لأول مرة منذ نحو نصف عقد ينشر مقالاً صحافياً:
أمير الرياض السعودية يختلف مع كاتب علناً

سلطان القحطاني من الرياض: لأول مرة منذ أكثر منذ نصف عقد يشاهد السعوديون حاكم منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز كاتباً عبر مقال نشرته صحيفة الوطن السعودية اليوم الأربعاء في صفحة الرأي الخاصة بها،وذلك رداً على مقال صحافي نشرته الصحيفة السعودية ذاتها عبر العمود النحيل لكاتبها صالح الشيحي قبل أيام تحدثعن زيارة وفد أطباء سعوديين إلى مسقط رأسهم معتبراً ذلك نوعاً من تكريس quot;الإقليمية والمناطقيةquot; في المملكة العربية السعودية وفق ما جاء في المقالة ذاتها. وفي جوف العمود الملوّن الذي يتصدر الصفحة الأولى من صفحات quot;الوطن السعوديةquot; الصادرة صباح يوم الأربعاء فوجئ السعوديون بوجود اسم الأمير القريب من الإعلام وأهله من ضمن كتاب عدد اليوم ، لتركض أصابعهم بسرعة إلى الصفحة 24 حيث تصدر مقال الأمير الصفحة بعنوان quot; الإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنهquot; دون أن يسبق اسمه المنشور في مربعٍ أيسر الصفحة لقب الإمارة كما هو معتاد خلال المناسبات الرسمية الأخرى.

الأمير سلمان بن عبد العزيز

وكتب الأمير سلمان معلقاً على مقالة الشيحي بعد نحو خمس سنوات من آخر مقالة كتبها ردا على صحافي أردني في الشرق الأوسط اللندنية:quot; في الحقيقة.. الغرابة ليست في تلك الخطوة التي قام بها الأطباء، الغرابة في أن يتم وصف الوفاء والعمل الإنساني الذي قام به هؤلاء الأطباء بتهمة تكريس المناطقية والإقليمية. كما أن الغرابة تكمن في التركيز على هذه النغمة الجديدة وهي نغمة (المناطقية والإقليمية) ليس في مقال الكاتب المشار إليه فحسب ، بل في مقالات ومواضيع سبق نشرها في صحيفتكم وهي محفوظة عندي في مكتبي، وأنتم تعلمون عن ذلك وهي أمور تكرس هذا المفهوم الخاطئ، ولسنا نعلم ما هو العيب في هذه الزيارة لهؤلاء الأطباء أو قيام محافظ الزلفي باستقبالهم فبدلاً من أن يتم شكر المحافظ على استقبالهم لما يقدمونه من عمل إنساني ينبع من وفائهم لمسقط رؤوسهم، يرى الكاتب أن يوجه له الانتقاد! هل يتوقع أن يقوم المحافظ بصد من يأتي للمنطقة للقيام بعمل خيريquot;.


ويقول الكاتب السعودي في صحيفة الوطن صالح الشيحي خلال حديث مقتضب مع quot;إيلافquot; تعليقاً على رد الأمير سلمان الذي نشرته الصحيفة ذاتها: quot;بغض النظر عن فحوى تعليق الأمير سلمان فإنني أقول بأني سعيد جداً كوني وجدت هذا التجاوب من قامة بحجم الأمير سلمان..كلنا يعرف من هو سلمان..كل المهتمين بشؤون الإعلام يعرفون من هو سلمانquot;.

ويمضي الأمير سلمان في مقاله السالف :quot;هل يؤاخذ محافظ الزلفي عندما يستقبل أهل الخير! نحن نعلم أن أي كاتب أو صحافي يرى ملاحظة أو قصوراً في أي منطقة من مناطق المملكة ويكتب عنها وعن احتياجاتها تتجاوب معه الجهات المعنية وتأخذ في الاعتبار ملاحظاته ونقده لهذه الأجهزة سواء كانت إيجابية أو سلبيةquot;.

