إن الأبواق التي بدأت تظهر هذه الأيام وتدعي زوراً وبهتاناً، بأننا أمة متخلفة وتحتاج الكثير للنمو والتقدم، يجب أن نقف لهم بالمرصاد ونكشف تدليسهم وجبنهم وعمالتهم، خاصة أن أعدادهم بدأت في الازدياد والتكاثر في هذه الأيام.
وإن كان هؤلاء يغردون خارج السرب فيجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة - وغير اللازمة - لإعادتهم إلى السرب !!!!. لا أريد أن اكرر القول بأنهم عملاء لأمريكا وبقية الشلة، من صهاينة واستعمار،وآخرون، لأن ذلك معروف للجميع وقد أُلفت فيه الكتب بآلاف وأُلقيت فيه الخطب والمحاضرات بالملايين،بل البلايين،بل إن معظمنا قد تفرغ كاملا لمثل هذه المهمات ( أي مهمات كشف العملاء، أو تأليفهم ثم كشفهم )، أقول إن الوقوف لهؤلاء بالمرصاد ضروري للغاية في هذا الوقت الحرج، لأن إطلاق الحبل لهم على الغارب قد يؤدي إلى نموهم وتكاثرهم، وفي مثل حالة كهذه قد يستقوون ويستطيعون هدم كل الذي بنيناه طيلة الخمسين سنة الماضية.
فالكل يعرف أننا خلال الخمسين سنة الماضية قد جندنا أنفسنا، وبشكل كامل، و من المحيط إلى الخليج لمحاربة إسرائيل وأمريكا ،ولم نهتم بالأمور الثانوية مثل التعليم والصحة والتنمية والحرية ورفاهية المواطن، وما إلى ذلك من هذه الأمور التافهة، التي يتحدث عنها هؤلاء ويعتبرونها رموزاً للتقدم والازدهار. نقول لهم أين كل ذلك من الوقوف في وجه أمريكا المتغطرسة؟ فكيف لنا أن نتعلم ونهتم بالصحة والرفاهية وأمريكا ما زالت في غيها وسطوتها، بل وقد عمت سطوتها العالم كله،ولم يبق فيه من يقف في وجهها ويؤدبها ـ بل ويمرمط وجهها في التراب ـ غيرنا. فكيف يريد منا هؤلاء أن نترك هذه المهمة المقدسة ونهتم بالأشياء التافهة التي يتحدثون عنها. لذلك يجب أن يعرف هؤلاء بان ما تقوم به بعض دولنا هو عين الصواب والحق والواجب.
فالدولة التي تنفق 0.5% من دخلها على التعليم و0.5% للصحة و2% للبنية التحتية و - الفوقية - و20% للوزراء والكبراء، فهي بذلك تحافظ ( تحت البلاطة، أو في بنوك بلاد برَّة !! )، على ما تبقى من الميزانية وهو فقط مبلغ 77% لصرفه على مكافحة أمريكا وإسرائيل، وطبعا هذا المبلغ البسيط ليس خسارة مقابل المهمة
المقدسة التي يؤديها. فماذا يريدون منا اكثر من ذلك، هل يريدون منا أن نترك قديمنا الذي تبرمجنا عليه طيلة خمسين سنة؟ قطعاً هي مؤامرة،لان من ترك قديمه مات وهم يريدوننا ان نترك قديمنا... ومن تـَعلـَم فسد،وهم يريدون لنا التعليم، فأي مؤامرة تحاك ضدنا اكثر من ذلك.......... ( آل تعليم آل ).