طالب في رسالة إلى القمة العربية بدعم المقاومة العراقية
صدام: غزو العراق مدخل لتقسيمه إلى 3 دويلات
أسامة مهدي من لندن: حذر الرئيس العراقي السابق صدام حسين الزعماء العرب المشاركين في القمة العربية التي تنعقد بالخرطوم بعد غد من مخطط لتقسيم الدول العربية وقال ان العراق يشكل الان انموذجاً حقيقياً لما ينتظر كل الاقطار العربية من خلال خطوات تتخذها الولايات المتحدة الاميركية لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات ودعاهم الى دعم المقاومة العراقية. وفي رسالة منسوبة الى الرئيس السابق اشار الى ان ما يجري في العراق حاليا ليس اعمالاً عفوية او ناتجة عن اخطاء ترتكبها اميركا كما قيل عن حل الجيش العراقي بل هي خطوات مترابطة ومتعاقبة هدفها النهائي عراقياً هو تقسيم العراق الى ثلاث دول: دولة كردية في شمال العراق ودولة سنية في الوسط ودولة شيعية في الجنوب من اجل تحقيق هدف نهائي عربياً هو ان تكون شرذمة وتفتيت العراق عامل تعجيل وحسم في شرذمة الاقطار العربية الاخرى، و القضاء على عوامل النهضة وتضميد الجروح. موضحا ان الرابطة الواضحة بين ما يجري في العراق وما يجري في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وما يهيأ له في مصر والسعودية والخليج العربي ودول المغرب العربي.
واضاف في الرسالة التي نشرها موقع البصرة على الانترنت المعروف بنشر رسائل صدام وكبار معاونيه السابقين ونشاطات حزب البعث المنحل ان الدستور العراقي وضع من قبل قوات الاحتلال ليصبح القابلة الرسمية التي تولد التقسيم حيث اعتمد المحاصصة الطائفية والعرقية واختار الفدرالية نظاماً لبلد لم يكن في تاريخه الا محكوماً بنظام مركزي بسيط .. كما قدم الاحتلال ملايين الدولارات لانشاء احزاب جديدة على اسس طائفية وعرقية وأنشأ اجهزة قمع على اسس طائفية وعرقية من اجل البدء بسفك الدماء على الهوية الطائفية والعرقية وصولاً لإجبار العراقيين على الدفاع عن النفس ومن ثم الوقوع في فخ التقسيم العرقي - الطائفي.
واكد انه في هذا الاطار تعمد الاحتلال، متعاوناً مع ايران، طارحاً قضية مفتعلة وغير صحيحة حول مظلومية فئات عراقية بسبب طائفتها او انتمائها الاثني وروج لإذكاء الفتن والنعرات الطائفية والعرقية عُرفت بما يسمى بالمقابر الجماعية في عملية تحريض صريح على نشوب حرب أهلية. وكانت قوات الاحتلال كلما فشلت خطةٌ لاشعال حرب اهلية لجأت الى اخرى أشد قوة حتى وصل الوضع الى حد تفجير قبة الامام الهادي (رضي الله عنه) في سامراء، وبدء حملة دموية للقتل على الهوية الطائفية والتهجير القسري على الهوية الطائفية ايضاً. كل ذلك لتبدأ صفحة الحرب الاهلية ومن ثم الدخول في تنفيذ مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دول وفق المخطط الصهيوني الاميركي.
وتحدث الرئيس السابق عن المقاومة العراقية فقال انها قلبت كافة المعطيات واجبرت اميركا على التأني اولاً ثم اعادة النظر ثانياً بخطتها الاصلية وهي البدء بالعراق ثم الانتقال لغزو الاخرين ولذلك فان المقاومة العراقية، ورغم ظروفها الصعبة جداً تمكنت من إيقاف قانون تعاقب عملية الغزو عراقياً وعربياً، وعطلت اقامة ديكتاتورية عالمية بقيادة اميركا مشددا على ان الحل التاريخي لانقاذ الامة العربية يتمثل في دعم المقاومة العراقية المسلحة مادياً وسياسياً واعلامياً والتوقف عن التآمر عليها من قبل البعض وتهرب البعض الاخر من دعمها لاسباب مختلفة .. وفيما يلي نص الرسالة :
أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء والأمراء العرب
نود ان نشير في مطلع الرسالة هذه الى اننا قررنا كتابتها لكم، رغم الخلافات العميقة معكم، وتباين المواقف والاتجاهات، إلا أن ما يجري ويحيط بالامة من (عملية كبرى) بدأت فصولها بالتكشف، عملية كبرى ولن نقول (مؤامرة) فما اكثر ما رددناهذه العبارة محذرين ومنذرين من المؤامرة الكبرى التي تصوغ فصولها الامبريالية والصهيونية منذ سنوات طويلة الا انه لا حياة لمن تنادي ، تجري امام العالم خصوصاً امام الشعب العربي، وفي الوقت الذي كان الشعب العربي في كل اقطار الامة يتابع بذهول وغضب مقموع خيوط هذه المؤامرة التي تنفذ في العراق وفلسطين أمام سمع وبصر العالم والامم المتحدة، كنتم في خندق اعداء الامة البعض منكم شارك في تنفيذ المؤامرة والبعض الآخر حتى وان كان لديه موقف متقاطع الا انه وجد نفسه مقيداً، فيما البعض الاخير لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.