ويضيف الأمير السعودي الذي يحكم الرياض منذ نحو نصف قرن:quot;الكاتب صالح الشيحي ينتقد في مقاله الإقليمية ويعيب على هؤلاء الأطباء زيارتهم لمحافظة الزلفي ثم يقول: لماذا لا يزورون مستشفى عرعر وحفر الباطن وطريف وسكاكا الجوف والقريات، هو هنا يؤكد الإقليمية التي يمقتها من خلال حديثه، وكان الأجدر به أن لا يحددها ولا يقصرها على مدن بعينها دون المدن الأخرى في المملكة إذا كان حقيقة ينتقد الإقليمية والمناطقيةquot;.

والأمير سلمان في نظر سعوديين كُثر يعتبر باني الرياض الحديث التي تتمدد بشكل مستمر وسط ازدهار اقتصادي لا مثيل له في سائر الرقعة الجغرافية السعودية،وهو بذلك يكون استطاع المواءمة بين النمط التقليدي للمدينة وساكنيها مع ركب الحداثة اقتصادياً ومعمارياً التي بدأت تبرز آثار واسعة للتقدم في المدن السعودية.

خطوة quot;حضاريةquot;

وقرأ معلقون خطوة الأمير سلمان عبر تعبيره عن الاختلاف مع وجهة نظر كاتب صحافي بأنها ذات بعد مهم في ما يتعلق بخطوات الإصلاح التي تنتهجها المملكة العربية السعودية بقيادة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز،إذ إنها quot;طريقة حضارية جداًquot; للتعبير عن تباين وجهات النظر بين أحد أركان الدولة وأحد كتابها رغم أن خلافات من هذا النوع يتم حلها بوسائل أخرى معروفة داخل الأنظمة القمعية في الوطن العربي.

ويُعرف عن أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز بأنه ذو صلة وثيقة بالإعلام وأهله منذ نعومة أظفاره،إذ قال إعلامي عربي بارز رأس تحرير صحيفتين عربيتين لـquot;إيلافquot; خلال حديثه معها في وقت سابق انه كان يشاهد الأمير اليافع في بيروت حينما كان شاباً وهو يتردد على صحيفة الحياة اللندنيةعندما كان يملكها كامل مروّة قبل انتقال ملكيتها للنجل الأكبر لولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلطان بعد ذلك بعدة سنوات.


وقال الأمير سلمان في مقاله:quot;مع هذا كله فهل عندما يقوم المواطن بعمل خيري لمسقط رأسه نمنعه من ذلك أو نصفه بالإقليمي والمناطقي؟ أم إن من باب أولى أن نشجعه على عمل الخير، هناك كثيرون في المملكة قاموا بأعمال خيرية وأنشأوا جمعيات خيرية في مدنهم وقراهم مسقط رؤوسهم وساهم فيها مواطنون من مناطق أخرى من المملكة، هؤلاء يسعون إلى عمل الخير وتجدهم من كل أبناء المملكة فبلادنا والحمد لله تزخر بمثل هؤلاء الرجال الأوفياء الذين يقومون بعمل إيجابي في جميع المدن والقرى السعودية، ولكن لهم لمسات وفاء متميزة في مدنهم أو قراهم التي ولدوا فيها وتربوا في أحضانها ويقومون بهذه الأعمال الخيرية من باب الوفاء ورد الجميل لمسقط رؤوسهم، هل في ذلك عيب؟! فالإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه، ثم إنه لم يمنع أي مواطن من خدمة مسقط رأسه في أي مكانquot;.

وكان أمير منطقة الرياض يملك حصة تجاوز النصف في أكبر إمبراطورية إعلامية في الوطن العربي تتمثل في الشركة السعودية للأبحاث والنشر التي تصدر نحو 4 صحف يومية إحداها ناطقة باللغة الإنجليزية،إضافة إلى عدد آخر من المطبوعات الأسبوعية والشهرية ذات الشأن بالسياسة والفنون والاقتصاد،في حين يُنتظر صدور خمس مطبوعات جديدة من الشركة التي تستأثر بنصيب كبير من كعكة السوق السعودية التي تعد الأكبر في الوطن العربي،إلى أن آل نصيبه للراحل الأمير أحمد بن سلمان ومن ثم الأمير فيصل الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث والنشر.

