موسكو: تحتفل جمهورية بيروبيجان هذه الايام بمناسبة مرور سبعين عاما على ظهورها للوجود كجمهورية في الشرق الاقصى ذات حكم ذاتي لليهود لمهاجرين من روسيا ومن دول اوروبا الشرقية،، ليكون لهم وطن ام قرب اليابان والحدود الصينية وبعيدا عن موسكو بالاف كم عن موسكو.
لقد كانت بيروبيجان واحدة من المشاريع العديدة التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لتوطين اليهود. ولكن بيروبيجان ظلت اسوة بخيارت عديدة وطنا مع وقف التنفيذ لليهود،الذي يشكلون فيه الاقلية فيه، رغم ان تسميات الشوارع والاماكن العامة، والتماثيل التي زينت الساحات العامة تمت بصلة بهم.

البحث عن وطن

وتعد بيروبيجان التي ظهرت في عام 1934 اول كيان ضم اليهود.ولم تكن الفكرة حينها حديثة، حيث ان التاريخ يشير الى دعوة مماثلة اطلقها شخص مدعو بمردخاي نوا لاقامة دولة يهودية على مقربة من شلال نياغرا في التيايغا السيبيرية. ومن ثم جرت دعوة اليهود الى الارجنتين، حيث كانوا يمارسون الزراعة. وطرحت لندن في بداية القرن العشرين المشروع الاوغندي، حيث كان الحديث يدور في حقيقة الامر حول توطين اليهود في كينيا. بيد انهم رفضوا الفكرة. وتبددت ايضا الاحلام باقامة جمهورية ذات حكم ذاتي يهودية، في شبه جزيرة القرم حيث المناخ المعتدل والطبيعة الغناء، بعد ظهور مخاوف من تداعيات ان سكانها الاصليين تتار مسلمين، مما ينذر بتنامي الحساسيات بين الطرفين.
لقد سعت الحكومة السوفياتية لتسوية القضية اليهودية بمنحها كيان تتجسد فيه احلامهم وان تكون دولة لهم، وتحقيق موسكو لاهدافها في نفس الوقت فيه. فكان الزعيم السوفياتي ستالين يطمح من بين اهداف اخرى لجذب الرساميل اليهودية للمنطقة، وتوسيع الكثافة السكانية فيها في مواجهة الزحف الصيني على حدودها.
وتوجهت اعداد غفيرة من اليهود الى الشرق الاقصى،من مختلف انحاء روسيا تحدوهم فكرة اقامة دواة قومية اسوة بشعوب الاتحاد السوفياتي الاخرى. وهناك ظهر اتحاد للادباء اليهود وصدرت الكتب والصحف، وظهر مسرح يهودي وباعتراف من عاش في بيروبيجان في تلك المرحلة فقد تدفقت وحتى عام 1934حياة سعيدة ونشطة، حين بدات تنطوي صفحة الدولة اليهودية في الشرق الاقصى بين اممية الحكومة السوفياتية بزعامة ستالين والنزعة قومية الضيقة( على الاقل بالعرف السوفياتي) لسكان جمهورية بيروبيجان الفتية. ويتهم اليهود نظام ستالين بحملات تنكيل بهم. ومحاولته القضاء على ثقافتهم. والحقيقة ان ممارسات ستالبن تلك طالت كافة شعوب الاتحاد السوفياتي. وبدا المشروع بنحسر سنة لعد سنوات اخرى، بقيت بيروبيجان التي تحولت الان الى " الاقليم اليهودي" الذي يتمتع بحكم ذاتي، ذات اقلية يهودية. وشهدت بيروبيجان منذ عهد البريسترويكا عام 1985 موجة هجرة واسعة للاستيطان في اسرائيل.

العودة
بيد ان المراقبين يرصدون ظاهرة جديدة تتمثل بموجة هجرة عكسية حيث ان الكثير من هاجر يعودون من اسرائيل الى وطنهم الام بيروبيجان.وقال رئيس ادارة شؤون رجال الاعمال في الادارة المحلية الذي امضي ثمانية سنوات في اسرائيل وعاد بيروبيجان مؤخرا سيرجي بيسكوف " لقد ولدت وترعرت وتكونت شخصيتي هنا، والتقى غالبا بمن هاجر وعاد الان". واضاف" تلتقي شخصا وتساله لماذا لم ارك منذ فترة طويلة ويرد عليك بانه امضى هناك (في اسرائيل) ثلاث سنوات وعاد الان من جديد".
ويفسر غينادي تشوجوي الذي امضي في اسرائيل ثمانية سنوات وعاد قبل سنتين لبيروبيجان الهجرة العكسية الى " انهم يهاجرون الى اوروبا فيجدون لنفسهم في اسيا. ان من هاجروا من هنا اعتقدوا انهم يذهبون الى مجتمع متحضر. وعموما فاننا وجدنا انفسنا هناك في الرمال". وحسب تاكيده " فان 65% على استعداد كامل بالعودة لبيروبيجان بيد ان ديون للدولة في اعناقهم"
ومع ذلك فان بيروبيجان" الاقليم اليهودي ذو الحكم الذاتي" يحتفل يمناسبة سبعين عاما على تاسيسه، حيث انطلقت النوافير وازدانت الشوارع وفتحت الستائر عن تماثيل جديدة. ويخلص سيرجي بيسكوف بالقول المهم ان يكون الانسان خيرا، اما ان يكون يهودي او غير يهودي فليس هناك فرق.