نجران: في جميع أنحاء العالم تشكل النساء الغالبية العظمى من زبائن البضائع بمختلف أنواعها وتجدهن يتبوأن الصدارة في الطاقة الشرائية مقارنةبشريكهن الرجل.
ويعود هذا بالأرباح الوفيرة على أصحاب المحلات باعتبار أن الشراء عند النساء والتسوق جين سائد وهواية رئيسية
في السعودية أيضا أسوة بجميع بلدان العالم تقبل النساء على التبضع خاصة فيما يخص ملبسهن وزينتهن وطعامهن وبقية الكماليات والأكسسوارات التي يرينها مهمة ويحتجن إليها حيث تحتل المرأة السعودية مراتب متقدمة في الشراء مقارنة بنظيراتها في العالم العربي والثالث على وجه العموم.
ولكن نتيجة الرغبة المحمومة لدى كثير من بنات المجتمع السعودي للتسوق والحصول على آخر واحدث وارقى واغلى البضائع ونتيجة التفاوت الاجتماعي والمادي ظهرت فئة من أولئك الزبونات هدفهن الحصول على أغراضهن بالمجان عن طريق سرقتها بوسائل مختلفة وهو ما شكل هاجسا مقلقا لكثير من أصحاب المحلات الذين يتعرضون لخسائر تصل أحيانا لغاية الجسامة نتيجة هؤلاء النواعم الحراميات.
عهود شابة سعودية قالت للأسف إنها- ظاهرة ليست من صميم مجتمعنا ولكنها بدأت بالظهور والانتشار وحدثت قصص مشابهة مع إحدى قريباتي التي امتهنت هذا النوع من التبضع فهي تستخدم أطفالها الصغار لأغراضها الدنيوية الدنيئة وتذهب بهم إلى المحلات بعد أن تحدد لهن ما تحتاج من بضائع وبالذات مما غلا ثمنه وخف وزنه وسهل إخفاؤه وتقوم بعمل تمثيلية حيث تتجول هي وأطفالها في المحل كل على حدة ويقوم الأطفال بسرقة البضاعة وإخفائها بين طيات ثيابهم واحيانا في المناطق الحساسة ثم بعد الجولة يجتمعون للخروج فإن نجح الأطفال بالخروج بالأغراض فهذا ما كانت ترمي إليه وان ضبطوا وهم يسرقون أو يهربون بالبضاعة فتقدم اعتذاراتها الحارة الممزوجة بدموعها المزيفة باعتبارهم أطفالاً لا يدركون عواقب فعلتهم وتهدد طفلها بأنها ستعاقبه لانه اخطأ وارتكب جريمة وتقوم أحيانا بضربه أمام صاحب المحل لتثبيت لعبتها وهكذا هي مستمرة كل يوم في سوق ومحل أحيانا تنجح واحيانا كثيرة تخفق ولكنها ولاشك نجحت في إفساد أطفالها وتحويلهم إلى مجرمين في سن الزهور.
مرام قالت بدورها انه حدث ذات مرة أن قامت إحدى معارفها بالذهاب إلى أحد محلات المجوهرات وأعجبتها قطعة ثمينة فقامت بمغافلة صاحب المحل واخفت القطعة في ثيابها إلا انه تنبه لها وهددها بإبلاغ الشرطة إن لم تعد القطعة ولكنها تمالكت أعصابها وردت في وقاحة أنها لم تأخذ شيئا وان القطعة تخصها وان قام بمتابعتها أو إبلاغ الشرطة فستتهمه انه حاول التحرش بها وغادرت المحل وسط حيرة وحزن صاحب المحل لما حصل
أما موضي فتقول انه وبينما كانت في أحد المحلات حضرت إحداهن وطلبت شراء ثلاث بطاقات للاتصالات من النوع المدفوع ودفعت ثمنها وغادرت المحل وبعد عشر دقائق عادت إلى المحل وطلبت بإعادتها لانه وحسب ما زعمت فان زوجها قام بشراء البطاقات من محل آخر وبما انه لم تفتح البطاقات استجاب صاحب المحل وأعاد إليها نقودها وبعد برهة حضر أحدهم واشترى إحدى البطاقات وقام بتشغيلها في المحل حيث اكتشف أنها لا تحوي أي رصيد فذهل صاحب المحل وقام بفتح الثانية والثالثة فكانت فارغة وعندها اكتشف أن زبونته النصابة قد قامت باستخدام جهاز لكشف رقم البطاقة السري دون فتحها ونجت بنقودها.
وتستخدم بعض الفتيات نظام التجمعات والتزاحم واستغلال فرص المناسبات كالأعياد وسرقة البضائع كالجوالات والأكسسوارات.
عمر صاحب أحد محلات الاتصالات قال إن هذا النوع من الزبونات اللاتي بدأن بالظهور بكثرة يردن مجاراة العصر حتى لو كانت ظروفهن المادية لاتسمح بذلك فيقمن بسرقة الأجهزة والمجوهرات واحيانا الثياب وقد ضبطت الكثيراتاللواتي حاولن سرقة محلي وغالبا ما نتركهن ينفذن بجلودهن بعد أن يتعرضن للفضيحة أمام الزبونات ويملأهن الخوف وبعضهن يكتفين بذلك وتكون لهن عبرة أمامالآخرين فذلك يزيدهن تصميما على الفوز بالغنائم المسروقة.
واحيانا يختلف الأسلوب فبدلا من سرقة البضاعة مباشرة يقمن بأساليب غير مباشرةللحصول على مبتغاهن فبعض النسوة يستخدمن سيارات الأجرة لمسافات طويلة ثم وفي لحظه تختفي عن أنظار صاحب السيارة إما بدخول محل أو منزل والطلب منه الانتظار لينتظر طويلا ويعود بخفي حنين.
وبعضهن تستخدم التسول بطريقة جديدة فتعترض طريق أحد المارة وتعرض عليه روشته فيها علاج لطفلها بمبلغ مرتفع وتخبره أنها بحاجة لاكمال المبلغ بسبب كونها غريبة عن المنطقة أو ظروفها المادية متعسرة وبعد أن تحصل على المبلغ أو أحيانا على الدواء الذي يتبرع الزبون بشرائه تقوم بإعادته ولطش المبلغ والاختفاء.