ويُعتبر الأمير سلمان الأب الروحي للإعلام العربي حيث يملك شبكة واسعة من الاتصالات في سائر أنحاء الوطن العربي خلال أكثر من نصف قرن أمضاها في الاقتراب أكثر فأكثر من ردهات الإعلام وصانعيه الذين quot;أعجبوا بسعة اطلاع الأمير السعودي وثبات رؤاه الثقافيةquot; وفق آراء العديد من المثقفين العرب.

وزاد الأمير في قوله خلال المقال المنشور الأربعاء:quot;في اعتقادي أن الكاتب لم يوفق في طرحه، ولم توفق الصحيفة في نشر هذا المقال الذي لا يهدف إلا للإثارة وتوجيه التهم للآخرين من غير وجه حق.إنني أتفهم لو أن الكاتب أثنى على هؤلاء الأطباء وزيارتهم لمسقط رؤوسهم وطلب من الآخرين أن يحذوا حذوهم، فهذا رأي حسن، ولكن أن يهاجمهم ويتهمهم بالإقليمية فهذا غير مقبول إطلاقاً من الكاتب ومن الصحيفة التي أجازت هذا المقالquot;.

وختم قائلاً:quot;وددت بهذا إيضاح ذلك ليس دفاعاً عن هؤلاء الأطباء الذين كان باستطاعتهم الرد على الكاتب الذي هاجمهم، ولكن إقحام اسم محافظ الزلفي في الموضوع جعلني أرى أن من واجبي إيضاح هذه الحقائق كون أي محافظ في المملكة من مهامه ومسؤولياته العمل على ما يخدم المحافظة من جميع النواحي بما فيها الشؤون الصحية وكان استقبال محافظ الزلفي لهؤلاء الأطباء جزءاً من مهامهquot;.

تعليق صحافي رداً على صحافي

ويقول الكاتب السعودي يحيى الأمير في تعليقه على الخلاف خلال حديث مع quot;إيلافquot; مساء اليوم الأربعاء:quot;أعجبني أولاً التعليق من قبل الأمير سلمان.إنه تعليق صحافي رداً على صحافي,من حق صالح أن يجتهد كونه صحافيا وليس جهة تنفيذية،ومن حق الأمير سلمان أن يختلف معه.ومن حقنا على الأمير أن يرينا دائماً الاختلاف بهذا الشكل...تطارح الخلاف من المنبر نفسهquot;.

ويضيف يحيى الذي يتحدث من لندن:quot;الذي اعتدنا عليه من إمارة منطقة الرياض أن تكون تعليقاتها على المواضيع عن طريق تعقيبات صحافية.لكن ما نشر اليوم (الأربعاء) هو مقال في الصحيفة نفسها.إنه رد الأمير سلمان هو شكل تواصلي جداً..ومدني جداً..ومطمئن جداً.أما في ما يتعلق بالموضوع فهما منطلقان من موقف واحد.هناك جانب من كلام صالح سليم حينما يكون التوجه للإقليم خلال تخصيص له كونه من الوطن،والأمير سلمان كلامه سليم في ما يتعلق بمسقط الرأس الذي هو ارتباط عاطفيquot;.

وكان الأمير سلمان في مقاله المنشور يوم الأربعاء عبر قسم الرأي في صحيفة الوطن السعودية قد ربط الولاء لمسقط الرأس بالولاء للوطن.

