جمال المعيقل من الرياض: نعى الاقتصاد السعودي اليوم quot;الاثنينquot; عبر جميع وسائله أحد عمالقته خالد بن سالم بن محفوظ عن عمر يناهز 62 عامًا بعد حياة مليئة بالنجاح وثراء تخطى الحدود العالمية. وإذا بالرجل الذي كان في يوم من الأيامغيرقادر علىشراء ما يبتغيه، يصبح أكبر مالك لأحد البنوك السعودية، وهو البنك الآهلي بعدما ساعد والده. وقد نشرت نبأ وفاتهصحيفة الوطن اليوم بصورة بارزة. ووصفته بـquot; القويquot;،ونقل عن لسان مقربين أنهقدمرّ بألم

مفاجئ في القلب يوم السبت، ليتم نقله إلى المستشفى، ولم تمضِ ساعات حتى يخبر الطاقم الطبي أقاربه بأنه توفي دماغيًا، وليس له أمل في النجاة، ليتم الإعلان رسميًا عن وفاته يوم الأحد. وقدرت ثروته بنحو 3.2 مليارات دولار في عام 2006، ما جعله يصنف من ضمن قائمةأثرياء العالم. وجاء في المركز الـ 21 عربيًا، و 412 عالميًا. شاء بن محفوظ في السنوات الأخيرةمن حياته التفرغ لإدارة شؤونه الخاصة من خلال عدد من الشركات التي يملكها، وهو متزوج وله ولدان عبدالرحمن وسلطان، ووفقًا للصحيفة عينها فإن جثمانه وري الثرىفجر اليوم وتم دفنه في مقبرة الفصيلية في جدة.

ولد خالد بن محفوظ عام 1949 وهو الابن الثاني لسالم بن محفوظ تاجر العملات الذي طور عمله ليؤسس أكبر وأهم مصرف في المملكة العربية السعودية، البنك السعودي التجاري الوطني. وكان خالد الوريث لثروة أبيه في البنك خلال 20 عامًا، وفي العام 1997 باع 20.7 % من حصته في البنك بقيمة 1.8 مليار دولار أميركي لمستثمرين سعوديين، وبعدها قام ببيع 50 % من حصة العائلة لصندوق الملكية العامة السعودي. ثم في عام 2002 باعت العائلة مجددًا ما تبقى من حصتها للصندوق نفسه.

تولى خالد بن محفوظ ادارة مجموعة استثمارية عالمية في جدة مع أبنائه، وهو يحتفظ بحصص كبيرة في شركات تطوير عقاري وشركات أخرى داخل المملكة وخارجها، بما فيها كابيتال إنفستمنت القابضة في البحرين. وتتضمن محفظته الاستثمارية حصصًا في شركة الثريا للاتصالات الإماراتية. وهو أيضًا مستثمر في وورلدسبيس في الولايات المتحدة الشركة الرائدة المدرجة في ناسداك.

وفاة رئيس مجلس ادارة البنك الأهلي سابقاً خالد بن محفوظ

البنك laquo;السعودي ـ الأمريكيraquo; يغلق حساب بن محفوظ فجأة ويسلمه شيكا ...

وكان من أبرز المحطات التي استوقفته في حياته هي كسبه واحدة من القضايا المرفوعة في المحاكم البريطانية والبلجيكية ضد صحافيين وكتاب اتهموا بالقذف والتشهير بحقه. وذلك بعد إصدار المحكمة العليا في لندن حكمًا بالتعويض المالي والاعتذار الكامل المقدمين من ناشر صحيفة laquo;ميل أون صندايraquo; البريطانية ومسؤول التحرير بيتر رايت، والصحافي جيرمي بيتون، وذلك كتسوية نهائية للدعوى القضائية المرفوعة ضد الصحيفة بالقذف والتشهير بحق بن محفوظ، إضافة إلى نشر اعتذار رسمي في الصحيفة . وقرر بن محفوظ التبرع بمبلغ التعويض إلى صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسف)raquo;.

وكانت صحيفة laquo;ميل أون صندايraquo; قد نشرت مقالة صحافية في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2002 بعنوان laquo;مصرفي من تكساس تابع لابن لادن يطارد بوشraquo; في ملحق laquo;فايننشال ميل اون صندايraquo;، زعمت فيه وجود علاقة مصاهرة بين خالد بن محفوظ وأسامة بن لادن، وأن بن محفوظ شارك في تمويل أنشطة بن لادن الارهابية. وفي رد فعل عن القرار، قال عبد الرحمن بن خالد بن محفوظ نجل خالد بن محفوظ في تصريحات له حينها laquo;إن قرار المحكمة البريطانية جاء كرد فعل عادلة للهجمات التي تعرضت لها الكثير من الأسر والشخصيات السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول)، وإن قرار المحكمة بتقديم الاعتذار وأيضًا التعويض المادي، الذي يعد مبلغًا ماليًا كبيرًا في العرف البريطاني جاء نتيجة المغالطات التي نشرت وأساءت للسعوديين ولنا كعائلة بن محفوظraquo;.

وأضاف عبد الرحمن بن محفوظ laquo;نحن كعائلة نشجب ونستنكر كل الأعمال الإرهابية وندعو جميع هؤلاء الناس إلى أن يراجعوا أنفسهمraquo;، معتبرًا أن إدعاء الإعلام البريطاني بأن والده صهر لأسامة بن لادن، هي معلومات غير صحيحةraquo;. وقال: laquo;إن عائلة بن لادن عائلة كريمة ومرموقة، وإن افترضنا ما كان قد قيل عن الوالد صحيح فلنا الشرف أن نصاهرهم، ولا نخشى من ذلكraquo;، واعتبر الحكم laquo;انتصارًا للسعوديين والعربraquo;.

ومن محطاته أيضًا إقفال البنك السعودي الأميركي حسابه الجاري بشكل مفاجئ ومن دون علمه. جاء ذلك إثر خطاب تلقاه بن محفوظ من البنك السعودي الأميركي في منتصف شهر يوليو (تموز) من العام 2003، مرفقًا بشيك مصدق بكامل رصيده، حيث سارع بن محفوظ بتحويله إلى بنك آخر.

وقال بن محفوظ في تصريح له إنه وللبحث في الأمر، سارع بدوره للتقصي من البنك الأميركي نفسه، إلا أنه أبلغ من قبل عاملين في البنك أن القرار جاء بناء على تعليمات صادرة من نيويورك، دون أن يحدد أي جهة قامت بإعطاء الأوامر بإغلاق حسابه في البنك، لكنه أضاف أن مؤسسة النقد السعودية على علم بذلك. وحاولت laquo;الشرق الأوسطraquo; أخذ تعليق البنك السعودي الأميركي، إلا أنه لم يرد.

وبدوره، أبدى بن محفوظ، المالك السابق للبنك الأهلي السعودي، استغرابه لعدم تدخل مؤسسة النقد السعودية، على اعتبار أنها الجهة المخولة لاتخاذ مثل هذا القرار. يذكر أنه ترددالحديث حول وجودقائمة لبعض رجال الأعمال السعوديين، وضعتها الخزانة الأميركية لم تعلن أسماءهم، حيث اعتبرت الخزانة الأميركية القائمة سرية، ويدور جدل كبير حولها بين الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض الذي يعتقد أن نشرها يضر بالأمن القومي الأميركي. وتتعلق هذه القائمة بقضية التبرعات إلى جمعيات ومنظمات تضعها واشنطن في القائمة السوداء.