•يقول أنه اكتشف الفضة ــ لأول مرة فى تاريخ البشرية ــ فى النبات ؟!
•30 عاما و هو يجاهد لإقناع البحث العلمى أنه وقع على كنزولا مجيب
•مدرس الموسيقى يحصل ــ أخيرا ــ على شهادة من المركز القومى للبحوث بصحة كلامه
•يدعى أن " الذهب " فى الطريق و أن معلوماته تأتيه إلهاما من عند الله!!


زينب عبد المنعم من القاهرة:( حلابوش ) ليس اسما من عالم الجان ــ بسم الله الرحمن الرحيم ــ، و ليس رمزا من رموز الشعوذة و الدجالين، و ليس لفظا فرسيا أو تركيا أو كرديا، إنما هو اسم لعائلة مصرية تنتمى لمحافظة المنوفية، وهو لفظ عربى صميم معناه " ذكور الجمال الجيدة "، ذلك أنهم

محمد عبد الله حلابوش
اشتهروا منذ زمن بعيد بالتجارة فى الإبل، و حلابوش الذى نتحدث عنه من خلال هذا الموضوع له قصة أغرب من اسمه00 بل أغرب من الخيال!!
هو واحد من تلك العائلة ابتعد عن عالم الإبل ليتخصص فى الموسيقى، ومن الموسيقى إلى عالم الصوفية و الإشارات و الإلهامات، و لكن الإلهام عنده يختلف كثيرا عن غيره من الصوفية، إنه يحمل لنا من عالم الغيب سرا عن كنز من لا نهائى من عنصر الفضة ؟!!
و نحن لا نكذبه و لا نصدقه فهذه مسؤلية المتخصصين، و هو من جانبه يملأ الدنيا صراخا منذ ثلاثين عاما، ولا يكل و لا يمل من التردد على أكاديمية البحث العلمى، و إرسال البرقيات إلى كافة الجهات المسؤلة و الوزراء و رئيس الوزراء، أحد هذه البرقيات كانت من نصيب حسنى مبارك عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية، والذى قام بتحويلها إلى وزير البحث العلمى وقتها، وهو بدوره حولها إلى رئيس أكاديمية البحث العلمى، وهناك كان صدامه الأول مع الجهة المسؤلة، طلبوا منه تقريرا من أحد المعامل بصدق كلامه، قال : بل تقومون أنتم بتحليل العينة فى أحد المعامل الحكومية التابعة لكم، قالوا : بل تقوم أنت بالمهمة على نفقتك الخاصة، قال : خذوا تكاليف التحليل، رفضوا ؟؟ قال : أخشى أن يسرق الاكتشاف و يضيع حقى وحق مصر، قالوا : الجنون فنون و كفانا ما نحن فيه 0
ماذا حدث إذن حتى يجدد حلابوش صراخه ؟ لقد استطاع هذه المرة أن يحصل على تقرير موثق من المركز القومى للبحوث بوجود عنصر الفضة فى عينة نباتية قدمها لهم، لقد كان مكتب المستثمرين الذى أنشىء مؤخرا لخدمة عملاء من خارج الجهات البحثية بمثابة طوق النجاة الذى تعلق به بعدما أصيب ب 14 جلطة فى المخ بسبب حالة الإحباط الشديد التى تعرض لها من قبل، الآن حلابوش يمسك فى يده ورقة تقول أنه صاحب اكتشاف الفضة فى النبات، وهى المرة الأولى منذ بداية تاريخ البشرية التى يكتشف أحدهم قدرة النبات على إنتاج العناصر النفيسة، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى فالمجال يتسع عن طريق الهندسة الوراثية لزيادة قدرة هذا النبات على إنتاج الفضة، وسوف يكون الاستخراج أقل تكلفة، كم سيكون بالإمكان إيجاد مصدر لا نهائى ينتج الفضة كما نشاء نحن، وليس كما تجود به الطبيعة وسط صخور المحاجر، هذا طبعا ما يروج به حلابوش و هو يعرض بضاعته، و لاينسى أن يؤكد وراء كل جملة مفيدة أن هذا الموضوع مسألة أمن قومى ولذلك كان حريصا طوال الثلاثين عاما الماضية ألا يطلع عليه أحد سوى الجهات العلمية الرسمية0

