من المسجد الأزرق إلى أبي الهول
حكاية مرشدين ومرافقين سياحيين من تركيا ومصر
المصريون يتكلمون الفرنسية والأتراك العربية
اسطنبول: في المطار الدولي في اسطنبول كان مرافق الوفد المغربي ينتظر حاملا ورقة مكتوب عليها اسم وكالة الأسفار. بابتسامة وترحيب بدأ مراد المرافق لقاءه الأول قبل أن يقول "نشكركم لأنكم اخترتم تركيا وجهة لكم لتنمية اقتصادها". كلمات قصيرة وجمل تضع السائح أمام البلد الذي سيكتشفه لأول مرة. العبارات التي تنم على براغماتية المشرفين على السياحة باسطمبول وظفها المرشد السياحي التركي علي، كان يتكلم باللغة العربية مع لكنة شامية منبها إلى ما قد يعترض السياح عامة والسياح العرب على وجه الخصوص "هناك شباب سيتصيدكم في شارع الاستقلال ويعرض عليكم، خاصة الرجال، سهرات ليلية وأماكن للمتعة، انتبهوا إنهم يوقعون بالسياح، يمكنكم أن تحولوا العملة في مكاتب الصرف المخصصة". بدا علي ومراد حريصين جدا على إعطاء صورة جميلة لبلدهم وهما يقومان بعملهما على أحسن وجه.مجمع السبيمانية منذ الحقبة العثمانية
كان المرشد السياحي متمكنا من معلوماته ولغته مقنعا بطريقة تعامله وحديثه، مساعدا للسياح على قضاء عطلة مريحة، مع تركيزه أكثر من مرة على ضرورة العودة إلى مدينتهم أو حث المغاربة على ذلك.
مع سيارات الأجرة والمطاعم والنوادي الليلية كان علي ومراد حريصين على نبيه السياح إلى كل أشكال الاستغلال الممكنة.
غادر الوفد المغربي اسطمبول منبهرا بتقدمهم وقوتهم في الصناعة السياحية، فكل متجر أو مقهى أو مطعم يقدم لزبونه الفاتورة تفاديا لكل لبس أو تلاعب. في مطار القاهرة كان المرافق المصري خارج المطار أوكل مهمة الاستقبال لشخص معاق مقابل جنيهات. هذا التصرف أدى إلى مشاداة كلامية مع ضباط المطار. إذ طالبوا من الوفد التزام الصمت وإلا منعوا من دخول البلد. كان هذا التصرف مؤشرا على وضعية السياحة في مصر. مع مشاداة كلامية وتهديد أحد الضباط بضرب سائح مغربي استقبل المرافق
![]() |
قتح الله المغربي |
المرافق المصري كان حريصا أكثر على نقل السياح إلى محلات بيع العطور والأوراق التي كان يستعملها الفراعنة للكتابة والمطاعم. كل ذلك بهدف واحد وهو الحصول على نسبة مائوية عن مشتريات السياح. لم يحاول المرافق طيلة ستة أيام أن ينبه أحدا إلى ما قد يتعرض له السياح من استغلال أو ابتزاز، ظل في موقع المتفرج مستغلا الفرص للحصول على حصته من التجار وأرباب المطاعم...
في منتجع شرم الشيخ اتضح للوفد السياحي حجم استغلال المرافق المصري، قبل الوصول إلى الفندق ألح على تسلم المبالغ المالية لكل شخص يرغب في تناول الغذاء على باخرة والغطس أو الخروج إلى البحر لمشاهدة الأسماك أو تناول عشاء مع البدو...قيمة تناول وجبة الغذاء على الباخرة حددها في مائتي جنيه مصري، ليكتشف السياح أن الثمن إذا اتجهوا بمفردهم لا يتجاوز 90 جنيها.
كان الجشع المحرك الأساسي لعمل المرافق، وهو بنفسه اعترف بامتلاكه لعمارتين في القاهرة ومتجر في شرم الشيخ. هذا الشخص جعل مجموعة من السياح يحذفون مصر من اختياراتهم خلال الإجازات الصيفية المقبلة.
بين مصطفى المصري ومراد التركي بون شاسع. الأول يعمل كل ما في وسعه لتكديس الثروة غير عابئ بصورة بلده، أما الثاني فحريص على تقديم تركيا حديثة متقدمة وسياحية، تحترم زوارها وتصر على شكرهم.
التعليقات