وفي حين وقف الشعب العربي بجماهيره الواسعة والكادحة التي تلهث وراء رغيف الخبز وحبة الدواء والكتاب المدرسي.. وقفت هذه الجماهير مشدوهة لإفتقارها الى الوسائل المباشرة لايقاف التدمير والتقسيم والتذويب المبرمج للهوية العربية والاسلامية. لذلك اسمحوا لنا ان نستعرض اهم ما يجري فلعل الله يمكن القمة من تبني مواقف ليس لنا فيها طموح اكثر من ان تضمن حماية النفس والهوية والوطن من الحريق الذي يتسع يومياً ويلتهم الاخضر واليابس.
فالعراق مثلاً، والذي يشكل مشهده الان انموذجاً حقيقياً لما ينتظر كل الاقطار العربية، وبغض النظر عن طبيعة انظمتها السياسية، يتعرض لعملية تقسيم مخططة ومنظمة ليس منذ غزوه في عام 2003 بل قبل ذلك بزمن طويل، تجسدها خطوات الولايات المتحدة الاميركية المتعاقبة والمتصلة عضوياً، ببعضها البعض واولها غزوه عسكرياً تحت غطاء حجج واهية ثبت فيما بعد انها كاذبة، وان الادارة الاميركية لفقتها عمداً لتبرير الغزو، حيث كانت هذه الخطوة مدخلاً حتمياً لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات. هذه الحقيقة لم تعد موضع اجتهاد او خلاف، فمنذ اليوم الاول لاحتلال بغداد نفذت الولايات المتحدة خطة تدمير الدولة وحرق ونهب مؤسساتها والقضاء على كافة الخدمات العامة وحلت الجيش وقوى الامن الداخلي لضمان استشراء عمليات التدمير والنهب والحرق واللصوصية ووصولها الى النهاية المطلوبة : تحويل العراق الى غابة يحكمها قانون الغاب وتحت ضغط سيادة منطق العصابات والقتل والموت اليومي.
كان الاميركان والبريطانيون والصهاينة يتوقعون تفكك وتفسخ النسيج الاجتماعي و الروابط الاجتماعية وانهيار منظومة القيم السائدة، فيضطر كل انسان الى البحث عن خلاصه عبر حماية قوات الاحتلال. وجاء وضع الدستور من قبل قوات الاحتلال ليصبح القابلة الرسمية التي تولد التقسيم، فلقد اعتمد المحاصصة الطائفية والعرقية واختار الفدرالية نظاماً لبلد لم يكن في تاريخه الا محكوماً بنظام مركزي بسيط، وقدم ملايين الدولارات لانشاء احزاب جديدة على اسس طائفية وعرقية ، وأنشأ اجهزة قمع على اسس طائفية وعرقية من اجل البدء بسفك الدماء على الهوية الطائفية والعرقية وصولاً لإجبار العراقيين على الدفاع عن النفس ومن ثم الوقوع في فخ التقسيم العرقي - الطائفي.
وفي هذا الاطار تعمد الاحتلال، متعاوناً مع ايران، طارحاً قضية مفتعلة وغير صحيحة، حول مظلومية فئات عراقية بسبب طائفتها او انتمائها الاثني وروج لإذكاء الفتن والنعرات الطائفية والعرقية عُرفت بما يسمى بالمقابر الجماعية، في عملية تحريض صريح على نشوب حرب أهلية.
