلكا ترجع إلى العصر البرونزي
1958م صدر أول عدد من مجلة العربي في ديسمبر
1959م وصول أول ناقلة نفط كويتية كاظمة لميناء الأحمدي
1959م افتتاح الرصيف الشمالي
1960م صدر مرسوم بقانون ينص على أن الدينار هو وحدة النقد الكويتي
1960م تأسيس ميناء الشويخ
1961م إلغاء معاهدة سنة 1899(19يونيو) مع بريطانيا
1961م انضمام الكويت في 20 يوليو لجامعة الدول العربية
1961م إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لمختلف مرافق الحياة في 26 أغسطس
961م في 7 سبتمبر رفع العلم الجديد في عهد الأمير الشيخ عبالله السالم الصباح
1961م في 20 نوفمبر صدور قانون إنشاء الصندوق الدولي للتنمية الزراعية
1961م إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في 31 ديسمبر
962م بداية الحركة التعاونية بصفة رسمية في الكويت
1962م في 11نوفمبر صدر دستور الكويت
1962م صدر المرسوم الأميري الذي يقضي بتقسيم الكويت إلى ثلاث محافظات
1963م في 29 يناير افتتاح أول مجلس للأمة
1963م انضمام الكويت إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة في 15 مايو لتصبح العضو رقم 111 في أسرة المجتم الدولي.
العتوب ـ عنزة
تعود جماعات العتوب في حقيقة أصولها إلى قبيلة عنزة من نجد، وإلى العتوب ينتسب آل الصباح، وقد ستقر صباح بن جابر شيخاً على الكويت لتصبح محط القوافل المسافرة بين حلب وشرقي الجزيرة العربية، وفي ذك الزمن كانت الكويت تعتمد على ما تحصله من التجارة البحرية ومن رحلات الغوص.
"نشأت الكويت في الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي في عام 1613م حينما توافدت مجموعة من الأسر ولقبائل إلى هذه المنطقة قادمة من شبه الجزيرة العربية، وبعد فترة اختارت القبائل حاكما لها من أسرة آل الباح وظلت هذه الأسرة تحكم الكويت منذ منتصف القرن الثامن عشر.
وأجريت أول انتخابات تشريعية في الكويت عام 1938 ووضعت مسودة للدستور كانت أهم بنوده تنص على التخلص من التبعية للاحتلال البريطاني إلا أن الحرب العالمية الثانية أخرت الحياة النيابية الكويتية، واكتفي فقط بمجلس استشاري آنذاك.
وفي عام عام 1960 وافقت بريطانيا للحكومة الكويتية على إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول العربية، كما تخلت لتلك الحكومة عن حق حماية الأجانب المقيمين على أرضها، وتفاوض الشيخ عبد الله الصباح مع بريطانيا من أجل الاستقلال، وتوصل الجانبان إلى معاهدة وقعت في 19 يونيو/ حزيران 1961 ألغت بريطانيا بموجبها معاهدة 1899 ووقعت بدلاً منها اتفاقية ""الدفاع والصداقة"" واعترفت بالتالي باستقلال الكويت.
وفي عام 1962 أعلن الدستور الكويتي المؤقت الذي يجعل من الأمير عبد الله سالم الصباح رئيساً للدولة والحكومة، وينص الدستورعلى أن الكويت إمارة وراثية محصورة في الذكور من خط مبارك من عائلة الصباح وذلك عن طريق ولاية العهد، ويعين ولي العهد بتزكية من أحد أعضاء الأسرة، ثم تعرض التزكية على مجلس الأمة في جلسة خاصة، وتتم مبايعة ولي العهد بموافقة أغلبية الأعضاء، ثم يصدر مرسوم أميري بهذا التعيين، وتتم الإجراءات خلال سنة من توليته.
