[ أحدث سبب للطلاق يتناقله الوسط الفني يرجع إلى أن الفنانة الشابة المعتزلة أصبحت "تخينة جداً"، رمى عليها زوجها رجل الأعمال يمين الطلاق متهماً إياها بعدم الإهتمام بنفسها، والمدهش أن هذه الفنانة قد إعتزلت بسبب نفس البدانة المفرطة التى اعتبرها النقاد إبتعاداً عن شخصية المطربة الشهيرة التى جسدتها فى آخر مسلسلاتها ،والمدهش أيضاً أنها لم تلجأ لعملية شفط الدهون التى كانت سبب شهرتها وقت أدائها للفوازير منذ عدة سنوات ،وعادة مايؤدي مثل هذا الإكتئاب إلى رفض إجراء الشفط من أصله كما حدث مع سعاد حسني عندما رفضت صورتها الأخيرة " البدينة " ولكنها رفضت أيضاً ان تعالجها بعملية شفط وكأنها تصر على عناق الموت وهى بكامل هيئتها ، وكما أن علاج البدانة يعالج الإكتئاب فإنه عند البعض يتسبب فى الإكتئاب كما حدث مع صلاح جاهين الذى قال بعد عودته من رحلة التخسيس بموسكو " لقد فقدت نصف وزني ،ولكنني للأسف فقدت نصفي المتفائل" !!.
غالباً ماتشير أصابع الإتهام إلى عملية شفط الدهون بعد هجرة أي فنانة لحزب أشجار الجميز والإنضمام إلى حزب الغزلان وأغصان البان،حدث هذا مع الفنانة ليلى علوي التى ظهرت أخيراً فى كامل رشاقتها،وذلك بعد أن هوجمت بسبب سمنتها المفرطة فى مسلسل حديث الصباح والمساء لدرجة أن بعض النقاد رشحوا الفنان أحمد خليل لبطولة العالم فى رفع الأثقال بعد أن حملها على يديه فى المسلسل بدون حدوث أى "ديسك"! ،وأيضاً حدث نفس الشيء مع يسرا بعد ان شاهدها الجمهور فى مسلسل "أين قلبى " كاملة الأوصاف الجمالية بعد صراع طويل مع البدانة المتأرجحة التى كانت تتعمدها مع سبق الإصرار والترصد،كل النميمة السابقة تجعل من عملية شفط الدهون مادة غنية للشائعات،وتجعل من صور الفنانات اللاتي أجرين العملية مادة خصبة للمكسب عند جرّاحي التجميل الذى يحتفظ كل منهم بألبوم سرى لهن فى عيادته تشاهده المريضة المنتظرة كنوع من تحلية البضاعة! ،ولكن ماهى حقيقة عملية شفط الدهون بعيداً عن تلك الشائعات والأوهام ؟.
[ عملية شفط الدهون LIPOSUCTION هى عملية إعادة نحت وتشكيل للجسم وليست عملية للتخسيس أو طريقة من طرق الريجيم على الإطلاق ،إذا فهمنا هذا التعريف سنستطيع فهم هذه العملية ومتى تنجح؟ ومن هو الشخص المناسب لإجرائها ؟،فالعملية ليست لقاحاً ضد السمنة ولكنها لإزالة بعض التشوهات وتجمعات الدهن فى أماكن بعينها ،ولأن الجمال صناعة إجتماعية فإن نمط الجسم المقبول يحدده المجتمع فى زمن ومكان معينين ،فقديماً كانت المرأة ذات الردف أو الكفل الضخم الذى يجذبها عند محاولة القيام هى أجمل الجميلات والشعر العربي القديم يؤكد على ذلك ،أما الآن فالجسم الفرنسي الذي يشبه "العروسة " هو النموذج الذى يجب أن يحتذى والماثل فى أذهان السيدات ،ولذلك أصبحت عملية شفط الدهون عملية شبه روتينية فى أميركا التي يجرى فيها ثلاثمائة ألف عملية سنوياً ،وكذلك صارت منتشرة فى عيادات أساتذة جراحة التجميل فى مصر ،وأقول أساتذة الجراحة لأن المريضة إذا إختارت جراحاً غير متخصص أو مركزاً من مراكز النصب الإعلاني المنتشرة فى أنحاء المحروسة فإن النتيجة ستكون كارثة محققة كما سنشرح فيمابعد ،وقبل أن نشرح ماهي عملية شفط الدهون لابد أن نفهم أولاً ماهي الدهون وماهو توزيعها فى الجسم ؟.
تبدأ الدهون بالتكون فى الجنين إبتداء من الشهر الثالث فى الحمل ،وتصل إلى النضج عند الولادة تقريباً ،ويتضاعف حجم هذه الخلايا ثلاث مرات فى السنة الأولى من عمر الطفل ،ويزداد عددها حسب حاجة الجسم حتى يتوقف عند سن البلوغ ،ويبقى عدد الخلايا الدهنية ثابتاً بعدها طوال العمر وأيّ سمنة بعد ذلك لاترجع لزيادة عدد الخلايا ولكنه يرجع لتضخم حجم الدهن المخزون داخل هذه الخلايا ،وهذا هو السبب فى أن الخلايا الدهنية التى تشفط لاتعود بعد العملية ،تتوزع الدهون فى الجسم تبعاً لعدة عوامل وأهمها الوراثة فالأم التى تتركز سمنتها فى الردفين أو البطن أو الذقن أو الثدي الخ تورث إبنتها نفس التشكيل ،ثم عامل البيئة كما يحدث فى البلاد الغنية مع الوجبات الجاهزة ،وأخيراً عامل السن فمع كبر السن تضمر العضلات وتستبدل بالدهون التى تزيد فى الجذع وتقل فى الأطراف .