ويشير الكاتب السعودي يحيى الأمير إلى نقطة الالتقاء:quot;نقطة الالتقاء في تصوري هي الاتجاه لخدمة مسقط الرأس على شكل موقف وليس توجها.إذا كنا سنأخذ المسألة أن الأمثل لكل شخص أن يخدم مسقط رأسه لكان على كل أمراء المناطق السعودية أن يخدموا الرياض فقطquot;.ويضيف quot;إذا اعتقدنا أن الأجدى لكل إنسان أن يخدم مسقط رأسه فقط فهو أمر غير مجد وغير مفيد على مستوى التنظير الوطنيquot;.

المقالة المثيرة:quot;ألسنا سعوديين مثلهم ؟quot;

وقال الكاتب السعودي صالح الشيحي عبر عموده النحيل في الصفحة الأخيرة للوطن قبل أيام في مقالة بعنوان quot;ألسنا سعوديين مثلهم؟quot; :والله عيب هذا الذي يحدث..أناس متعلمون أكاديميون يفترض فيهم أن يعززوا من وحدة هذا البلد وينبذوا المناطقية، يفعلون العكس ويكرّسون هذه المناطقية بأبشع صورها؟..ثلاثة أيام متتالية والخبر على مكتبي وأنا غير مصدق..قرأت الخبر وأنا جالس.. قرأته وأنا واقف.. قرأته وأنا مضطجع.. قرأته وأنا أمشي..في كل مرة كنت أصل إلى النتيجة ذاتها: هناك من يكرّس المناطقية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتلاحم والوحدة ونبذ التفرقةquot;.

وكذلك يمضي قائلاً:quot;قول الخبر الغريب: (قام أكثر من 30 طبيباً من أبناء محافظة الزلفي بزيارة تطوعية لمستشفى الزلفي العام للاطلاع على الأجهزة والآليات الطبية والترتيبات اللازمة لبرنامج عيادة الطبيب الزائر للمستشفى). رئيس الوفد قال عن الزيارة إنها الزيارة الأولى، وتأتي لتلمس (احتياجات المستشفى الفنية والبشرية) ومن ثم ترتيب المواعيد لبرنامج (عيادة الطبيب الزائر) وسيكون هناك إعداد لـ(الاستشارات الطبية) للمرضى المنومين حسب الاختصاص و(إجراء الفحوصات) و(العمليات الجراحية) بالتنسيق والتعاون مع الأطباء المختصين في المستشفى كما سيساهم الزملاء مساهمة فعالة في (التعليم الطبي المستمر) للعاملين في المستشفىquot;.

سرب من الأسئلة كان يحوم فوق رأس الشيحة طوال 3 أيام: quot;نحن من الذي يزورنا؟ ألسنا سعوديين مثلهم؟ لماذا هذه التمايزات المناطقية؟لماذا لا يزورون مستشفى رفحاء، نحن ليس لدينا أطباء ؟ لماذا لا يزورون مستشفى عرعر.. حفر الباطن.. طريف.. سكاكا الجوف..القريات؟!ـ لمن يتركون الناس هنا؟ أينتظرون أن يزورهم وفد من الأطباء الأردنيين مثلاً ؟!ـ لاحظوا أنني لم أتساءل بأي صفة يزور هؤلاء مستشفى الزلفي؟ وبأي صفة يستقبلهم محافظ الزلفي ويضفي على الزيارة غطاء رسمياً، خصوصاً وأن في البلد جهة معنية بالصحة هي وزارة الصحة؟ ـ في الختام أقول لمن يهمه الأمر إن غض الطرف عن مثل هذه التصرفات اللامسؤولة سيفسح الطريق علانية لنشوء النزعة المناطقيةquot;.

المقالان المنشوران في صحيفة الوطن

الإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه
سلمان بن عبدالعزيز
إشارة إلى مقال الكاتب صالح الشيحي المنشور في صحيفتكم يوم الاثنين الموافق 13/2/1427هـ المعنون بـ(ألسنا سعوديين مثلكم) والذي أشار فيه إلى خبر تضمن قيام أكثر من 30 طبيباً من أبناء محافظة الزلفي بزيارة تطوعية لمستشفى الزلفي العام للاطلاع على الأجهزة والآليات الطبية وانتقاده لهذه الزيارة ولاستقبال محافظ الزلفي لهم. وقول الكاتب إن هناك من يكرِّس المناطقية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتلاحم والوحدة ونبذ التفرقة. ووصفه هؤلاء الأطباء بأنهم يكرسون المناطقية بأبشع صورها!


