بعدما سئم اللبناني من الوضع السياسي والأمني
منتجعات لبنان للتزلج تستقبل روادها

ريما زهار من بيروت:إستفاد اللبنانيون الأسبوع الماضي من الشمس الساطعة، على الرغم من الطقس القارس البرودة، وتوجه معظم هواة التزلج إلى فاريا وعيون السيمان والأرز لممارسة هوايتهم المفضلة، فاللبناني اليوم،وعلى الرغم من قساوة السياسة التي يمر بها، لم يعد يهتم كثيرًا لتلك الأمور السياسية بعدما طفح الكيل معه، ومع انتظار نتائج انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وبات يفضل قضاء وقته مستفيدًا من كل دقيقة تمر، وباتت الجملة الوحيدة التي تسمعها من اي لبناني quot;لم نعد نحتمل هذا الوضع السياسي والأمني ليدعونا نعيش بسلام نحن شعب يحب الحياةquot;. ايلاف التي قصدت منتجع التزلج في فاريا عادت بهذه اللقاءات العفوية مع محبي التزلج.


ريتا الهبر تعتبر أن متعة التزلج لا تضاهيها أي متعة وأخرى، وللاسف لبنان يتمتع بطقس جميل وبثلوج تسمح للبناني بأن يقوم بهذه الهواية على الطبيعة بينما نرى في بلدان اخرى مثل دبي مثلاً، بأنهم استحدثوا التزلج لكن للاسف اصطناعيًا، وعلى الرغم من ذلك، فإن اللبنانيين والشعب اللبناني لا يستفيدون من هذه النعمة الطبيعية بل يلتهون بمشاكلهم السياسية.
وتضيف: quot;سئمنا السياسة نريد ان نعيش ونريد ان ينمو اولادنا طبيعيًا وليس في اجواء مكهربة وكلها تشاؤم وحزن.
فادي يوسف يقول إنه اتى بصبحة زوجته واولاده ليبتعد نوعًا ما عن اجواء بيروت والسياسة فيها، ويؤكد ان الطقس على الرغم من قساوته وبرودته فان الشمس المشرقة استطاعت ان تدفىء الناس وتحملهم الى المنتجعات كي يقوموا بهواياتهم المفضلة، وهو يحاول ان يعلم اولاده الصغار هذه الرياضة ولا يعتبرها خطيرة كما يقال.
زهرة جواد لا تجيد هواية التزلج وهي اتت فقط لكي تكسب اللون البرونزي الذي تفتقده في الشتاء، وتقول زهرة ان مجرد إلقاء نظرة على الابيض الناصع يريح الاعصاب.
رولا كفوري كانت برفقة مدربها لهذه الهواية وهي تقول انها مبتدئة، على الرغم من أنها ليست صغيرة في العمر، وكانت تفضل لو تعملت هذه الهواية منذ صغرها لأن الامر يصبح اصعب والانسان كلما كبر كلما ازداد خوفه.


جينا حلو اتت برفقة زوجها واولادها الصغار وهي لا تجيد هواية التزلج، على الرغم من ان زوجها واولادها الصغار يتقنونها وهي تفضل المجيء معهم ربما قد تعمل التزلج في المستقبل وللترويح عن نفسها بعد اسبوع من العمل وارهاق الاعصاب.


التزلج في التاريخ


بالعودة الى التزلج تاريخيًا تقول المراجع المختصة إن التزلج رافق الإنسان القديم الذي عاش في المناطق الشمالية والجنوبية الباردة.
فقد عرفت القبائل البدائية التي استوطنت شمالي أوروبا وآسيا المزالج قبل تعرفها للدولاب.


من المرجح أن الإنسان في العصور الأولى تحول تدريجيًا من انتعاله الحذاء الجلدي إلى المزلاج الخشبي الذي ساعده على الانتقال والانزلاق على الثلج. وقد تنوعت أشكال هذا المزلج وفق العصور والمناطق والحضارات، فتارة كان شكل المزلج عريضًا وقصير الطول شبيهًا بالمضرب (الراكيت) وقد غطي في أغلب الأحيان بجلد الحيوان السميك، وطورًا كانت المزالج طويلة ورفيعة يناهز طولها المترين أو الثلاثة.
وقد استعملت قبائل اللابون نوعين من المزالج: مزلج طويل للقدم اليسرى ومزلج قصير للقدم اليمنى مهمته تيسير الانطلاق على الثلج باندفاع أقوى وزخم أكبر، وبقي التزلج من خصائص البلاد الشمالية الباردة حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي .


بلد التزلج الأول
في أواسط القرن التاسع عشر، عرف التزلج تطورًا جديدًا وبخاصة في بلاد النروج، ولم يعد فقط وسيلة مفيدة ومساعدة للانتقال بل رياضة يمارسها الهواة والمحترفون.
فالنروج هي التي أعطت للتزلج وللمزلج اسم quot; سكيquot; فالكلمة نروجية أصلاً، والنروج هي الدولة الأوروبية الأولى التي أضفت على التزلج طابعه الرياضي المنظم.


وبفخر كبير، ذكر النروجيون العالم أجمع بفضلهم هذا، عندما أتيحت لهم إقامة المباريات الأولمبية الشتوية في أوسلو العام 1952 ، وقد رفضوا نقل الشعلة الأولمبية من اليونان ومن جبل الاولمب بالذات، كما هي العادة، وإنما أصروا على انطلاق المشعل الأولمبي من قلب مقاطعة من بلادهم هي منطقة تليماك حيث عرفت أولى المباريات الرسمية في التزلج في العصر الحديث .


رياضة أولمبية
أما بالنسبة إلى التزلج كرياضة أولمبية عالمية، فقد انطلقت العام 1924 من فرنسا وبالتحديد من منطقة شامونيكس وهي اليوم رياضة معترف بها كشكل من أشكال الرياضات الأولمبية المختلفة، ويقام لها دورة شتوية خاصة مرة كل أربع سنوات .