بعد أن كانت محجاً للكثير من السياسيين المطاردين والمنفيين:
الإمارات تبلغ لاجئين عرب عن تخفيض مخصصاتهم

سيف الصانع من دبي: أبلغت السلطات الإماراتية قبل عدة أيام لاجئين سياسيين عرب على أرضها أنها اتخذت عدداً من الإجراءات لتخفيض مخصصاتهم والأمور الإضافية التي يحصلون عليها من قبل حكومة أبو ظبي، في خطوة تعتبر نهاية لمرحلة كانت الإمارات فيها محجاً لكثير من السياسيين العرب، إما بسبب المطاردة من قبل أنظمة سياسية كانوا جزءاً منها، أو لرغبتهم الإقامة في الدولة الخليجية التي اشتهرت بكريم ضيافتها. ولم تعرف نوعية الإجراءات الجديدة التي اتخذتها حكومة الإمارات في ظل تولي الشيخ خليفة زمام الحكم خلفاً لأبيه الراحل الشيخ زايد بن نهيان، عدا عن ما توفر لـquot;إيلافquot; من مصادر وثيقة الإطلاع أن ذلك التخفيض شمل مخصصات الحراسة الشخصية والمخصصات المالية الأخرى للسياسيين اللاجئين إلى أبو ظبي وشقيقاتها.

الشيخ خليفة وأفراد العائلة الحاكمة يصلون على روح
الراحل الشيخ زايد في عيد الفطر العام الماضي ا ف ب
وفي الغالب لا يمارس السياسيون اللاجئون نشاطا معارضا لحكومات بلادهم انطلاقا من الإمارات، غير أنهم يمارسون ظهورا في الحياة العامة عبر الحرص على التواجد الشخصي في مجالس الشيوخ في أبو ظبي، وخصوصاً مجلس الشيخ زايد بن سلطان باني الإمارات الحديثة الذي كان حريصاً على التواصل معهم.

وتمتد خريطة اللاجئين السياسيين في أبو ظبي على معظم بلدان العالم العربي، كان أشهرهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه الذي أمضى كثر من عقد في ضيافة كريمة من قبل الشيخ زايد، وهناك الذي يليه في الأهمية بناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة وهي تتخذ من دبي مقرا لها هربا من الملاحقة القانونية، وكذلك يدرس أولادها فيها، ويتخذ الرئيس ناصر علي محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية التي ابتلعتها صنعاء في حرب دامية ، بعد أن هرب من بلاده إثر انقلاب دموي.

ويعد عدنان الباجه جي من أوائل السياسيين في العالم الذين ذهبوا إلى الإمارات، لكنه اكتسب جنسيتها، وعمل مستشارا لدى حاكمها الشيخ زايد بن نهيان حتى عاد إلى العراق بعد زوال النظام العراقي السابق، وما زال حتى اللحظة متنقلاً بين العراق والإمارات، مثله مثل الشيخ احمد الكبيسي النجم الديني التلفزيوني الذي اتخذ من الإمارات مقراً له بعدما كان واحداً من الشخصيات السنية النافذة في العراق.

أما آخر العنقود العراقي فهو الشهير جدا في حرب العراق الأخيرة وزير الإعلام العراقي السابق محمد الصحاف الذي ظل لآخر دقائق الغزو الأميركي قبل نحو عامين موقناً بانتصار بلاده رغم أنه من بعد نحو ساعة من آخر تصريح له شوهدت القوات الأميركية تدخل ساحة الفردوس وتُسقط أول تماثيل الرئيس المخلوع صدام حسين.

وانضم إليه لاجئاً سياسياً الوزير العراقي شكري صالح، ومن تونس يتواجد هناك محمد الصمودي الوزير التونسي المثير في عهد الرئيس عبدالحبيب بورقيبه ، ومن جارته ليبيا يوجد آخر رئيس وزراء ليبي في العهد الملكي السيد عبد الحميد البكوش، وهي قائمة قد تتقلص في مستقبل الأيام على خلفية تقليص المخصصات وقص أجنحة أي إغراء لإمكانية احتضان الإمارات للاجئين جدد.