في الحقيقة.. الغرابة ليست في تلك الخطوة التي قام بها الأطباء، الغرابة في أن يتم وصف الوفاء والعمل الإنساني الذي قام به هؤلاء الأطباء بتهمة تكريس المناطقية والإقليمية. كما أن الغرابة تكمن في التركيز على هذه النغمة الجديدة وهي نغمة (المناطقية والإقليمية) ليس في مقال الكاتب المشار إليه فحسب، بل في مقالات ومواضيع سبق نشرها في صحيفتكم وهي محفوظة عندي في مكتبي، وأنتم تعلمون عن ذلك وهي أمور تكرس هذا المفهوم الخاطئ، ولسنا نعلم ما هو العيب في هذه الزيارة لهؤلاء الأطباء أو قيام محافظ الزلفي باستقبالهم فبدلاً من أن يتم شكر المحافظ على استقبالهم لما يقدمونه من عمل إنساني ينبع من وفائهم لمسقط رؤوسهم، يرى الكاتب أن يوجه له الانتقاد! هل يتوقع أن يقوم المحافظ بصد من يأتي للمنطقة للقيام بعمل خيري! هل يؤاخذ محافظ الزلفي عندما يستقبل أهل الخير! نحن نعلم أن أي كاتب أو صحافي يرى ملاحظة أو قصوراً في أي منطقة من مناطق المملكة ويكتب عنها وعن احتياجاتها تتجاوب معه الجهات المعنية وتأخذ في الاعتبار ملاحظاته ونقده لهذه الأجهزة سواء كانت إيجابية أو سلبية.

الكاتب صالح الشيحي ينتقد في مقاله الإقليمية ويعيب على هؤلاء الأطباء زيارتهم لمحافظة الزلفي ثم يقول: لماذا لا يزورون مستشفى عرعر وحفر الباطن وطريف وسكاكا الجوف والقريات، هو هنا يؤكد الإقليمية التي يمقتها من خلال حديثه، وكان الأجدر به أن لا يحددها ولا يقصرها على مدن بعينها دون المدن الأخرى في المملكة إذا كان حقيقة ينتقد الإقليمية والمناطقية.
ومع هذا كله فهل عندما يقوم المواطن بعمل خيري لمسقط رأسه نمنعه من ذلك أو نصفه بالإقليمي والمناطقي؟ أم إن من باب أولى أن نشجعه على عمل الخير، هناك كثيرون في المملكة قاموا بأعمال خيرية وأنشأوا جمعيات خيرية في مدنهم وقراهم مسقط رؤوسهم وساهم فيها مواطنون من مناطق أخرى من المملكة، هؤلاء يسعون لعمل الخير وتجدهم من كل أبناء المملكة فبلادنا والحمد لله تزخر بمثل هؤلاء الرجال الأوفياء الذين يقومون بعمل إيجابي في جميع المدن والقرى السعودية، ولكن لهم لمسات وفاء متميزة في مدنهم أو قراهم التي ولدوا فيها وتربوا في أحضانها ويقومون بهذه الأعمال الخيرية من باب الوفاء ورد الجميل لمسقط رؤوسهم، هل في ذلك عيب؟! فالإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه، ثم إنه لم يمنع أي مواطن من خدمة مسقط رأسه في أي مكان.

