لندن
: أظهرت دراسة جديدة أن بعض الملوثات البيئية يمكن أن تغير معدل الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموزومات الذكرية والأنثوية، إذ يحدد جنس المولود عن طريق الكروموزوم x أو الكروموزوم y الموجود في الحيوان المنوي.

وقد وجد الباحثون، في الدراسة التي نشرت اليوم على موقع بي بي سي، أن التعرض لطائفة معينة من الملوثات التي تعد ناتجا فرعيا عن عمليات صناعية وزراعية يزيد من الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموزوم y.

غير أن فريق من جامعة لوند بالسويد، أجرى دراسة على 140 صيادا، لم يتمكن من التكهن من أن هذا الأثر سيؤدي إلى ولادة ذكور أكثر. وقال البروفيسور ألكسندر جيفرمان الباحث الرئيسي في الدراسة إنه يلزم أخذ عينة أكبر من السكان لتأكيد ذلك.

ولكنه أضاف: "نعتقد أن كون التعرض لكيميائيات بيئية بإمكانه تغيير معدل كروموزومات تحديد الجنس، يعد في حد ذاته أمرا مقلقا ويتطلب مزيدا من الاهتمام من العلماء والعامة".

وقد حلل الباحثون تأثير التعرض لملوثين تحديدا - ويعرفان بـDDE وcb-153، وهما الملوثان اللذان يرجح التعرض لهما مع تناول الأسماك الدهنية مثل السالمون.

ونشرت دورية الصحة التناسلية للإنسان أنه تم الكشف عن زيادة 1.6% أكثر من الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموزوم y في نسبة الـ20% من الرجال الذين كانوا الأكثر تعرضا لمادة DDE مقارنة بنسبة الـ20% الذين كانوا الأقل تعرضا لها. وبالنسبة للملوث cb-153 كانت نسبة الزيادة 0.8%.

وقال د. آلان بيسي، الأخصائي في خصوبة الرجال بجامعة شيفيلد بإنجلترا وأمين جمعية الخصوبة البريطانية: "هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن مثل هذا الأثر بالنسبة للملوثات". وأضاف "إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن لملوثات أخرى تأثيرا مشابها وهو ما قد يحمل تداعيات ضخمة". وكانت دارسة ثانية قد أشارت أيضا إلى احتمال أن تخلف عوامل بيئية أثرا على الصحة التناسلية للذكور.

خطورة

فقد أظهرت الدراسة المشتركة بين الدنمارك وفنلندا وليتوانيا، والتي نشرت نتائجها في دورية الصحة التناسلية للإنسان، وجود حالات عدم نزول الخصية في الصفن، مما يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الخصية، في ليتوانيا بنسبة 5.7%. وكانت هذه النسبة أقل من نسبة 9% في الدنمارك، وأعلى من نسبة 2.4% في فنلندا.

وقادت البيانات الخاصة بتحليل السائل المنوي وسرطان الخصية في المنطقة الشمالية- البلطيقية الباحثين لتوقع معدلات مماثلة من عدم نزول الخصية في الصبيان من ليتوانيا وفنلندا.

ولكن لم تكن المعدلات في الدولتين متوافقة مع بيانات المنطقة، مما يشير إلى وجود شيء في البيئة يخلف أثرا على الأجنة الذكور أثناء نموهم في الرحم.

ويقول د. نيلز يورجنسون، الذي شارك في صياغة التقرير "نحتاج للتدقيق أكثر في دور العوامل البيئية، ومن بينها تلك العوامل التي قد تغير من النظام الهرموني، وفي دور العوامل الوراثية وأسلوب الحياة وعوامل أخرى".

وقال بيتر بيكر، مدير منتدى صحة الرجال، إنه تم الربط من قبل بين الملوثات ومجموعة واسعة من المشكلات المحتملة. وأضاف قائلا "إنه مجال يحتاج لمزيد من البحث".