quot; السلطة اليمنية ترهبنا بتهمة الدعوة إلى الإمامة quot; فتحي القطاع منكندا : أخذ المعارض يحيى بدر الدين الحوثي عضو البرلمان اليمني، على عاتقه قيادة quot;جماعة الحوثيquot; بعد مقتل شقيقه حسين الذي كان عضواً هو أيضاً في البرلمان وفي حزب الرئيس علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام) في ايلول (سبتمبر) 2004، وذلك في مواجهة الحكومة اليمنية خلفا لوالده الطاعن في السن. وكانت المواجهة اندلعت منتصف عام 2004 واوقعت عددا كبيرا من الخسائر في الارواح والممتلكات في محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية ومعقل المذهب الزيدي ودولة الامامة الزيدية 898-1962، وهي احداث تقاطع فيها الدور الاميركي والدعم الإيراني للحوثي الابن الذي يجوب دول اوروبا لشرح القضية وابعادها، وقد خص quot;إيلافquot; بهذا الحوار عن آخر التطورات : *كيف أصبح الحال عليه بينكم وبين السلطة، مع استمرار إطلاق سراح المئات من أنصاركم من السجن؟ - بحمد الله حالة الحرب وإطلاق النار توقفت الآن تماما، وبدأ الناس يشعرون بالأمن، وأصبحنا نتفاءل بالخير بخاصة مع اطلاق سراح كثير من المعتقلين، ولاشك أن ذلك خطوة صحيحة ومطمئنة، نرجو الله أن يتممها بالخير، وان يوفق السائرين في هذا الاتجاه الى النجاح. -أعتقد أننا في صعدة من أقرب المواطنين الى الرئيس ، تركنا الحزبية وخرجنا من حزب الحق رغم الأذى الذي أنزلته السلطة بنا للتخلي عن الحزبية الا اننا وجهنا من يرغب في الحزبية إلى حزب المؤتمر فانضم إليه ألوف بفضل موقفنا، وتعلم أن حزب المؤتمر هو حزب الرئيس، وترى الآن أعضاء مجلس النواب عن صعدة كلهم من المؤتمر. وحينما ترشح الرئيس كانت عزلة جبل مران هي الوحيدة التي أقامت مهرجان quot;المرشح علي عبد الله صالحquot; وقدمت له أكثر من 6000 صوت، كما أننا لم نعمل ما يسوء الرئيس في يوم من الأيام ولا غيره، ولم يشعر أي أحد بقلق بسببنا على الإطلاق لأن من طبعنا احترام الناس. * ما مطالبكم بالتحديد وهل تغيرت مع ازدياد سقوط الضحايا من الجانبين؟ وهل نقطة الإنطلاق في الخلاف مذهبية أم سياسية؟ وسائل اعلامكم تصور أن السلطة تقوم باعتداءات وحشية ابسط ما يقال عنها انها لا تضع وزنا للحرمات واعراض الناس، بينما اعلام السلطة يقدم العكس؟ - مطالبنا ما كفله لنا ديننا الحنيف، والدستور والقوانين العادلة، وبقية الأشياء التي حدثت بسبب الحرب ستحل بالتفاهم. الا أنني أطالب السلطة بتعويض أولياء القتلى من العسكر تعويضا عادلاً، وإعالة عائلاتهم وأطفالهم دون تقتير حتى لا يشعروا بالنقص بسبب فقدان من كان يعيلهم، لأن السلطة استغلت فقرهم. أما النياشين وألقاب البطولة فالأولى ألا تعطى إلا لمن حمى الوطن من عدو خارجي، لأن قتل الأخ لأخيه ليس مفخرة لأحد من العقلاء، كما أرى للسلطة أن تتخلى عن سياسة التحريض ضد المواطنين، سواء في المعسكرات أو في المدارس أو في وسائل الإعلام. فهذه السياسة في رأيي هي المسؤولة عن الوحشية التي بدت في تعامل الجيش والأمن ومن معهم ضد أهلنا في صعدة ، وفي السجون، والتجاوزات المؤسفة. - لم نقدم الى اي وسيلة إعلامية دعوة الى اعادة نظام الإمامة