شكك رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) خالد مشعل في خلفية "انتفاضة الاصلاح" لاعتقاده بأن بعض المسؤولين الفلسطينيين رفع شعار محاربة الفساد لـ"حسابات شخصية", محذرا من خطورة شن حملة على الرئيس ياسر عرفات بالتزامن مع "حملات خارجية لاقصائه".

وبعدما طرح مشعل في حديث الى "الحياة" العديد من "علامات استفهام حول اجندة بعض الذين يرفعون راية الاصلاح", حذر من "التقاطع مع الاجندة والمطالب الاميركية - الاسرائيلية", قائلاً: "نحن شركاء في الدم وشركاء في القرار" وان الحركة "لن تقف موقف المتفرج".

وعلى رغم حرصه على عدم الدخول في اسماء المسؤولين الفلسطينيين المتورطين في "الفساد المالي والسياسي والامني والاخلاقي", بدا واضحا انه يلمح الى وزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان. وقال مشعل: "عندما يصل التنسيق الامني مع العدو في اواسط التسعينات الى درجة الاعتقالات الواسعة لمصلحة المطالب الاسرائيلية ويجري

تسليم خلايا وقتل واغتيال قادة وكوادر من المقاومة, اليس هذا قمة الفساد؟", قبل ان يتساءل: "لماذا لم تكن هناك انتفاضة عليه؟" في اطار اثارته الشكوك حول خلفية التحرك الحالي. وفي ما يأتي نص الحديث:

بدا من خلال اتصالك بالرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء السابق محمود عباس )ابو مازن) انك منحاز الى عرفات؟ لماذا لم تتصل بمحمد دحلان ايضا؟

- نحن في "حماس" لسنا منحازين الى احد معين من اطراف الصراع الداخلي الذي يجري في "فتح" والسلطة الفلسطينية. اتصلت بالاخ "ابو عمار" بحكم موقعه وبالاخ "ابو مازن" بحكم تاريخه وموقعه. ولا يخفى على احد ان الاتصال بهذين الرجلين يعني الاتصال بالقيادات اوالاطراف المؤثرة في هذا الخلاف "الفتحاوي" الداخلي. لذلك اكتفيت بهذين الاتصالين.


لكن هناك اعتقادا بأن محمد دحلان هو "المحرك والمحرض" للاحداث التي حصلت في الايام الاخيرة؟

- لا اريد ان اتعرض للاسماء. نحن في "حماس" من خلال عدم انحيازنا لاحد وكي لا نترك هذا الصراع يتفاقم لانه يضر بالحالة الفلسطينية بشكل عام كان لا بد من التحرك. واتصالنا بعرفات وعباس جاء في هذا السياق فضلا على تحركات اخرى في الداخل والخارج سواء من طرف "حماس" او مع بقية القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية.


ما طبيعة هذه الاتصالات؟

- هناك مؤتمر عام سيعقد في غزة الخميس المقبل تداعت اليه القوى الفلسطينية من خلال اطار لجنة المتابعة في قطاع غزة. وسيصدر عن هذا المؤتمر ميثاق شرف او وثيقة شرف تحدد المبادئ والاسس التي ينبغي ان تحكم الاداء الفلسطيني في هذه المرحلة. وهذا دليل على صحة الموقف الفلسطيني العام الذي لا يقبل حال الاحتراب الداخلي في أي فصيل مهما كان وضعه ومهما كانت خلافاته السياسية. والمجموع الفلسطيني لا يقبل بأن يشغله فصيل مهما كان هذا الفصيل بخلافاته الداخلية التي وان كانت عواملها وبواعثها متعلقة بذلك الفصيل ولكن نتائجها مدمرة للوضع الفلسطيني بخاصة في ظل التباسها بأبعاد سياسية.


بصرف النظر عن الاسماء, اي من النهجين تؤيد "حماس": موقف عرفات ام دحلان؟

- "حماس" لا تضع نفسها مع فلان او علان. انما تحدد رؤية وبناء على هذه الرؤية تحدد موقفها. مشكلتنا مع هذا الذي يجري من اقتتال او صراع هي في عنوان هذا الصراع اولا وابعاده ثانيا. يعني مشكلتنا مع المسألتين معا.


