قصر بوتالا في اقليم التبت
ايف جونسون من لهاسا (الصين): في الطرقات المتربة لقصر بوتالا بعاصمة التيبت يقوم عدد صغير من العمال، بازالة الجبس القديم من حوائط المبنى المؤلف من 13 طابقا الذي تنهار أساساته.
ويعمل فريق عمال صغير في مكان منخفض أسفل أقدام مجموعات من السياح والحجاج، الذين يزورون المنزل لقديم للدلاي لاما الذي يعيش في المنفى.
وتنفق الصين أكثر من 300 مليون يوان (40 مليون دولار) لترميم القصر الذي أقيم منذ 370 عاما.
ويخضع المبنى الذي اقيم أعلى تلة تطل على لهاسا، لعملية ترميم بدأت منذ اربع سنوات في حزيران (يونيو) عام 2002 لتأمين اساساته وجدرانه. وأعلنت منظمة التربية والعلوم والثقاقة (اليونسكو) التابعة للامم المتحدة، ان هذا القصر من أماكن التراث العالمي.
وفي خارج القصر في حرارة لهاسا اللافحة، يشير مديرالتشييد الى كومة من الملاط القديم ويقول "اذا لم نبدل الملاط القديم بهذا فان قصر بوتالا سينهار."
ولا يجادل أحد في ان هناك حاجة للحفاظ على أكثر الاماكن جاذبية في اقليم التيبت، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، والذي يوصف بأنه رمز ثقافي له حساسيته الخاصة.
ويشكك البعض في الوسائل المستخدمة.
وشكا بعض عمال التيبت الناشطين من الخارج من تدني نوعية الخامات المستخدمة وانخفاض مستوى العمال الصينيين الذين يقولون، ان معلوماتهم ضئيلة عن اعمال البناء التقليدية في التيبت.
وادى هذا الى وضع مسؤولي المشروع في موقف الدفاع.
ويلوح لي لانكنج باصبعه في اتجاه كومة من الملاط السائل.
ويقول "هذا ليس اسمنتا عاديا مثلما يشك بعض الناس. انه خليط من الوحل والرمل والحجر الجيري مع قليل من الاسمنت ليجعل قوامه متماسكا."
ويقول المسؤولون المحليون عن مشروع الترميم انهم ردوا على رسالتين ارسلتهما منظمة اليونسكو تعرب فيهما عن القلق بشأن متانة الاسمنت العادي وبشأن عدد من العمال الصينيين الذين يعملون في المشروع.
وقالوا انهم وجهوا دعوة للمنظمة التابعة للامم المتحدة، لارسال فريق للتفتيش على اعمال الترميم.
ولم تقبل اليونسكو هذا العرض حتى الآن. وامتنع مسؤولو اليونسكو في بكين عن التعقيب.
وقال تشامبا كالسانج مدير مكتب ادارة قصر بوتالا "لدينا عمال صينيين. وانا لا اعرف عددهم لكنهم قلة."
واضاف ان "العمال الصينيين لا يعرفون كيف يقومون بهذا النوع من العمل."
وقال رؤساء المشروع ان الصينيين يستخدمون اعمال الترميم التجميلية، مثل وضع اللمسات النهائية على الارضيات والاسقف.
وقال جون باورز وهو خبير من التيبت في الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا "أتوقع ان يستخدموا تقنيات تشييد حديثة."
واضاف "ما يهمني هو ان فكرة المحافظة على المبنى شيء جيد بغض النظر عن السياسة. قد يكون من الافضل استخدام وسائل حديثة للمحافظة على هذا القصر."
لكن اعمال الترميم التي تجري داخل القصر لا توحي بالثقة على الاطلاق.
أعمدة السقف التي تم ترميمها في الآونة الاخيرة بدأ الطلاء الازرق ينفصل عنها كما بدأت بقع مياه تظهر عليها.
ولا يشعر مديرو المشروع بقلق لا مبرر له فيما يبدو.
وقال تشامبا كالسانج "بمجرد ان ننتهي من هذه المرحلة من الترميم فان قصر بوتالا سيكون على مايرام لمدة 50 عاما اخرى."
ويشعر النقاد بالقلق من ان مئات البوذيين من سكان التيبت الذين يذهبون يوميا بالجرارات أو الحافلات أو سيرا على الاقدام للعبادة في الموقع المقدس سيعودون من حيث أتوا عند ابواب القصر بواسطة مسؤولين يزمعون تجنب مزيد من الاضرار للمبنى.
ويقول المسؤولون انه لم يتم منع أهل التيبت من الدخول ومن حقهم الحصول على خصم خاص في رسوم الدخول حيث يدفع كل منهم يوان (12 سنتا اميركيا) مقابل 100 يوان (12 دولارا) للسياح.