تحديد المريض المثالي لعملية الشفط هو مفتاح نجاحها ،فالمريض الذي فى منتصف العمر ووزنه فى حدود الطبيعي وتراكمه الدهني محدد هو أفضل هدف للعملية فعمر الجلد أحياناً أهم من عمر الإنسان فى مثل تلك العمليات ،أما إجراؤها لمرضى السكر أو القلب يحمل خطراً كبيراً ويحتاج إلى حرص شديد ،بعد تخطيط مكان العملية يعطى المريض التخدير المناسب الذى أصبح موضعياً فى أحيان كثيرة ،ثم يبدأ شفط الدهون بإدخال أنبوبة أو قسطرة دقيقة من خلال فتحة صغيرة جداً مابين 5 إلى 10 ملليمتر،ويراعى عادة أن تكون فى الأماكن غير الظاهرة بالجسم ،وتتعدد الطرق مابين حقن سوائل تحتوي على مخدر وقابض للشعيرات الدموية ثم شفطه مع الدهون ثانية أو استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت الخلايا الدهنية وإسالتها ،ويتم تحريك هذا الأنبوب برفق تحت الجلد فى الأنسجة الدهنية العميقة لتحرير الدهن ،ويكون هذا الأنبوب متصلاً بجهاز إمتصاص ذى ضغط عالى لشفط الدهون ،ويقوم الجراح بحساب كمية الدهون التى يجب التخلص منها أثناء العملية ،للحصول على أفضل منسوب للمنطقة المراد إصلاحها عن طريق النظر واللمس والضغط على الجلد ،وحتى لاينتج إختلال فى تناسق المنطقة خلال هذه العملية لاتتم إزالة كل الدهون الموجودة بل يراعى دائماً ترك الطبقة السطحية منها ،وكلما كانت الجراحة فى منطقة واحدة كانت أسهل وأقل معاناة ،ولابد أن يكون جراح التجميل فناناً بالدرجة الأولى ولاينتمي لعالم الجزارين لأنه الجراح الوحيد الذى يسهم خياله الفني بقسط كبير فى نتيجة العملية .
بعد العملية يلبس المريض " الكورسيه " وهذا جزء أساسى لنجاح العملية ومن الممكن خروجه فى نفس اليوم ،وبعد العملية تظل الكدمات والتورمات محيطة بمساحة كبيرة حول العملية لمدة تقترب من ثلاثة أسابيع ،أما الألم فيظل لمدة أسبوع أو أكثر ،ويزال الكورسيه بعد أسبوعين أو شهر فى بعض الحالات ،وعملية شفط الدهون لها بعض المضاعفات مثل الكدمات والسحجات والتجمعات الدموية والتى عادة ماتختفي ،والتغير فى الإحساس بمنطقة العملية نتيجة أننا لانتعامل مع الدهون فقط أثناء العملية ولكننا نتعامل مع دم وأعصاب أيضاً ،ينتج فى بعض الحالات تعرجات على سطح الجلد نتيجة زيادة أو قلة شفط الدهون ،وتوجد بعض المضاعفات النادرة مثل إلتهاب منطقة العملية ،وجلطة الساق والجلطة الرئوية نتيجة الخلل فى ضخ كمية السوائل فى مكان الدهون،ومدة العملية تمتد مابين 45 دقيقة إلى ساعة ونصف فى الظروف العادية،وينصح بعدها بتجنب الرياضة المرهقة وعدم تعرض الأماكن للشمس لمدة أسبوعين على الأقل.
[ من ضمن خرافات عملية شفط الدهون أن المريض يأكل بعد العملية "زي ماهو عايز" إعتماداً على أنه عمل العملية واطمئناناً بعد دفع الآلاف من الجنيهات ،وبالطبع هذا الإطمئنان مزيف فلكي يحافظ المريض على وزنه لابد من غذاء معتدل ومتوازن،ويلجأ لشفط الدهون من لايستطيع بالريجيم العادي أن يزيل دهون أماكن معينة ،فكثيراً مانجد سيدات وخاصة المصريات اللاتي تتميزن بعدم تناسق النصف الأسفل وتضخمه مقارنة بالنصف الأعلى من الجسم ،وعندما تدخلن دوامة الريجيم والرياضة تجد كل منهن أن الوجه يزداد نحولاً وشحوباً والنصف الأسفل كما هو ،هنا لابد أن يتدخل الشفط لإعادة تشكيل الجسم الذى يعاند صاحبته ،ولأن الجمال شيء نسبي سنظل ندور فى دوامة عالم التجميل ،فبداية من محاولات تصغير القدم بالحذاء الحديدي فى الصين وعلامات التجريح فى وجوه الأفارقة وإرتداء الكورسيهات الباريسية وحتى تجربة مايكل جاكسون الذى تحول إلى مسخ بشري فى سبيل اكتساب اللون الأبيض والسحنة الأميركية الخالية من المسحة الزنجية ،مع كل هذه المحاولات يظل المجتمع هو صانع نموذج الجمال وستظل أنت كما يريدك الناس وكما ترى نفسك فىمرآة الآخرين .
[email protected]