أي هي المشكلة؟

- لدى الحديث عن الاصلاح والحرب الشاملة على الفساد تأتي تساؤلات عدة: اولا, ما المقصود بالاصلاح؟ هل هو اصلاح متعلق بحالة ام حالتين من الفساد او هو اصلاح متعلق بمسؤولي بعض الاجهزة الامنية او بعض التعيينات؟ اما الاصلاح الحقيقي هو الاصلاح الشامل. ما معنى التركيز على شكل من الفساد دون الاشكال الاخرى؟


هل تعتقد ان بعض قادة الاجهزة الامنية السابقة متورط في الفساد؟

- هناك فساد كبير في الساحة الفلسطينية: فساد اخلاقي ومالي وسياسي وامني. وهناك فساد في الحياة الديمقراطية الفلسطينية, بمعنى سياسة الانفراد وسياسة تغييب الحياة الديمقراطية من الساحة الفلسطينية. لماذا التركيز فقط على شكل محدد؟ نتفهم ان هناك قطاعات ممن يدعون الى الاصلاح من جماهير شعبنا وقطاعات من جماهير "فتح" هي صادقة مع نفسها في الدعوة الى الاصلاح, لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا الان؟ كنا نعاني من هذا الفساد منذ سنوات وكانت تعاني منه فصائل المقاومة وشعبنا وجماهيره, لماذا الآن فقط الانتفاضة على الفساد والدعوة الى الاصلاح؟

لنأخذ الفساد الامني: عندما يصل التنسيق الامني مع العدو في اواسط التسعينات الى درجة الاعتقالات الواسعة لمصلحة المطالب الاسرائيلية ويجري تسليم خلايا وقتل واغتيال قادة وكوادر من المقاومة, اليس هذا قمة الفساد؟ لماذا لم تكن هناك انتفاضة عليه؟ حتى الفساد المالي: الفساد المالي بحث من خلال لجنة الرقابة

عام 1997 ثم شكلت له لجنة في المجلس التشريعي, وقال لي الدكتور اسعد عبدالرحمن بعدها أي في مطلع عام 1998 ان هذا الملف (ملف الفساد) وضع على الرف. لماذا تم السكوت عن هذا الفساد؟


هل تريد القول ان "الحرب على الفساد" تخفي وراءها مشروعا سياسيا يستهدف عرفات وخطه؟

- من حق أي انسان فضلا عن المسؤول في الساحة الفلسطينية الذي تهمه مصلحة الوطن والشعب ان يتساءل ويضع علامات استفهام. هذا لا يعني التشكيك في كل من يدعو الى الاصلاح. هناك قطاعات صادقة مع نفسها في الدعوة الى الاصلاح, لكن هناك علامات استفهام كبيرة على التوقيت وبالتالي تلقي بظلال من الشك على دوافع البعض ممن

يدعو الى هذا الاصلاح.


لماذا لم تتحرك "حماس" الى الان؟

- "حماس" وبقية القوى لا تنضم وفق اجندة فلان او علان او وفق توقيت فلان او علان. هذه المسألة يجب ان يجري عليها توافق سواء على مضمون الدعوة الى الاصلاح او على توقيتها وسياقها. هل يحق لفصيل ما - مهما كان حجمه حتى لو كان الحزب الحاكم - ان يعطل الدعوة الى الاصلاح في وقت ما لانها لا تناسبه ويثير الدعوة الى الاصلاح عندما تناسبه او عندما تخدم رغبة او اجندة لاطراف ما.


اذن ستعملون على تعطيل جهود الاصلاح؟

- لا, لكن طالما ان الاصلاح قضية تعني الفلسطينيين جميعا ينبغي ان تكون مرجعية الدعوة الى الاصلاح بموقف فلسطيني اجماعي او عام تتوافق عليه جميع القوى وتحدد اجندة الاصلاح ومضمونه وآلياته وتحدد ايضا توقيته وان لا ينفرد به طرف على حساب الوضع الفلسطيني.


