الرياض: أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ‏في العاصمة السعودية الرياض عن تنفيذ برنامج جديد يعتبر الأحدث من نوعه ‏محليا وخليجيا لعلاج مرضى السكري من الأطفال.‏ ‏وقال استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري والمشرف على البرنامج الدكتور بسام‏ ‏عباس لمجلة "صحة الرياض" في عددها الأخير أن البرنامج يقوم على استخدام مضخات‏ الأنسولين للأطفال الذين يعانون ارتفاعا حادا في نسبة السكر في الدم.‏ ‏

وأضاف أن البرنامج حقق نتائج مشجعة بعد تطبيقه على 12 طفلا خلال العام الحالي" ‏موضحا" أن خطوة العلاج المكثف بالأنسولين لاقت رواجا عالميا خلال الأعوام الماضية‏ ‏لاسيما في ظل المعدلات العالية لنسبة السكر في الدم لدى الأطفال المصابين بالمرض‏ ‏في السعودية والتي تبلغ تسعة في المائة مما يؤدي الى مضاعفات صحية خطيرة في وقت‏ ‏مبكر من أعمار هؤلاء الأطفال.‏ وقال الدكتور عباس أن الأطفال السعوديين المصابين بالسكري يحتاجون الى جرعات‏ أتسولين مكثفة تتجاوز الثلاث جرعات يوميا حقنا بالإبر واستخدام مضخة الأنسولين‏ ‏لتفادي الحقن المتكرر.‏ ‏

وعن استخدام مضخة الأنسولين للأطفال دون سن العاشرة قال الدكتور عباس "أن‏ ‏استخدام المضخة بدا في الدول الغربية منذ عدة سنوات كما أنها بدأت بالانتشار‏ ‏مؤخرا في جميع دول العالم بعد التطور الملحوظ في أنواع المضخات وصغر حجمها ‏‏وسهولة استخدامها حتى تمكن الأطفال وصغار السن من استخدامها".‏ ‏ وأوضح "أن الأطفال الذين استفادوا من مضخة الأنسولين تتراوح أعمارهم ما بين 7 ‏ الى 14 عاما وجرى اختيارهم بناء على رغبتهم في استخدام المضخة وقدرتهم على تحليل ‏‏السكر المتكرر الذي يصل الى 10 مرات يوميا إضافة الى نجاحهم في اتباع نظام غذائي‏ ‏منتظم ومعتمد على حساب الجرامات من الكربوهيدرات ومتابعة عيادة السكري بصفة‏ أسبوعية".‏ ‏

وأشار الى أن النتائج الأولية أوضحت انخفاض معدل السكر لدى الأطفال الى الحد ‏‏شبه الطبيعي وهو سبعة في المائة بينما كانت معدلات السكري لدى بعض الحالات تتجاوز‏ ‏12 في المائة وهو ما يعرضهم الى مضاعفات صحية خطيرة.‏ ‏ وقال أن المستشفى سيتوسع في تطبيق هذا العلاج للأطفال المرشحين لاستخدام‏ ‏المضخة وفي الخطوات التحضيرية لزراعة خلايا البنكرياس الملائمة للأطفال الذين لا تنجح معهم وسيلة المضخة وهو المشروع الذي يجري المستشفى الاستعدادات الى تنفيذه ‏ ‏قريبا.‏ ‏ وكانت دراسة صحية أمريكية ضمت نحو 1400 مريض مصاب بالنوع الأول من السكري الذي ‏‏يصيب الأطفال تبين من خلالها أن المضاعفات تقل بنسبة 50 في المائة لدى المرضى‏ ‏الذين تبلغ معدلات السكر لديهم سبعة في المائة مقارنة بمن لديهم معدل سكر يصل إلى ‏تسعة في المائة مما يؤكد ارتفاع نسبة الإصابة بالمضاعفات كلما زاد معدل السكر في‏ ‏الدم.