إيلاف من الرياض: quot; أؤكد أن مدرسة الإخوان المسلمين الفكرية قدمت للعمل الإسلامي المعاصر الكثير من الخدمات والإنجازات، والنظام المصري لا يشرفني أن تثني عليّ أجهزته الأمنية ... quot; كانت تلك أهم الملامح سخونة في رد الداعية السعودي الدكتور عوض القرني في معرض تعليقه على خبر تصنيفه - مؤخراً -من جهات أمنية مصرية على أنه المسؤول عن قيادة تنظيم الأخوان المسلمين في السعودية.

القرني الذي اشتهر في الأوساط السعودية والعربية بعد إصداره كتابه المثير quot; الحداثة في ميزان الإسلامquot; و الذي وصف بأنه من أوائل الكتب التكفيرية الصادر في عام 1989، التي تناولت العديد من نماذج المثقفين والكتاب السعوديين، وعملت على محاكمتهم وتيارهم محاكمة دينية صارمة على غرار محاكم التفتيش.. وجد نفسه خلال الأيام القليلة الماضية في مواجهة تصريح أمني على مستوى دولة، عندما ذكرت سلطات أمنية مصرية أنه هو المسؤول عن قيادة تنظيم الأخوان المسلمين في السعودية، حيث يتخذ من بعض المكتبات المنتشرة في كل المدن السعودية، غطاء شرعياً، ونقطة بداية لكل تحركاته، وعقد اللقاءات السرية بعيداً من أعين الرقابة الأمنية، كما اتهمت السلطات المصرية شخصاً يدعى فرحان فريح المولد بقيادة التنظيم في مكة المكرمة، بالإضافة إلى طبيب بريطاني يدعى مصطفى مهني.

والشيخ عوض هو داعية سعودي معروف من مواليد 1376 هـ ويحمل الدكتوراه في الشريعة الإسلامية ويعمل أستاذا في جامعة الملك خالد (أبها ndash; جنوب السعودية )،هو أيضاً من الدعاة المتحولين وإن كان بدرجة أقل من رفيقيه البارزين عائض القرني وسلمان العودة . ولحق بهم في بعض الأحيان من حيث إثارته للجدل في منعطفات عديدة كان أبرزها انتقاله من إطلاق فتاوي السماح بقتل الإسرائيليين إلى وصوله ليكون مدرباً عالمياً وعضواً في الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية ورئيسها في السعودية.

القرني: لا يشرفني ثناء من لا يدعم الفلسطينيين:

ويبدو أن الشيخ عوض القرني تفاجأ حقاً بما أوردته أجهزة الأمن المصرية لدرجة سخونة رده السريع رغم الخطأ في اسمه باسم الداعية الشهير الأخر عائض القرني ثم تغيير الخطأ في بيان آخر تصحيحي حيث أكد القرني بعدها لوسائل إعلام مختلفة بأنه يدرك السر في الأمر حيث يعتبره الأمن المصري ممثلا لـ التنظيم الدولي للإخوان المسلمين فقط بسبب موقفه من quot;الكيان الصهيوني ومن كل من يتعاون معه ضد الشعب الفلسطيني، وما هذه الفاقعة الإعلامية الشائعة إلا من بعض أصابع الموساد الإسرائيلية في مصر.

مضيفا: quot; نحن في السعودية لا نحتاج إلى إقامة تنظيمات إسلامية لأن البلد يقوم على الشريعة الإسلامية فبالتالي لا نحتاج إلى ما يحتاجه المسلمون في البلاد الأخرى بإقامة التنظيمات الإسلامية في مواجهة التنظيمات العلمانية والليبرالية والشيوعية، كما أنني أعبر عن عميق احترامي وتقديري لمدرسة الإخوان المسلمين الفكرية و أؤكد أنها قدمت للعمل الإسلامي المعاصر الكثير من الخدمات والإنجازات و نثني عليها ولا ندعي لها العصمةquot;.

مشيراً إلى أن quot;الأصابع الصهيونية القذرة تغلغلت في مفاصل النظام المصري على المستوى الأمني والسياسي و لا يشرفني أن يثني علي نظام أو أجهزة أمنية تسهم في حصار الشعب الفلسطيني، كما أؤكد غاية الاعتزاز بالشعب المصري العظيم الذي هو طليعة الشعوب في المنطقة في أصالتها وتمسكها في عروبتها وإسلامهاquot;.

- حقيقة مذكرة الاعتقال:

التصريح الأمني المصري ربما لا يكتفي بقراءته عند حدود معينة فهو يتوغل ماضياً ومستقبلاً حيث يتوقع أن تكون مقاليد القيادة للتنظيم في السعودية والخليج، قد انتقلت من مناع القطان، الذي كان يعتقد بأنه المشرف الدولي على تنظيم الأخوان المسلمين في السعودية والخليج. فيما يبدو قلق القرني واضحاً وهو يروي عن مسؤولين مصريين كانوا في زيارة إلى السعودية، أخبروه بأن هناك مذكرة اعتقال بحقه، وطلبوا منه عدم السفر إلى مصر؛ وبأنه فوجئ بما تناقلته وسائل الإعلام مما نسبته إلى السلطات المصرية في اتهامها لبعض الشخصيات العربية المشهورة بتهمة قيادتها للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، حيث كان اسمه ضمن الأسماء المتهمة.

ولكنه أكد في معظم ما صرح به لوسائل الإعلام حول ذلك على ثبات مواقفه واستعداده التام لأي مقاضاة أمام المحاكم السعودية والتي وصفها بالنزيهة ومشككاً في عدالة نظيرتها العسكرية والاستثنائية في مصر مثلما جاء في حديثه الأخير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية وختمها بقوله quot; ... عندها ستتجلى الحقائقquot;.

تعدد القراءات لردود فعل الداعية الشيخ عوض القرني لن تخرج كثيراً عن تلمس مدى محاولته مسك العصا من المنتصف حيث يرى بعض المتابعين أنه لم يكن أمامه الكثير من الخيارات وأن احتمالية مواجهته واردة لتصنيف أخطر خصوصاً لحساسية النظرة الدينية في السعودية نحو تنظيم quot;الإخوان المسلمينquot; .

ولعل دلالات الاعتراف الضمني للشيخ عوض القرني نفسه في حديثه الأخير لتركي الدخيل في quot;اضاءاتquot; العربية واضحة حيث أشار إلى أنه لو أعاد كتابة كتابه الشهير حول الحداثة لكان quot; أكثر عمقا! quot; تاركاً تفسير جزئية العمق هنا مفتوحة بدرجة مرونة عالية.