د. رياض الامير من فيينا: للمرة الرابعة والاربعين تحول مسرح دار الاوبرا في العاصمة النمساوية فيينا إلى قاعة اتسعت لاكثر من خمسة الآف خص في حفلة "البال" السنوية والتي تسمى حفلة الطبقة الغنية في العالم وجميلاته ايضا. واختير اللون البرتقالي لون لحفة هذا العام وكان لون للزهور التي زينت القاعة وكذلك ملابس فرقة البالية المشاركة في حفلة الافتتاح تيمنا باللون الثورة البرتقالية في اوكرايينا. وبالنظر لان الحفلة السنوية هذه ملتقى الاغنياء في العالم كانت تعارضها مظاهرات الشباب اليساري والمتطرفين من الذين يعادون حياة البذخ التي تتمتع بها الطبقة المخمليه في النمسا واوربا عموما، اما في هذا العام لم تجد تلك الجماعات من يناصرها في التظاهر ضد الحفلة التي افتتحت ليلة الجمعة واستمرت إلى الساعات الاولى من صباح الجمعة سوى امرأة واحدة عارية من انصار البيئة والحيوان وتحمل لافتة تعارض لبس معاطف الفرو امام باب دار الاوبرا قام رجال الشرطة بعد ان عرضت مفاتن جسدها امام عدسات المصورين وفي يدها اللافتة تلك إلى منعها من التعري. ورقص على موسيقى الفالس 4500 شخص من الذين اشتروا بطاقات الحفلة التي عادة ما تباع قبل افتتاحها باكثر من سبعة شهور. وحضر الرئيس النمساوي الجديد هانس فيشر هذه الحفلة لاول مرة في حياته لانه كان من مقاطيعها بصفته من منظري الاشتراكية الدولية والحزب الاشتراكي النمساوي وقال للتلفزيون النمساوي انه يحظرها بصفته رئيس الجمهورية كواجب وطني يمليه عليه البرتكول. وتعتبر "حفلة الحفلات" هذه ملتقى للسياسيين ورجال الاعمال من دول كثيرة لعقد الصفقات السياسية وكذلك التجارية. وعادة ما تقوم الشركات الكبيرة بتاجير مقصورات خاصة بها يبلغ سعر الواحدة اكثر من عشرة آلاف يورو. ولربما هذه المرة الاولى التي لم يحضر الحفلة رئيس او رئيسة دولة كالعادة وذلك لان الرئيس النمساوي الحالي من غلاة المعادين للفعاليات التي تجمع الطبقة الغنية دون سواها. وكان زعيم الحزب الاشتراكي النمساوي غوزينباور قد طلب الغائها وتحويل مصاريفها إلى ضحايا الاعصار في جنوب شرقي آسيا ولكن منظمي الحفلة والطبقة الراقية النمساوية (من الاثرياء والفنانين الكبار ورجال السياسة من الاحزاب الاخرى ) رفضوا العرض وتبرعوا بجزء من دخلها لذلك لضحايا الاعصار. ومنع التدخين للمرة الاولى هذا العام مما خلق جوا من النقاش بين الرفض والتأيد ولكن في احدى زوايا الطابق الثاني من دار الاوبرا غرقت في دخان السيكار الكوبي الفاخر على اصوات فتح زجاجات الشمبانيا. افتتحت الحفلة لهذا العام المغنية اللاتفية ارينا غرانسا ذات الصوت الرخيم والجمال الساحر بصحبة المغني العالمي الارجنتي مارسيلو أفاريس في اغنيتين من التراث الاسباني الاوبرالي. ولربما مأساة الاعصار توسانامي قد القت بظلالها على حفلة هذا العام حيث تخلفت الكثير من الاسماء العالمية المشهورة من عالم الفن، من ممثلاث هوليود او مغنيات البوب المشهورات.
وتمتد جذور الحفله هذه إلى بداية القرن الثامن عشر واعيد احيائها بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1955 في نفس دار الاوبرا المهدم من جراء قصف الطائرات الحربية لقوات التحالف وهي تتعقب فلول الجيش النازي المنهزم. وبعد عام من ذلك التأريخ ولحد الان وبعد اعادة اعادة اعمار دار الاوبرا تقام فيه "حفلة الحفلات" كما تسميها وسائل الاعلام العالمية. وقد اصبحت هذه الحفلة بضاعة نمساوية ذات "ماركة مسجلة " تقام في العديد من مدن العالم، مثل نيويورك وبراغ وبودابست وهذا العام ستقام لاول مرة في المنطقة العربية في مدينة دبي وفي فندق برج العرب. وسوف يصاحب المنظمين لحفلة " البال" في دبي فريق فني وموسيقي لانجاحها. ويبقى السؤال المطروح كيف سيكون ملبس المشاركين في حفلة دبي هل اللباس العربي ام "الاسموكينك" اللباس الرسمي لمثل هذه الحفلات ؟