هل انتم ضد ما يجري؟

- نعم بالتأكيد نحن ضد الصراع الداخلي واحتكامه للسلاح. هناك اعراف ترسخت في الحياة الفلسطينية السياسية وهي ان الاصلاح والتغيير يتمان بطريقة سلمية فلماذا اللجوء الى العنف الان؟ هناك حال فوضى وحال من الفلتان. هي ليست فوضى عامة على مستوى الشعب وعلى مستوى الفصائل بل في اطار السلطة وفوضى في اطار حركة "فتح". العنف يجب ان لا يحصل الا في مواجهة الاحتلال وهو عندئذ مقاومة مشروعة تحترم بل هي حق وواجب.


هل تريد القول ان بعض من يدعو الى محاربة الفساد هو من رموز الفساد في الساحة الفلسطينية؟

- على رغم تفهمنا للدوافع التي تدفع البعض للدعوة الى الاصلاح والتذمر من حال الفساد الكبيرة التي نعاني منها جميعا منذ سنوات طويلة لكن تبقى علامات استفهام على اجندة بعض الذي يرفعون راية الاصلاح!


دحلان مثلا؟

- لا اتكلم عن اشخاص. لماذا؟ لان الفساد ليس مقتصرا على طرف دون طرف لذلك لا اعتبر هذا الصراع بين طرف نظيف يحارب الفساد وطرف فاسد اعلنت الحرب عليه. الفساد متداخل. نعم هناك فساد في اطار السلطة وهناك اسماء معروفة في فسادها ومع ذلك لم يركز عليها كثيرا.


مثل من؟

- من دون ذكر اسماء. لكن هناك امثلة عن الفساد في تجارة الطحين وهو القوت الاساسي لفقراء الشعب الفلسطيني. لماذا لم تعلن الحرب عليها؟ تجار الاسمنت ايضا. هذه ليست قصة جديدة واصحابها يساهمون في بناء المستوطنات والجدار الصهيوني الفاصل!


اذن هناك ملاحظات وشكوك على دعوات الاصلاح؟

- نعم. هناك شكوك في دوافع بعضهم. هناك من يدعو الى الاصلاح وهو فاسد ويتحمل مسؤولية بعض هذا الفساد. هناك من يدعو للاصلاح وهو غير مؤهل لهذا الاصلاح وربما يخفي تحت غطاء الاصلاح اجندة خاصة.


ما هي هذه الاجندة؟

- توقيت الدعوة للاصلاح وارتباط بعض هذا الذي يجري بمبادرة (ارييل) شارون بالخروج من قطاع غزة. ان تأتي الدعوة الى الاصلاح والثورة على قيادة السلطة في وقت لوح فيه شارون بالانسحاب من غزة, الا يعطي كل عاقل ومراقب ويقرأ السياسة بطريقة صحيحة ان هذه خطوة استباقية من البعض - لا اعمم ولا اقول كل من يدعو الى

الاصلاح - نحو السيطرة على غزة. من الذي يملأ الفراغ بعد انسحاب شارون؟ من الذي يحكم غزة؟ هذه نقطة جوهرية. لذلك أعتقد ان شارون للاسف نجح من خلال تلويح غامض بالانسحاب من غزة وقبل ان يخرج أي جندي اومستوطن منها, في تفجير الوضع الفلسطيني الداخلي في "فتح" والسلطة.


هل ستقبل "حماس" بهذه الاستباقية؟

- "حماس" اعلنتها مبكرا: نحن شركاء في الدم وشركاء في القرار. "حماس" لا تقبل ان تقصي احدا من موقع الفعل والقرار وفي الوقت نفسه لا تقبل ان يقصيها احد. نحن لا ننفرد ولا نسمح لغيرنا بالانفراد. هذا شأن وطني عام. مثلما نحن شركاء في المقدمات نحن شركاء في النتائج. وكما نحن شركاء في التضحيات نحن شركاء في ادارة القرار.


