سلطان القحطاني من الرياض: راجت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تكهنات حول هوية المبعوث السعودي الرفيع الذي سيحمل خلاصة قمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك التي احتضنتها جدة يوم أمس الثلاثاء إلى دمشق، رغم ان التوقعات تطابقت على ان هذا المبعوث لن يكون سوى الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية.

واستندت المصادر في تحليلاتها حول هوية المبعوث السعودي على ما سبق وأن صرح به العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول ايفاد الأمير بندر إلى دمشق وباريس لأجراء الترتيبات الخاصة باستجواب الضباط السوريين الخمسة الذين طلبت لجنة التحقيق الدولية في حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري استجوابهم في لبنان ورفضت دمشق ذلك، إلى تم التوصل إلى حل وسط عقب جولات الأمير بندر المكوكية.
وكان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عوادrlm; قال إن القمة المصرية ـ السعودية ركزت على الوضع على الساحتين السورية واللبنانية وأن وجهات نظر الزعيمين قد التقت علي أن quot;استجلاء الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق يتفق مع الشرعية الدوليةrlm;,rlm; بما يضمنrlm; تجنيب سوريا كل شرrlm;,rlm; وكل مكروهrlm;,rlm; وأي ضغوط دولية من خلال تعاونها مع اللجنة الدولية quot; على حد تعبيرهrlm;.rlm;

ومن المفترض أن يكون المبعوث السعودي قد وصل إلى دمشق لتسليم الرئيس السوري بشار الأسد النقاط التي اتفقت عليها الرياض والقاهرة لتجنيب دمشق مخاطر المرحلة المقبلة بعد الزلزال السياسي الذي أحدثته تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام وطلبت على أثرها لجنة التحقيق الدولية في حادثة اغتيال الحريري الاستماع إلى الرئيس الأسد ووزير خارجيته المخضرم فاروق الشرع.

ولم تعلن أي مصادر رسمية في البلدين حتى الآن عن طبيعة الرسالة التي سيتلقاها الأسد من المبعوث السعودي الكبير،وخصوصاً في ظل تضارب منهجي داخل الحكومة السورية حول كيفية التعامل مع الوساطات العربية بما يتعلق بحل الإشكالات السورية مع المجتمع الدولي،وهو ما عبر عنه مقربون من العاهل السعودي صراحةً قبل عدة أشهر في تصريحات صحافية متفرقة.

وقال الملك السعودي منتقداً وزير الخارجية السوري فارق الشرع في حملته ضد الأمم المتحدة قوله انه لن يقبل إهانة سوريا وسأل من يقبل إهانة سوريا؟ نحن لا نقبل إهانة سورياquot; مضيفا quot;إن أي مصاب لأي بلد عربي يؤلمنا ونحن لا نريد هزات لأحد بل نسعى لخير الجميعquot;.

وكان مسؤول سعودي قد صرح لوكالة فرانس برس قائلاً أن الوساطة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في الأزمة بين دمشق ولجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري جنبت سوريا والمنطقة quot;أزمة لا احد كان يعلم إلى أين ستؤدي مخاطرهاquot;،وهي الوساطة التي صنع أهم تفاصيلها الأمير السعودي بندر بن سلطان الذي يتمتع بمهارات مكنته من التعامل مع أحلك المواقف صعوبة خلال عمله السياسي الذي يجاوز الربع قرن.
ويرى مراقبون لشؤون الدبلوماسية السعودية بأن الأمير بندر هو quot;صاحب الانتصارات الدبلوماسيةquot; لبلاده منذ أن كان يتولى زمام السفارة السعودية في واشنطن خلال فترة عقدين من الزمن حفلت بالكثير من الأزمات ،واستطاع بحنكته تجاوزها والسيطرة عليها،بل فلسفتها وصنع نجاحات مهمة من خلالها للعلاقة مابين الرياض وواشنطن.