توقع حرب باردة سعودية ايرانية فوق الانقاض
سباق دولي لاعادة اعمار لبنان.. ولكن


فادي عاكوم من المنامة


هجوم جديد سيشهده لبنان في المرحلة المقبلة، لكن هذه المرة هجوم من نوع اخر غير الذي هيمن خلال شهر مضى، الهجوم سيكون للتسابق على الفوز بعقود اعادة الاعمار وتهيئة البنى التحتية، وقد ابدت العديد من الدول عن رغبتها بالمساهمة، كان اولها دول الخليج والدول الاوروبية حيث اعلنت السويد عن قرار حكومتها عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان في 31اغسطس/ آب الجاري ويتوقع ان تشارك فيه 60حكومة ومنظمة عالمية والذي سيخصص ldquo;لدعم لبنان على المستويات الاقتصادية والانسانيةquot; وينتظر ان يشهد مشاركة دولية واسعة، علما ان الصندوق المخصص لاعادة الاعمار جمع حتى الان حوالي المليار دولار من تقديمات كل من السعودية والكويت والامارات .

لكن السؤال الاهم هو هل ستغامر الدول والشركات العالمية باموالها من دون ضمانات جدية لعدم تكرار ما حدث؟وما ستكون هذه الضمانات مع احتفاظ الحزباويين بسلاحهم؟ خاصة وانه كما يبدو ان خيار تسليم السلاح الى الجيش اللبناني غير وارد في المرحلة الراهنة على الاقل .

واتى اعلان السيد نصرالله عن التعويض على العائلات التي فقدت بيوتها وأضاف ان فرقا من حزب الله ستبدأ اعتبارا من اليوم الثلاثاء في اصلاح المنازل التي تضررت جراء الضربات الاسرائيلية و ان الحزب سيدفع ايجار عام وتكلفة أثاث لمالكي نحو 15 ألف منزل دمرت تماما.

لكن وعلى الرغم من هذا الاعلان افصحت بعض المصادر عن تخوف لدى حزب الله على مصير وعود أمينه العام نصر الله بتدفق الاموال الايرانية على لبنان لتعويض المتضررين المخروبة بيوتهم والمقطوعة ارزاقهم والمقتول ابناؤهم، وتضيف هذه المصادر ان هذه الوعود لا يبدو انها ستتحقق خصوصا وان لبنان يحتاج الى ثلاثة بلايين دولار على الاقل للتعويض على ما أحدثته مغامرة حزب الله فيه من اضرار، وايران التي تعاني اساسا من مشاكل مالية داخلية ليس في مقدورها ان تدفع هذا المبلغ .

وبعد ان اعتبر الحزباويون انفسهم منتصرين ومازالوا منتشرين في مناطق وجودهم الاساسية خاصة الضاحية الجنوبية او المربع الامني، اذ ظهروا منذ اليوم الاول لوقف اطلاق النار و بكثافة و لعبوا الدور الذي من المفترض ان تلعبه القوى الشرعية اللبنانية، فهل سيسمحون لاي من الشركات العالمية الدخول واعمار منازل الاهالي الذين اصبحوا بلا ماوى ام سيفرضون شروطا، مع وجود فرق خاصة تابعة لمؤسسة جهاد البناء الايرانية في لبنان، ومن المتوقع و بشكل اكيد ان تشهد الساحة جدلا بين الحزباويين وشركة سوليدير باعتبارها اكبر الشركات اللبنانية العقارية او بمعنى اوضح بينهم وبين تيار الحريري ومن الاكيد ستكون حجة الحزب الدواعي الامنية في مخططات اعادة الاعمار، كما حصل سابقا خلال السنوات الماضية حيث لم يكن للدولة اللبنانية وجود نهائيا داخل المربع الامني، حيث ستتحول هذه المناكفات الى صراع بين السعودية وايران للدخول الى لبنان مجددا من البوابة العريضة اي الاعمار .

26 الف عائلة ستكون ضحية هذه التجاذبات،26 الف مسكن مهدم هي التقديرات الاولية حيث ستفوق كلفة اعادة اعمارها 3 مليارات دولار على اقل تقدير اذا ما تم احتساب كلفة البناء والمفروشات هذا ما عدا الابنية. وعن أوضاع الجسور أكد وزير النقل اللبناني محمد الصفدي quot;أن هناك 80 جسرا مهدما تقريبا، وأننا في الوزارة وضعنا خطة كاملة لكل الجسور والطرق، وأولوية العمل ستكون للمعابر الطارئة لتأمين عبور مؤقت لكل المناطق اللبنانية، وذلك عبر طرق وتحويلات مستحدثة للعبور وإعادة صيانة وتأهيل وتوسيع بعض الطرق الفرعية، كما ان الوزارة وضعت كل امكانياتها لإعادة ربط لبنان ببعضه من الجنوب الى البقاع الى الشمال وعلى كل الطرق الرئيسية لتمكن المواطن من التحرك بسرعة وايصال المواد الغذائية والطبية. وأوضح في حديث إلى إذاعة quot;صوت لبنانquot;، أن سلسلة اجتماعات ستعقد للبحث في إعادة وصل المناطق بعضها ببعض، ولفت إلى أن quot;اللمسات الأخيرة لتأهيل مدارج مطار رفيق الحريري الدولي انتهت امس مبدئيا، إلا أن الأساس هو تطبيق وقف إطلاق النار وفي خلال 72 ساعة يفتح المطار موقتا، وهناك مدرج رئيسي يلزمه حوالي شهرين ونصف الشهر ليصبح صالحا مع أن في استطاعته استقبال طائرات ركاب وشحن بعد 72 ساعة من التيقن من وقف النارquot;.