ماذا ستفعلون؟

- هذا ليس مطلوبا من "حماس" وحدها بل "حماس" مع بقية القوى الفلسطينية. هناك جهد حقيقي من 13 فصيلا في قطاع غزة من خلال لجنة المتابعة. وهناك حوارات ثنائية وجماعية وجهود متواصلة للفصائل والشخصيات الوطنية والاسلامية في الداخل والخارج

حتى نصل الى توافق وطني فلسطيني في شأن كيفية التعامل سواء مع المرحلة الراهنة او ما بعد انسحاب شارون - اذا انسحب - من قطاع غزة. لدينا من الرشد السياسي والمسؤولية الوطنية ولدينا من تحمل المسؤولية ومن الوعي ما يكفي لكي ندير شأننا الفلسطيني الداخلي بأجندة وحسابات وطنية عامة وليس بحسابات حزبية او فصائلية او شللية او بأجندات عليها علامات استفهام.


هل هذا تحذير باللجوء الى وسائل غير سلمية؟

- ستبقى "حماس" متمسكة بالاسلوب السلمي في معالجة الشأن الداخلي الفلسطيني مهما كان حجم الخلافات والتناقضات. هذه اعراف استقرت في الوجدان الفلسطيني وفي الحياة السياسية الفلسطينية لا يجوز كسرها من أي طرف, ولا يجوز الاحتكام الى السلاح في معالجة الخلافات السياسية الداخلية. الدم الفلسطيني محرم وخط احمر

ولا يجوز ان يراق الا في مواجهة العدو الصهيوني.

عندما تتصاعد الضغوط الاميركية والاسرائيلية من اجل احداث تغييرات في الوضع الفلسطيني الداخلي كاستحقاقات الزامية تسبق تنفيذ خريطة الطريق والانسحاب المحتمل من غزة وفق مبادرة شارون, فان كل فلسطيني لا يستطيع الا ان يربط بين هذه الضغوط الخارجية لاحداث التغييرات وبين هذا الصراع الذي نشأ اخيرا والذي

يدعو الى دعوات مشابهة ويمارس ضغطا ميدانيا على ياسر عرفات من اجل تنفيذ هذه المطالب.


هل كانت واضحة؟

- مثل هذه الدعوات تكون خجولة متخفية خلف بعض العناوين. لكن هذا الصراع يصب بالنتيجة في الاجندة الاميركية - الاسرائيلية بصرف النظر عن النيات, مع تأكيدي مرارا ان هناك نيات صادقة عند كثيرين في الساحة الفلسطينية وفي"فتح" تدعو الى الاصلاح. نحن في "حماس" كنا في مقدم من عارض عرفات عندما كان في قمة سلطته في أواسط التسعينات. لكن اختلفنا معه سياسيا وبطرق سلمية. الان عندما تأتي اطراف اجنبية بل اطراف معادية تدعو الى اخراج ياسر عرفات من المعادلة بل واقصائه واعتباره غير ذي صلة, هل مقبول وطنيا ان نأتي ونقف ضده على رغم اختلافنا السياسي

القائم معه وعلى رغم اننا نحمله مسؤولية الكثير من الاخطاء ومن الفساد الذي يجري في الوضع الفلسطيني؟ هل يصح وطنيا ان نقف ضد اطراف فلسطينية في وقت اصبحت تحت الاستهداف من الاعداء؟


اذن, انتم مع عرفات ضد دحلان؟

- لسنا مع هذا او ذاك. لكن عندما يتعرض ابن عمي لاستهداف خارجي من الغريب اجمّد خلافي مع ابن عمي. هذا هو المنطق الوطني. هذا لا يعني بالضرورة انني متطابق معه سياسيا.


اذا سميناها انتفاضة الفساد, تقصد انها ضد اشخاص وليست ضد نهج هل هذا صحيح؟

- هناك بالتأكيد من ثار على الفساد ومن دعا الى الاصلاح بنيات ودوافع طيبة وهو فعلا ضد الفساد. لكن هناك البعض الاخر يرفع راية الاصلاح ليخوض بها معركة لحسابات شخصية ووفق اجندة شخصية.