وهكذا وفي اجواء التغييب العمدي والمخطط لقوة الدولة الضابطة لامن الناس عاش العراقيون ثلاث سنوات من العذاب والحرب النفسية، وكانت قوات الاحتلال كلما فشلت خطةٌ لاشعال حرب اهلية لجأت الى اخرى أشد قوة، حتى وصل الوضع الى حد تفجير قبة الامام الهادي (رضي الله عنه) في سامراء، وبدء حملة دموية للقتل على الهوية الطائفية والتهجير القسري على الهوية الطائفية ايضاً. كل ذلك لتبدأ صفحة الحرب الاهلية ومن ثم الدخول في تنفيذ مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دول وفق المخطط الصهيوني الاميركي. وهذه الحقيقة اكدها الموقف الرسمي الاميركي الذي عبر عنه (دونالد رامسفيلد) وزير الحرب الاميركي الذي قال صراحة بان القوات الاميركية لن تتدخل اذا نشبت حرب اهلية !
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
اننا في ضوء ما تقدم نتساءل: ما السر الذي يجعل اميركا، وهي التي تحتل العراق وتتحمل مسؤولية الحفاظ على امنه وثرواته وحياة ابنائه طبقاً للقانون الدولي، ترفض القيام بواجبها الاساس، من هذا المنظور، في حماية شعب العراق ومنع الحرب الاهلية؟ وما السر في اصرار اميركا على تسليح وتدريب وحماية المرتزقة، خصوصاً فيلق بدر التابع لايران، وتسليمهم وزارتي الداخلية والدفاع واصدار الاوامر اليهم بالاشتراك في تنفيذ العمليات القذرة والاجرامية مثل تدمير مدن كاملة واغتيال عشرات العراقيين يومياً؟ وما السر في استمرار التحالف الاميركي - الايراني في العراق وتعاون الطرفين في ارتكاب المجازر وتدمير العراق رغم وجود خلافات معلنة بينهما؟ وما السر في استبعاد بقية مكونات شعب العراق عن القوات المسلحة وقوى الامن الجديدة؟ واخيراً وليس بآخر ما السر الذي يجعل اميركا تشكل جيشاً جديداً وقوى امن جديدة لكنها تسلحها باسلحة خفيفة بالدرجة الاولى وتأمرها بالقتل على الهوية الطائفية؟
إن هذه التساؤلات وغيرها لايمكن الاجابة عليها الا بالاعتراف بان اميركا قد خططت لتقسيم العراق، وان الخطوات التي اتخذتها من تدمير الدولة وحل الجيش وفرض قانون الغاب، ومنع تشكيل جيش قوي يستطيع فرض الامن، وبغض النظر عن الجهة التي تأمره، ما هي الا اعداد متدرج للتقسيم.
وتقسيم العراق ليس مجرد استنتاج او حالة نرى مقدماتها عل ارض الواقع العراقي اليوم فقط، بل هي ايضاً خطة معروفة تبنتها الحركة الصهيونية العالمية قبل إنشاء (الكيان الصهيوني ) وبعدها، وابرز الوثائق هي تلك التي كتبها (عوديد ينون) حينما كان مستشاراً (لمناحيم بيغن) رئيس وزراء (اسرائيل) في مطلع الثمانينيات، والتي حملت عنوان (استراتيجية اسرائيل في الثمانينيات)، وذكر فيها بان بقاء (اسرائيل) مرتبط بالنجاح في تقسيم الاقطار العربية كلها سواء في المشرق او المغرب العربيين، وان متطلبات نجاح خطة التقسيم هذه تحتم تعاون (اسرائيل) مع دول الجوار غير العربية، كتركيا وايران في اسيا واثيوبيا واوغندا وغيرهما في افريقيا، اضافة للركن الثاني لنجاح الخطة وهو دعم الاقليات الاثنية او الطائفية او الدينية في الوطن العربي وتشجيعها على الانفصال بكافة الطرق.
كما ان هناك جهات اميركية تساهم في تهيئة المناخ لصنع الاستراتيجيات والقرارات، دعت لتقسيم العراق، ولعل اوضحها هي تلك التي اعلنها الباحث الاميركي المؤثر (ليزلي غيلب)، والتي دعا فيها اميركا الى تقسيم العراق الى ثلاث دول، في تطابق كامل مع ما ذهب اليه المخطط الصهيوني.