الرأي الاجتماعي

الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الصحة النفسيالمركزي بعسير لطفيه احمد صالح قالت الأمانة أمر مكتسب ولا يورث وهي من خصائص الخلق التي يعلق عليها المجتمع أهمية كبيرة.
وأضافت أن هناك نوعا من النساء لا يدركن الأشياء التي تخصهن وحسب بل يتطاولن على الأشياء التي تخص غيرهن ويساعدها على هذا ميل إلى التملك .
ولذلك لابد أن تتعلم المرأة أن هناك أشياء معينه تخصها وهي لا تملكها وحدها دون سواها أو أشياء أخرى تخص غيرها فقط
وتظهر السرقة مع بعض الناس في المنزل أو في أماكن أخرى فحين تنمو المرأة ينمو لديها شعور حب التملك وقد لاتجد شيئا تتملكه بالطرق الطبيعية فتجد أن السرقة اقصر الطرق لتحقيق ذلك.
فالسرقة ليست حثا منفصلا قائما بذاته وانما هي سلوك يعبر عن حاجة نفسية ولا بد من فهم الدوافع إلى السرقة ومكانتها من تكوين الشخصية قبل الاتجاه نحو علاجها.
تعتمد النساء على البيئة التي يعشن فيها من تكوين موقفهن الخلقي غير أن السرقة ليست إلا وسيلة لغاية والأشياء التي تسرقها النساء ليست في الحقيقة هدفهن الذي يعملن للوصول إليه بل إن الشيء المسروق ليس سوى أداة تستخدم في إصابة الهدف المرغوب.

الدوافع والأسباب المؤدية للسرقة
1-في كثير من الحالات تكون الدوافع إلى السرقة دوافع مباشرة وظاهرة فكثيرا ما تسرق المرأة لسد الرمق وذلك يكون مثلا بعد وفاة الأب أو تشغيل المرأة بالأجر الرخيص.
2-في بعض الحالات تحدث السرقة لإشباع ميل أو عاطفة أو هواية وغير ذلك وهذه أيضا حالات يتعثر علاجها.
3-تحدث السرقة كذلك لتستعين المرأة بما تسرقه للتخلص من مأزق معين.
4-هناك سرقة للانتقام وسرقة لتعويض الشعور بالنقص وسرقة بسبب فقدان العطف ونلاحظ أن هذه الدوافع ظاهرية فقط مما يتطلب البحث عن عوامل أخرى غير الدوافع الظاهرة للسرقة وفي العادة نجد أن العوامل اللاشعورية المتكونة نتيجة علاقات المرأة بالبيئة ونتيجة للتغيرات الطارئة.

علاج حالات السرقة
معرفة طبيعة السرقة هل هي عارضة أم متكررة ومحاولة الوصول للوظيفة التي تؤدي إليها السرقة أي بدراسة الدوافع الظاهرة والعوامل المستترة التي تؤدي إلى السرقة.