تخدم الاسرائيليين والاميركيين او تتوافق مع متطلباتهم؟

- تصب في النتيجة في خدمة الاجندة الاميركية - الاسرائيلية بصرف النظر عن النيات. واول المستفيد منها هما (الرئيس جورج) بوش وشارون.


بعد كل هذا, هل انت قلق من اقتتال داخلي؟

- هناك قلق حقيقي في ظل خلط الاوراق والتشابك الجاري في الساحة الفلسطينية ووجود عوامل وضغوط خارجية, هذا كله لا شك يدفع الى القلق. لكن "حماس" وبقية القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية لن تقف موقف المتفرج ولن تنظر الى هذا الصراع باعتباره مجرد شأن داخلي في "فتح" و"حماس" ولن تسمح لاحد بأن يثقب سفينة الوطن من الموقع الذي يجلس عليه بحجة ان هذه بقعته او ان هذا موقعه

الخاص لان أي ثقب في سفينة الوطن يغرقها كلها ويغرق الجميع.


ما هو البديل؟

- اولا تشكيل قيادة وطنية موحدة او مرجعية وطنية عليا من جميع القوى والشخصيات بحيث هي تكون مرجعية القرار الوطني الفلسطيني لا تنفرد به "فتح" او اطراف متنفذة في السلطة الفلسطينية. يمكن ان تتشكل في المرحلة الاولى بالتوافق الوطني

العام ثم بعد ذلك تضع اليات انتخابية لانتخابات لنحتكم الى راي الشعب.

ثانيا, في موضوع الاصلاح ان نتوافق فلسطينيا على برنامج اصلاح شامل يصلح كل شيء: الحياة السياسية فتكون ديمقراطية وليست ديكتاتورية. يصلح الجانب الامني فيجعله امنا في خدمة الشعب وحاميا للمقاومة وليس امنا ينفذ المطالب الامنية الاسرائيلية والأميركية وبالتالي يكون سيفا مسلطا على رقاب المجاهدين ويطعن ظهورهم. يصلح الوضع المالي في الساحة الفلسطينية فيقضي على الفساد ويقصي كل الفاسدين والمفسدين الذين استاثروا بأموال الشعب ويحقق مبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ويهتم بشرائح الفقراء والضعفاء واصحاب البيوت المهدومة والمزارع المجروفة واسر الشهداء والمعتقلين. اصلاح يقضي على كل اوكار الفساد ويمنع هذه الصور المسيئة للوجه الفلسطيني. كذلك اصلاح يعالج الفساد الاخلاقي المستشري الذي هو سوس ينخر في الصمود الفلسطيني ويخدم العدو لان اغراقنا بالفساد

الاخلاقي هو في المحصلة مصلحة اسرائيلية حتى تضعف مناعتنا الوطنية ويضعف صمودنا.

ثالثا, التركيز على اولوياتنا الوطنية الحقيقية وهي تعزيز الصمود الفلسطيني ومساعدة جماهير شعبنا وتخفيف معاناتها في القطاع وفي الضفة. ولا يجوز في حال من الاحوال ان نتقاطع مع اجندات اعدائنا. لا يجوز ان نتقاطع مع الطلبات والضغوط الاسرائيلية ولا مع الطلبات والضغوط الاميركية مهما كان السياق الذي تقدم فيه. نحن لا نثق بالدعوات ولا بالوعود الاميركية ولا الصهيونية. وعندما تحدثنا هذه

الاطراف عن الاصلاح فهي تعني الافساد. الاصلاح في المفهوم الاميركي - الاسرائيلي هو وقف الانتفاضة ووقف المقاومة. هو تنظيف الاجهزة الامنية من العناصر الوطنية وابقاء العناصر التي يمكن ان تنفذ الاجندة الاميركية وتمنع المقاومة وتنزع سلاح المقاومة. ينبغي ان نضع حدا واضحا بين اجندتنا الوطنية وبين اجندات الاخرين.