اذن يا اصحاب الجلالة والسيادة والسمو، إن ما يجري في العراق، ليس اعمالاً عفوية او ناتجة عن اخطاء ترتكبها اميركا، كما قيل عن حل الجيش العراقي، بل هي خطوات مترابطة ومتعاقبة هدفها النهائي عراقياً، هو تقسيم العراق الى ثلاث دول : دولة كردية في شمال العراق ودولة سنية في الوسط، ودولة شيعية في الجنوب. وبحكم قانون التعاقب هذا الذي يحكم الخطة الاميركية - الصهيونية، فان الهدف النهائي عربياً، هو ان تكون شرذمة وتفتيت العراق عامل تعجيل وحسم في شرذمة الاقطار العربية الاخرى، و القضاء على عوامل النهضة وتضميد الجروح.
وفي ضوء قانون التعاقب هذا نرى الرابطة الواضحة بين مايجري في العراق، وما يجري في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان، وما يهيء له في مصر والسعودية والخليج العربي، ودول المغرب العربي. ففي فلسطين نرى بوضوح تام ان ضامني اتفاقيات السلطة الوطنية الفلسطينية مع (اسرائيل) يغيرون مواقفهم ويتواطؤون مع (اسرائيل) في الانقلاب على كل الاتفاقيات، والسعي الواضح لدى اوساط (اسرائيلية) نافذة، لتطبيق خطة (الوطن البديل) الشارونية، واخيراً وليس آخر نرى اميركا واوروبا تقفان خلف (اسرائيل) في رفض التعامل مع حماس رغم فوزها في الانتخابات ! فما المعنى البعيد الذي تنطوي عليه هذه السياسة؟ من الجلي تماماً ان المطلوب هو تخلص (اسرائيل) من عبء غزة الاقتصادي والسكاني، والتعامل الانتقائي مع الضفة الغربية، لاجل تحقيق هدفين : الاول حماية الطابع اليهودي لدولة (اسرائيل) والثاني هو التخلص من الفلسطينيين ومن اللاجئين في العالم عبر اقامة الوطن البديل في الاردن واسكان اربعة ملايين لاجىء فلسطيني في غرب العراق بعد تقسيم الاخير.
وفي السودان افتعلت مشكلة دارفور وصعدت لان المطلوب هو تقسيم السودان بفصل جنوبه وشرقه، والقضاء على عروبته. ان الاصرار الغربي على التدخل الدولي في دارفور لاتفسير له سوى ان الغرب يريد التخلص من السودان كقطر عربي عبر تقسيمه وافرقته تدريجياً. ولذلك نرى ان كل المرونة الزائدة عن الحد، التي عبرت عنها الحكومة السودانية لتلافي التقسيم والتدخل لم تنفع ولم تغير من السير في تنفيذ المخطط.
ومايجري في سوريا ولبنان مثال اخر على الاصرار الغربي الصهيوني على تفتيت الوطن العربي، فبالرغم من تعاون الحكومة السورية مع الولايات المتحدة الاميركية بخصوص العراق، الا ان هدف تغيير الوضع في سوريا مازال ثابتاً ويزداد اصرار الولايات المتحدة على ذلك، وتختلق القصص الكاذبة، كما فعلت مع العراق، لاجل السيطرة على سوريا. وكان اغتيال الحريري هو (الحجة الكبرى) للتآمر على سوريا وتحشيد تيارات لبنانية ضد سوريا هو جزء اساس من المؤامرة. كذلك فان الاصرار الاميركي الايراني على إبقاء فتنة الحوثي في اليمن مشتعلة هو مؤشر على ان اليمن يجب ان يتعرض لازمات خطيرة ومدمرة.
اصحاب الجلالة والسيادة والسمو
اذا كان هناك من يعتقد بأن بؤر التآمر تقتصر على ما ذكرنا فانه يقع في وهم قاتل، لان المؤامرة الكبرى تشمل كل الاقطار العربية بلا استثناء، فتقسيم العراق وسوريا ولبنان والسودان والغاء الاردن وإقامة الوطن البديل فيه سيعقبه اذا تحقق لا سمح الله الغاء السعودية بتقسيمها الى امارات واقامة كيانات منفصلة باسم البربر في المغرب العربي، وتقسيم مصر الى دولة قبطية واخرى نوبية وثالثة عربية، وإخلاء اغلب دول الخليج العربي من السكان وتحويلها الى منطقة استثمار بترولي وليس لها من سيادة الدولة الا الناحية الشكلية. ان من الخطأ ان لانرى الاهداف البعيدة والمتوسطة للحملات والضغوط الاميركية المستمرة ضد السعودية ومصر وغيرهما، تارة باسم الديمقراطية وتارة اخرى باسم الارهاب والاصلاحات السياسية وفق الاجندة الاميركية. كما تمت تهيئة المشهد الذي يجري في العراق منذ السبعينيات، فان ما سيجري للاقطار العربية التي تهاجم واشنطن الان، ماهو الا اعداد لعمل مستقبلي ضدها لا يختلف عما يجري في العراق الان.
