الخطة الإسرائيلية هجوم بكثافة وسرعة وشراسة
كلا... للأسف المعركة الأساسية لم تبدأ بعد
إيلي الحاج من بيروت: جائزة لمن يحزر ما الذي سيفعله الجيش الإسرائيلي حقاً في الساعات والأيام المقبلة وأي طرق سيسلك. ومن ينسى قول رئيس
كلا لم تبدأ المعركة الأساسية للأسف بعد ، ولا نزال في المقدمات. فعند الساعة الأولى فجر اليوم انتهت جلسة الحكومة الاسرائيلية الأمنية المصغرة الى قرار بتوسيع العمليات العسكرية وإعطاء الجيش الضوء الأخضر كي يطلق هجوما بريا واسعا في الأراضي اللبنانية وصفته مصادر في الحكومة والجيش الإسرائيليين بأنه quot; أكثر من توغل وأقل من اجتياحquot;. كما ذكرت معلومات متقاطعة أن حكومةايهود أولمرت أعطت الجيش مهلة عشرة أيام أو أكثر قليلاً لإنهاء الهجوم بعمق جغرافي متحرك بين خمسة كيلومترات حدًا أدنى وصولا الى ملامسة مجرى الليطاني في بعض النقاط حداً أقصى. إلا أن ثمة محللين تحدثوا عن احتمال وصول quot;الاجتياح المصغرquot; إلى شتورة ونهر الأولي.
ويمكن تلخيص الهدف العسكري للعملية البرية بأنهquot; الهجوم بكثافة وسرعة و شراسةquot; على جنوب لبنان للقيام بعملية quot;تنظيفquot; عامة وتصفية منظومة صواريخ quot;حزب اللهquot; قبل ان تتسلم القوات الدولية الجديدة المنطقة. أما الهدف السياسي فهو تحقيق انجاز ميداني ملموس يتيح الانتقال الى التفاوض السياسي الجدي . تفاوض سيتمحورعلى بندين، أولهما بت مصيرسلاح quot;حزب اللهquot; وثانيهما تحديد طبيعة القوات الدولية الجديدة المزمع نشرها ومهماتها . ومن دون التوصل إلى تحقيق هذا الهدف سيصعب من وجهة النظر الإسرائيلية إعلان وقف للنار بمضمون سياسي، وبالتالي خروج مجلس الأمن بقرارات حاسمة في الأسبوع الجاري.
ويعني قرار إسرائيل دخول عمق الأراضي اللبنانية مجدداَ ترسخ اقتناع لدى الرأي العام ومراكز القرار فيها بأن القصف الجوي والبحري ومن وراء الحدود لا يمكن ان يغيّر في الوضع الميداني القائم ، وان الانجاز العسكري المرئي والملموس الذي يؤدي الى كسر quot;حزب اللهquot; وصورته لا يمكن ان يتحقق الا من خلال عمليات برية واسعة. كما أنه من دون تغيير في الواقع العسكري وانجاز ميداني لن تؤدي عملية التفاوض السياسي واقتراحات التسوية الدبلوماسية إلى أي نتيجة ثابتة. بل ستقتصر في النهاية على quot;إهداءquot; quot;حزب اللهquot; انتصاراً يتمثل في وقف للنار من دون إدخال تغيير على الوضع الحدودي بما يمكنه من العودة لاحقاً بعد استيعاب ما حلّ به وبطائفته وبلبنان إلى ما كان قبل 12 تموز(يوليو).
وغني عن القول من وجهة النظر نفسها أن عدم إنزال الهزيمة بquot;حزب اللهquot; يعني انتصاره. في حين أن الجيش الاسرائيلي سيُعتبر مهزوما في أي نتيجة للحرب لا يكون انتصاره فيها جلياً لا يتحمل اللبس.
الدمار ايضا وايضا |
ومنذ أيام أخذت القيادة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية ترى أن العملية البرية الواسعة باتت ضرورية لتحطيم آلة quot;حزب الله quot; العسكرية وشل قدراتها، ولإقامة قاعدة يمكن الاستناد اليها في المفاوضات السياسية غير المباشرة مع لبنان الرسمي وتمهد في الوقت نفسه لوصول القوات الدولية الجديدة. كما تلاقي في الوقت نفسه مشروع القرار الأميركي الذي سيقدم الى مجلس الأمن على أساس أنه يتضمن حلا جذرياً للمشكلة وهدوءاً دائماًعلى الحدود. وهو مشروع لا ينسجم في روحيته مع الخطة التي يطرحها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، ويحسم في بنوده مسألة إرسال قوات تدخل دولية ومقاتلة في شكل عاجل إلى لبنان، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب حتى الحدود، ونزع سلاح quot;حزب الله quot; وفرض حظر دولي على إرسال السلاح إليه، وحتى المال ربما.
والسؤال الرئيس الذي يجب أن يقلق المنطقة والعالم وسط هذه المعمعة المفتوحة: ماذا سيكون عليه رد فعل النظام في سورية الذي استنفر جيشه، خصوصاً إذا عبر الجيش الإسرائيلي أمامه بقعة السلطان يعقوب الضيقة التي ينفتح بعدها سهل البقاع الواسع؟ هل يتفرج هذا النظام على حليفه وورقته الأساسية في لبنان quot;حزب اللهquot; يذبح أمام ناظريه؟ وماذا إذا وصل الجيش الإسرائيلي إلى شتورة التي تنفتح بعدها الطريق إلى دمشق؟
التعليقات