في اعتقادي أن الكاتب لم يوفق في طرحه، ولم توفق الصحيفة في نشر هذا المقال الذي لا يهدف إلا للإثارة وتوجيه التهم للآخرين من غير وجه حق. إنني أتفهم لو أن الكاتب أثنى على هؤلاء الأطباء وزيارتهم لمسقط رؤوسهم وطلب من الآخرين أن يحذوا حذوهم، فهذا رأي حسن، ولكن أن يهاجمهم ويتهمهم بالإقليمية فهذا غير مقبول إطلاقاً من الكاتب ومن الصحيفة التي أجازت هذا المقال. وددت بهذا إيضاح ذلك ليس دفاعاً عن هؤلاء الأطباء الذين كان باستطاعتهم الرد على الكاتب الذي هاجمهم، ولكن إقحام اسم محافظ الزلفي في الموضوع جعلني أرى أن من واجبي إيضاح هذه الحقائق كون أي محافظ في المملكة من مهامه ومسؤولياته العمل على ما يخدم المحافظة من جميع النواحي بما فيها الشؤون الصحية وكان استقبال محافظ الزلفي لهؤلاء الأطباء جزءاً من مهامه.

بعد هذا كله فإن ردي وإيضاحي لهذا الموضوع ليس دفاعاً عن أحد معين بل دفاع عن الوفاء والعمل الخيري الذي قام به هؤلاء الأطباء، ونسأل الله التوفيق للجميع.

* أمير منطقة الرياض
ألسنا سعوديين مثلهم ؟
صالح الشيحي
والله عيب هذا الذي يحدث..
أناس متعلمون أكاديميون يفترض فيهم أن يعززوا من وحدة هذا البلد وينبذوا المناطقية، يفعلون العكس ويكرّسون هذه المناطقية بأبشع صورها؟
ـ ثلاثة أيام متتالية والخبر على مكتبي وأنا غير مصدق..
ـ قرأت الخبر وأنا جالس.. قرأته وأنا واقف.. قرأته وأنا مضطجع.. قرأته وأنا أمشي..
في كل مرة كنت أصل للنتيجة ذاتها: هناك من يكرّس المناطقية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتلاحم والوحدة ونبذ التفرقة.
ـ يقول الخبر الغريب: (قام أكثر من 30 طبيباً من أبناء محافظة الزلفي بزيارة تطوعية لمستشفى الزلفي العام للاطلاع على الأجهزة والآليات الطبية والترتيبات اللازمة لبرنامج عيادة الطبيب الزائر للمستشفى).
ـ رئيس الوفد قال عن الزيارة إنها الزيارة الأولى، وتأتي لتلمس (احتياجات المستشفى الفنية والبشرية) ومن ثم ترتيب المواعيد لبرنامج (عيادة الطبيب الزائر) وسيكون هناك إعداد لـ(الاستشارات الطبية) للمرضى المنومين حسب الاختصاص و(إجراء الفحوصات) و(العمليات الجراحية) بالتنسيق والتعاون مع الأطباء المختصين في المستشفى كما سيساهم الزملاء مساهمة فعالة في (التعليم الطبي المستمر) للعاملين في المستشفى.
ـ سرب من الأسئلة كان يحوم فوق رأسي طوال 3 أيام: نحن من الذي يزورنا؟ ألسنا سعوديين مثلهم؟ لماذا هذه التمايزات المناطقية؟
لماذا لا يزورون مستشفى رفحاء، نحن ليس لدينا أطباء ؟ لماذا لا يزورون مستشفى عرعر.. حفر الباطن.. طريف.. سكاكا الجوف.. القريات؟!
ـ لمن يتركون الناس هنا؟ أينتظرون أن يزورهم وفد من الأطباء الأردنيين مثلاً ؟!
ـ لاحظوا أنني لم أتساءل بأي صفة يزور هؤلاء مستشفى الزلفي؟ وبأي صفة يستقبلهم محافظ الزلفي ويضفي على الزيارة غطاء رسمياً، خصوصاً وأن في البلد جهة معنية بالصحة هي وزارة الصحة؟
ـ في الختام أقول لمن يهمه الأمر إن غض الطرف عن مثل هذه التصرفات اللامسؤولة سيفسح الطريق علانية لنشوء النزعة المناطقية.