ان الدليل الواضح على ان قانون تعاقب تنفيذ المخطط هو الموقف الاميركي من سوريا، فبالرغم من علاقة التعاون الوثيق التي نشأت بين سوريا واميركا خصوصاً منذ العدوان الثلاثيني على العراق، الذي اشتركت فيه سوريا، فان اميركا ابقت خطة السيطرة على سوريا واحتوائها حية ولكن مؤجلة للزمن المحدد لها، وهاهو هذا الزمن يأتي ونرى كيف ان سوريا التي عدت (جزء من التحالف الدولي ضد العراق وخرجت بما اسموه دول اعلان دمشق وضد الارهاب) تتحول الى هدف امريكي جديد. واخيراً لابد من التذكير بان ما نشر في الاعلام الاميركي وما يطرح في الكونغرس الاميركي من مشاريع وخطط ضد مصر والسعودية وغيرهما ليس سوى اعداد متدرج لعمل عدواني مستقبلي قادم يستهدفهما لا محالة.
اصحاب الجلالة والسيادة والسمو
لقد استعرضنا في خطابنا هذا الوضع العربي كما هو والذي لايغيب عن اذهانكم و يراه كل من يريد ان يعرف الحقيقة وما سيجري في المستقبل القريب والبعيد.. غير ان من المفيد هنا ان نركز على قدراتنا وامكاناتنا العديدة والمتنوعة وتوظفها في مواجهة التحدي التاريخي الذي تواجهه امتنا العربية والإسلامية، لنخرج بتصور واضح متسائلين هل يستسلم العرب لمن يخطط لدمارهم شعباً وانظمة؟ ام يقاومون؟ وهل المقاومة ممكنة في ظل التفوق الاميركي - الصهيوني؟ ان الجواب العملي بعيداً عن العاطفة والنظريات والمبالغات هو مايجري في العرق. فالعراق ورغم كل ما لحق به من دمار منذ فرضت ايران عليه الحرب عام 1980، وما اعقب ذلك من عدوان ثلاثيني عام 1991 وفرض الحصار ثم الغزو عام 2003، رغم ذلك نجح في تمريغ انف اميركا في الوحل بل ان مخطط ضرب سوريا ومصر والسعودية وغيرها كان يمكن له ان ينفذ بعد غزو العراق لو ان المقاومة العراقية لم تظهر لتقلب كافة الخطط والمعادلات وكلنا يذكر كيف ان (ريتشارد بيرل)، احد اهم قادة (المحافظون الجدد) في امريكا الذين وضعوا ونفذوا خطة غزو العراق، قال بعد غزو العراق مباشرة ساخراً ومحقراً العرب والعالم باننا لن نحتاج لارسال جيوشنا لتحرير سوريا وغيرها، فما يرونه في العراق كاف لجعلهم ينهارون.
لقد قلبت المقاومة العراقية المسلحة كافة المعطيات واجبرت اميركا على التأني اولاً ثم اعادة النظر ثانياً بخطتها الاصلية، وهي البدء بالعراق ثم الانتقال لغزو الاخرين، من هنا فان المقاومة العراقية، ورغم ظروفها الصعبة جداً، تمكنت من إيقاف قانون تعاقب عملية الغزو عراقياً وعربياً، وعطلت اقامة ديكتاتورية عالمية بقيادة امريكا. لذلك فان الحل التاريخي لانقاذ الامة العربية يتمثل في دعم المقاومة العراقية المسلحة مادياً وسياسياً واعلامياً، والتوقف عن التآمر عليها من قبل البعض، وتهرب البعض الاخر من دعمها لاسباب مختلفة.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
لقد نجحت المقاومة المسلحة في احباط كافة مخططات اثارة الفتن والحرب الاهلية، لانها تمثل كافة مكونات العراق، من جهة، كما انها عقدت العزم على رفض تقديم أي جائزة لامريكا من جهة ثانية. وبفضل هذه الحقيقة سيشهد العام الرابع لغزو العراق تراجعاً امريكياً واضحاً وتغليب الدعوة للانسحاب من العراق، مع ما يقترن بذلك من ابتعاد امريكا وترددها من تنفيذ مخططاتها الاخرى في الاقطار العربية الاخرى، من هنا فان المطلوب من القمة العربية الحالية هو اتخاذ قرار شجاع بدعم المقاومة العرقية بصفتها السد الذي يصد موجات التآمر الامريكية الصهيونية والايرانية، ويحفظ للاقطار العربية وحدتها وعروبتها وسيادتها.