حكاية الاكتشاف

عن قصة اكتشافه الفضة يقول محمد عبد الله حلابوش : فى سنة 1977 أكرمنى ربنا جل جلاله وفتح على باكتشاف معدن الفضة فى مادة جديدة موجودة فى الطبيعة بشكل لا نهائى ــ صلى بنا على الحبيب00عليه الصلاة و السلام ــ، كانت الساعة الثانية صباحا، نظرت إلى السماء و تعلقت عيناى بأضواء النجوم و تgt;كرت دعاء القرآن حينما نرى آيات ربنا فى الكون : " ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار "، و تعجبت كيف يصنع الله كل ذلك فقط من أجل " و زيناها للناظرين، و تساءلت : كيف يمكن أن تكون السماء بدون النجوم ؟ و هاجت نفسى شكرا لله، ماذا أقول؟ الحمد لله ؟ لا يكفى،أبعد كل هذه العظمة أشكر الله بهذه الصيغة البسيطة ؟
ذكرنى الله بأحد الأولياء ذكر الله بكلمات عجز الملائكة عن كتابتها، قال : ربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك،و قلت لنفسى 00 لو قلت مثله يبقى ما عملتش حاجة 00 وجدت نفسى أقول : ربى لك الحمد و الشكر كما ينبغى لعزتك و عظمتك و سلطانك و جلالك و كمالك و جمالك و كريم وجهك يا ذا الجلال و الإكرام فى الدنيا و الآخرة، اللهم صلى و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه ــ صليت بنا على الحبيب ــ و حمدت الله على نعمة البصر بنفس الصيغة فلولاه ما رأيت، وصليت على الحبيب، ثم حمدته على نعمة العقل، ثم حمدته على نعمة الشكر، أتممت المرة الرابعة و أنا بمفردى، و فجأة أتانى إلهام بأن أوراق نبات كذا فيها معدن الفضة!! كذبت نفسى، ولكن عاد الخاطر يلح على، قلت لنفسى : قم اعمل تجربة عملية، أحضرت طاسة بها زيت ووضعت بها ورق من النبات و رفعتها على النار حتى تفحمت أوراق النبات تماما ووجدت طبقة من الفضة اللامعة على السطح ظاهرة عيانا بيانا، استغرقت التجربة خمس دقائق فقط و كانت الفضة نقية ناصعة البياض، كنت سعيدا جدا بهذا العطاء وذهبت إلى أحد مشايخ الطرق الصوفية الذى أحبه و أحترمه و تربيت على يديه فى الطريق إلى الله، بمجرد ما رآنى داخلا عليه ضحك و فاجأنى أنه يعلم كل ماحدث معى بالتفصيل و ان المسألة تافهة و لا تستحق كل هذه الفرحة ؟! نزل كلامه على كالماء البارد 00فهمت ماذا أراد الشيخ 00 لقد خشى على من الغرور00 تمالكت نفسى و قلت له : هذا عطاء أمة، ابتسم و قال : سوف تحارب كثيرا 00 و سوف يطول الزمن 00 ولكن سيأتى وقت يخرج هذا الاكتشاف إلى النور 0
سألته : هل تحكى هذا الكلام لكل الناس ؟ ــ : صليت بنا على الحبيب ؟ ــ : عليه الصلاة و السلام، ــ : ولماذا نكذب!! أنا أحكى ما حدث بالفعل، إذن كيف تقبل الناس كلامك ؟
و يستمر حلابوش الذى عمل فى الكويت 35 عاما موجها لمادة التربية الموسيقية فى رواية قصته : كنت أعرف أحد المسؤلين قال اكتب مذكرة أعرضها لك على السيد حسنى مبارك و كان وقتها نائبا لرئيس الجمهورية، وقد تكرم و حولها إلى البحث العلمى، و بعد مدة قصيرة أرسل إلى وكيل وزارة البحث العلمى خطابا يستدعينى للحضور، ذهبت و معى عينة من الخام الذى اكتشفته00 " لطعنى " ساعتين و نصفا و فى الآخر أدخلنى، لم يكلف خاطره أن يرفع رأسه عن المكتب و يكلمنى، أيوه يا سيدى ؟ فيه إيه ؟ فين العينة ؟ رآها و قال : آه عارفينها، صدمنى قلت له : طالما تعرفونها لماذا لم تستخرجوا منها الفضة ؟ رد : إزاى تكلمنى كده ؟ ناقشته، وفى النهاية قال : سوف نرسلها للمركز القومى للبحوث و نفيدك بالنتيجة، ولم يرد أحد!!
كان ذلك فى عام 1975، و بعدها بعشرين عاما كرر حلابوش المحاولة، ذهب على السفير المصرى فى الكويت وقتها ــ مصطفى أبو شنيف ــ واقتنع، و قال : سوف أتبنى الموضوع، دعنى أخاطبهم بشكل آخر، أرسل للبحث العلمى عن طريق الخارجية، و جاء الرد فعلا بعد سنة و نصف، لكن الرد كان للأسف خاطئا، إذ أرسلوا إلى استمارة براءة اختراع و أنا عملت اكتشافا و ليس اختراع00
فى الكويت عرضوا على مبالغ خرافية، لدرجة أن أحدهم قال لى : أبنى لك مصنعا كاملا و انت تكون مديرا له ولك نسبة من الأرباح، وكانت هناك عروض مغرية كثيرة، لكننى شكرت فضلهم جميعا فأنا لا زلت على العهد الذى قطعته أمام شيخى رحمه الله، إنه عطاء من الله لمصر 00 لبلدى 00 بظروفها الصعبة0