بداية حكم آل الصباح
حين خلف صباح بن جابر إثر وفاته في 1762 ابنه عبدالله بن صباح، بدأ آل صباح يسيرون قدماً بالكويت حتى حظيت بمنزلة مرموقة بين مشيخات الجزيرة العربية آنذاك، وهذه المكانة لفتت أنظار بريطانيا لتوثق علاقاتها مع الكويت في 1775م، وقد أصبحت الكويت حتى 1779م مركز تجارة الهند القادمة إلى بغداد وحلب والقسطنطينية بعدما احتل الإيرانيون البصرة، وشيّد في عهد عبدالله بن صباح سور الكويت الثاني وكـــان له ثماني بوابـات وقـد سـبق ان شيـدت الكــويت اول سور لها في 1760م على وجه التقريب وكان طوله حوالي 75 متراً، وفي عام 1812م انتقل الحكم إلى جابر الأول الذي عرفه الكويتيون بجابر العيش نظراً لكرمه، ومنه انتقل الحكم إلى صباح بن جابر المعروف بصباح الثاني الذي تولى الحكم عام 1859م، وفي فترة حكم صباح الثاني شعرت الدولة العثمانية بأهمية الكويت جغرافياً، وأرادت أن تجعل منها ميناء تجارياً، وبعد 1866م السنة التي توفي فيها صباح بن جابر تولى حكم الكويت أبناؤه عبدالله ومحمد الصباح، والشيخ مبارك الذي ازدهرت التجارة الكويتية في عهده، فوصلت سفنها إلى ساحلي آسيا الغربي والجنوبي وإلى سيلان والملايو وساحل إفريقيا الشرقي بطوله، وإلى زنجبار ومدغشقر ورأس الرجاء الصالح، وبعد أن صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها وانتقل إلى جوار ربه في 21 نوفمبر 1915م، تولى الحكم ابنه جابر الثاني الذي لم تطل مدة حكمه أكثر من سنة وشهرين ليتسلم الإمارة أخوه الشيخ سالم المبارك، وخلال مدة حكمه شيّد السور الثالث والأخير، لصد هجمات البدو على المدينة التي بدأ ازدهارها التجاري يلفت الانتباه في الجزيرة العربية ومن اشهر معاركها في عهده هي معركة الجهراء.
وتلاه في الحكم بعد وفاته في 1921م الشيخ أحمد بن جابر الثاني لمدة تسعة وعشرين عاماً، وفي عهده ظهرت الثروة النفطية، وقد أخذت امتيازها شركة إنجليزية - أمريكية، كما تم إنشاء المدارس والمستشفيات، وبدأت الكويت عهداً من البناء والازدهار، وبعد وفاته في 1950م انتقلت مقاليد الحكم إلى ابن عمه الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي تابع مسيرة البناء والتطوير، وصار للكويت شأنها الكبير في المحافل الدولية، وقد انضمت لجامعة الدول العربية، وأصدرت نقدها الجديد المستقل، وقد حصلت على استقلالها الوطني عام 1961، واعترفت بريطانيا بسيادة الكويت على أراضيها، فألغيت اتفاقية الحماية وتأسست شركة البترول الوطنية في 1961، وأجريت الانتخابات النيابية وتم افتتاح أول مجلس تأسيسي سنة 1962م، ووضع أول دستور في تاريخ الكويت وهو المعمول به حالياً وبعد وفاة الشيخ عبدالله السالم في 1965 خلفه أخوة الشيخ صباح السالم الصباح الذي لم يأل جهداً في سبيل الكويت التي تتابع مسيرتها على طريق الرخاء والتقدم في مختلف المجالات، فقد افتتحت في عهده جامعة الكويت عام 1966م ووقعت الكويت على إنشاء منظمة الأقطار العربية المصدّرة للنفط (أوبك) عام 1968، وإثر وفاته في 31 ديسمبر 1977 آلت مقاليد الحكم إلى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي شهدت الكويت ـــ ولاتزال ـــ في عهده المزيد من التقدم والازدهار، والكثير من الإنجازات التي لا يمكن الإحاطة بها، فقد دخلت تقنيات العصر وعلومه الكويت لتجعل منها دولة عصرية، وقد كرّس سموه حياته للدفاع عن الكويت، ولكي تبقى رايات السلام تخفق في سمائها، ولعل جهوده العظيمة ونضاله الدءوب في المحافل الدولية وعلى الصعيد العالمي كان له الدور الأكبر في تخليص الكويت من أيدي الطغاة الطامعين
وبعدما ألمّت الأزمة الكبرى بالكويت في أغسطس 1990م حين اجتاحت قوات النظام العراقي أرض السلام والوئام، هبّ الكويتيون جميعهم للدفاع عن أوطانهم مقدمين للعالم أروع آيات التضحية والنضال، وقد برز دور صاحب السمو أمير البلاد في تلك الفترة من خلال التفاف الكويتيين حوله وتكاتفهم حتى استطاعوا تحرير الكويت من المحتلين بعدما عانت من مختلف أشكال السلب والنهب والتخريب خلال الجولة الظالمة التي لم تزعزع الكويت فحسب، ولكنها تخطتها لترمي بظلالها السوداء على مختلف البلدان العربية، وبمساندة الأصدقاء ووقوف الأشقاء الشرفاء إلى جانب الكويت، استطاعت أن تحظى بحريتها السليبة في 26 فبراير 1991 لتبدأ الكويت عملية إزالة آثار العدوان ودنسه من جهة ومن جهة أخرى لتقوم بالبناء من جديد لتعود ليست مجرد بقعة صغيرة جغرافياً في أطراف عالمنا العربي، وإنما لتكون بمنزلة القلب في هذا العالم العربي. ) يتبع)
التعليقات