إن دعم المقاومة ليس بالضرورة علنياً، لاننا نعرف ظروف الانظمة العربية وطبيعتها، بل المقصودهو عدم مساعدة امريكا ضد المقاومة من خلال دعم (مبادرات) او (مشاريع) تطرح لحل مشكلة العراق تقوم بمجملها على تسليم العراق للامم المتحدة، وليس للمقاومة المسلحة. ان أي دعم تقدمه القمة لأي مبادرة او مشروع حل لمشكلة غزو العراق لايقوم على الاعتراف بأن المقاومة المسلحة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي، سيكون خدمة مباشرة للاحتلال، واسهام مباشر ايضاً في تشجيعه على العودة لمخططاته الاصلية ضد الاقطار العربية الاخرى.
ان اعترافكم الرسمي او الفعلي، بالمقاومة المسلحة يقود تلقائياً الى رفضكم لأي حل يتجاهل المنهاج الستراتيجي والسياسي للمقاومة العراقية الذي يقوم على تحرير العراق عبر الكفاح المسلح واقامة حكومة وطنية إئتلافية بقيادة المقاومة وليس التكنوقراط او غيرهم. ولكي لايحصل التباس ينبغي ان نوضح امراً مهماً وهو ان دعم المقاومة لايعني بأي حال من الاحوال توريط الحكومات العربية في مشاكل مع امريكا، بل هناك طرقاً عديدة لتجنب ذلك، والامر الحاسم والمهم في هذا الصدد هو ان تتجنب القمة العربية دعم أي مشروع او خطة تعترف بما ترتب وتترتب على الاحتلال من نتائج، وبالاخص التعامل مع الحكومة العميلة في العراق وكأنها تمثل العراق، وقبول مشاريع للحل ترفضها المقاومة المسلحة لانها تسمح للاحتلال بالبقاء واستعادة عافيته.
اصحاب الجلالة والسيادة والسمو
.. ان مصيركم كحكام، ومصير الاقطار العربية يتوقف على ما يجري في العراق، فقد جمَّدت انتصارات المقاومة العراقية خطط امريكا ضدكم شخصياً وضد اقطاركم وان النجاح الامريكي في العراق يعني حتماً ويقود حتماً الى زلزلت عروشكم ومراكزكم وكراسيكم كحكام، والى تقسيم اقطاركم، وحلول اللعنة علينا وعليكم جميعاً لذلك ننصحكم مخلصين صادقين ان لاتدعموا في العراق من لايستطيع الامساك به والسيطرة عليه وهم اشخاص مهما كانوا يفتقرون للقدرة والخبرة بل يجب عليكم ان تراهنوا على الاسود الذين أذلوا اميركا، وفي نفوسهم تعلو كلمة الله وحماية الامة العربية على أي اعتبار، بما في ذلك خلافاتهم معكم.
ان قمتكم يمكن ان تكون طريق خلاصكم كما يمكن ان تفضي الى قبوركم، والخيار لكم، وان كنا ننصحكم ونتمنى ان تختاروا حماية انفسكم وعوائلكم وجماهير الامة واقطاركم بفتح قلوبكم لاسود العراق المقاتلين واسنادهم في المواجهة التاريخية التي تعتبر مصيرية بالنسبة للعرب جميعاً. ان انتصار العراق على الاحتلال سيؤدي حتماً الى انهيار الترتيبات الصهيونية في فلسطين والى تحرير سوريا ولبنان والسعودية ومصر من التهديدات الاميركية، والى ايقاف تنفيذ مخطط تقسيم المغرب العربي الى عرب وبربر، لذلك فان قمتكم وهي ترى الصورة بكامل تفاصيلها مسؤولة امام الله والامة العربية والاسلامية والتاريخ عما ستتخذه من قرارات.
وفقكم الله وسدد على طريق التحرير والوحدة والخير خطاكم
رفيقكم: صدام حسين المجيد
رئيس جمهورية العراق .
التعليقات