سنين الفرج

و لشدة جدية الرجل الذى يجلس أمامى خطر ببالى أن أبحث لديه عن جوانب أخرى و لتكن عاطفية مثلا، سألته فجأة : باعتبارك موسيقى ما هى أحلى أغنية تحب الاستماع إليها ؟ قال : دراستى للموسيقى هى التى جعلت البعض يتعامل مع مخترعاتى باستخفاف 00 انت راجل بتاع مزيكا 00 مالك و الاختراع ؟ ــ : يا أخى 00 ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب، الله يعطى من يشاء 00 قف على حد الأدب 00
ــ : أفهم من ذلك أن باب النجار" مخلع " كما يقولون، هل معقول أنك كرجل دارس للموسيقى لا تستمع إلى أغانى جيلك على الأقل ؟ يقول : هذه فترة من العمر انتهت، أنا لى الآن نوعيات مختلفة أحب الاستماع إليها مثل دور النفس المؤمنة للشيخ محمد الفيومى و بطانته، مطلعه يقول : إيه يا نفس إلى الله أنيبى ثم توبى، و اذكرى الله ففى ذكرك تكفير الذنوب 00 و ثقى أن وراء الغيب علام الغيوب 00 وهو الله 00
ــ : هل استغراقك فى عالم الاختراع أبعدك عن عالم الموسيقى ؟ يقول : أبدا، و عندما جاءنى أحد المطربين يطلب أغنية عن الحج وجدتنى أؤلف أغنية و ألحنها له 00سألته : و ما هو الفرق بين الإلهام فى الموسيقى و الإلهام فى الاختراع ؟ أجاب ببساطة : كله إلهام 00 النتيجة تتوقف على النية 00
هل جاءتك إلهامات أخرى بعد الفضة ؟ يقول : نعم 00 جاءتنى إشارات بخصوص الذهب ؟؟؟ ألتقط أنفاسى و اسأله : نبات آخر ينتج الذهب ؟ يقول : الله يصلح حالك يا ست زينب ننتهى أولا من موضوع الفضة0

محمد عبد الله حلابوش يحمل رقم 358 فى جمعية المخترعين و المبتكرين المصرية، و له مخترعات عديدة لم نتحدث عنها مثل آلة موسيقى الصف التى يمكن لتلاميذ المدرسة جميعا أن يعزفوا عليها فى وقت واحد، إلى جانب مجموعة أخرى من المخترعات المفيدة مثل اختراع وسائد لمنع إصابات السيارات، و جهاز يحول السيارة إلى هليكوبتر وسط الزحام 0
آخر أخبار حلابوش أنه قد حقق نجاحا هذه الأيام بحصوله على نتيجة التحليل التى قام بها المركز القومى للبحوث و قرر أن يعيد تقديم موضوع الفضة للمرة الثالثة خلال 30 عاما إلى أكاديمية البحث العلمى ولديه أمل كبير أن يكون زمن الانتظار الذى حدثه به شيخه قد انقضى و جاءت سنين الفرج 0