ولم نسمّ أحدا بأمير المؤمنين مع ان ذلك ليس حراماً، غير ان ما تدعيه علينا ليس صحيحا، ونظام الإمامة تهمة ترهبنا بها السلطة وتبتز حقوقنا بسببها وتستولي على ممتلكاتنا، وتصادر حقوقنا السياسية والاجتماعية وتحرض ضدنا، حتى انك لا تجد لنا اي اطار يمثلنا لا اعلاميا ولا سياسيا، ولا اجتماعيا، ولا مدرسة ولا جامعة ولا جمعية، ولا مؤسسة خيرية او حتى تجارية. فكلما اتجهنا لنعمل شيئا من هذا القبيل خرجت علينا السلطة بعيون محمرة وجاحظة، تصيح فينا وفي الناس هؤلاء يريدون الإمامة، يريدون عودة بيت حميد الدين، حتى نضطر للتخلي عن اي مشروع . يا اخي هم يعلمون أننا لا نعمل لأجل بيت حميد الدين ولا أسد الدين، انما يصيحون في وجوهنا ليبتزوا حقوقنا. ثم ان الحكام منذ بداية الحكم الجمهوري هم ذلك الفصيل نفسه الذي حكم زمن بيت حميد الدين، فلم يغب سوى شخص الإمام وانما وضعوا العمائم الكبيرة وكشفواعن رؤوسهم. أما نحن فلم نشارك في حكم الإمام أصلا فليس من الانصاف ان تحملونا سلبيات الآخرين إن كانت كما تذكرون، مع اننا نشعر ان الحديث عن الملكيين ليس لأجلهم، انما يستخدم ذلك لترويج روح الكراهية، والعنصرية التي اصبحنا نعانيها في شكل واضح، حتى لقد رأيت بعد خروجي كتابات أوروبية تتحدث عن ذلك بصورة موسعة، ومعمقة، فمعنى الحديث عن الإمامة والملكية على طباق المثل: إياك أعني واسمعي ياجارة، يدل على ذلك ايضا سكوتهم عمن حكم البلاد من غير بيت حميد الدين، كالترك رغم ما سجله التأريخ عنهم من فظائع ارتكبوها بحق الشعب آنذاك، والاكراد، والصليحيين، وبني نجاح، وبني رسول مع ان الأسرتين الاخيرتين كانتا من العبيد المملوكين، وكذلك الزياديين والحواليين، واليعفريين، والسلاطين، وكم نحصي من الحكام. - كانت الوساطات تنطلق حاملة طلبا واحدا هو ان يسلم أخي حسين نفسه ودونما ضمانات للسلامة (قتل في 10 سبتمبر2004) ، وكنت واثقا بأن ذلك لن يتحقق ما دامت السلطة قد بدأت الحرب دون حجة، ودونما عامل واحد يدل على حسن نية السلطة، وكنت أقول للوسطاء ان أخذه الى صنعاء هي نفسها مهمة الجيش، وإنها حملة أكثر منها وساطة . كنت اريد حلا حقيقيا، فوعدوا بأن يطرحوا ويناقشوا ويتحدثوا بما ينهي الازمة، وكنت أجاريهم لقوة رغبتي في حل القضية، وكنا حينما نصل إلى المنطقة لا يتحقق من قبل الجيش البند الاول في الاتفاقات وهو وقف اطلاق النار بل كان يزداد استعارا. ومن صور الخداع أن بعض أعضاء لجنة الوساطة طلبوا من الجيش انزال كبار السن الى جبل مران في طائرة مروحية، فوافقوا، وارسلت اللجنة الى اخي حسين تخبره، لئلا يضرب الطائرة، فوافق ووجه بعدم اطلاق النار على المروحية، وفي الوقت المحدد لنزولنا، رأينا ثلاث طائرات مروحية تحوم على الجبل حيث قتلت المدافعين هناك وهم يلوحون لها بأيديهم مرحبين، وكنا نحن في حيدان. وعلم الجميع ان القصد من نزول تلك المجاميع الخدعة، حتى أن الوالد العلامة محمد المنصور مرض ونقل إلى المستشفى لشدة الانهيار النفسي، وعاد الجميع الى صنعاء، واسأل عن ذلك الاخ عبد الله سلام الحكيمي وغيره ممن كانوا موجودين. فتحي القطاع : صحافي يمني مقيم في كندا. |
- آخر تحديث :
التعليقات