الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لquot;ايلافquot;:
علاقتنا مع سوريا مرتبطة بتسليمنا رموز الارهاب

علي الدباغ
أسامة مهدي من لندن: قال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتورعلي الدباغ ان الرئيس السوري بشار الاسد يطلق تصريحات تؤلم العراقيين واشار الى ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لن يزور سوريا مالم تتعاون مع العراق امنيا وتسلمه جميع رموز القتل ممن يمولون الإرهاب ويدعمونه ويقودونه واضاف ان هناك تغييراً وزاريا محدودا سيشمل وزارتين قريبا وعبرعن الامل في ان تبادر بعض الكيانات السياسية الى تغيير بعض وزرائها حتى لايستفحل الأمر وتنشأ عُقد ومشاكل بسبب سوء الأداء وقال quot;ان لدينا من المشاكل مايكفيquot;.

واضاف الدباغ في حديث مع quot;ايلافquot; من مكتبه في بغداد اليوم ان حل المليشيات المسلحة سيتم عبر توافق وحلول سياسية تتزامن مع مشروع المصالحة واشار الى ان قضيتها مرتبطة بالوضع الإقليمي وبعلاقاتها مع دول وأجهزة مخابرات . وعن المجموعات المسلحة التي ابدت استعدادها للانخراط في المصالحة اوضح ان هناك مجموعات تعمل في السر وتحت الأرض وفي الظلام وهناك مسميات مختلفة لها ولا توجد أدلة عن حجمها وتأثيرها السياسي والعسكري . واشار الى عدم وجد أي مانع للحديث مباشرة مع المعارضين والمسلحين الذين يختلفون في الرأي مع الحكومة وأحيانا بل وغالبا ما يترجموا هذا الاختلاف بعمليات عسكرية يسمونها مقاومة.

وعن شروط القوى الراغبة في المصالحة بتأجيل فيدرالية الوسط والجنوب لسنوات عدة اوضح الناطق باسم الحكومة العراقية ان الاختلاف الآن هو ليس بين تطبيق الفيدرالية أو عدمه وانما هو في التفاصيل والتوقيت وحجم الفيدرالية وحدودها . واشار الى ان ذلك هو خيار سكان تلك المناطق على أن لايؤثر هذا الخيار على الآخرين أو يخل بالتوازن السياسي في البلد. وقال ان القوى السياسية الداعية لفيدرالية الوسط والجنوب من حقها أن تعبر عن رأيها وتسعى لتحقيق ذلك الرأي ومن حق الآخرين الاعتراض عليها ضمن العملية الديمقراطية وبدون استعمال العنف أو التهديد بمقاطعة العملية السياسية.

واضاف ان هناك تغييراً وزاريا محدودا سيشمل وزارتين قريبا أحداهما هي وزارة النقل وعبر عن الامل في ان تبادر بعض الكيانات السياسية الى تغيير بعض وزرائها حتى لايستفحل الأمر وتنشأ عُقد ومشاكل بسبب سوء الأداء فلدينا من المشاكل مايكفي .

وحول الزيارة المرتقبة للامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى بغداد هذا الاسبوع اوضح الدباغ ان الحكومة العراقية تأمل من المنظمة الدولية أن تلعب دوراً اكبر في إقناع دول الإتحاد الأوروبي والدول المترددة في تقديم الدعم المالي والسياسي للعراق للخروج من هذا الأزمة الراهنة والحكومة .. كما تتطلع الى مساهمة أكبر في إعمار العراق وتقليل التكاليف الإدارية المصاحبة للمشاريع .. وفيما يلي نص اسئلة quot;ايلافquot; واجوبة الناطق باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ عليها :

ايلاف :
كثر الحديث عن المجموعات المسلحة التي استجابت لمبادرة المصالحة الوطنية .. فمن هذه المجموعات وما عددها وماهو حجم تأثيرها على الساحة السياسية والعسكرية .. ومتى ستبدأ الحكومة محادثات مباشرة معها ؟

الدباغ :
المجموعات المسلحة هي مجموعات تعمل في السر وتحت الأرض وفي الظلام وهناك مسميات مختلفة لها ولا توجد أدلة لدي هذه الجماعات عن حجمها وتأثيرها ولا توجد أيضا لدينا أدلة عن حجمها وتأثيرها السياسي والعسكري، هناك شورى المجاهدين التي ينضوي تحتها مجموعات بعثية ومجموعات ترتبط بالقاعدة وتنظيماتها وهناك كتائب ثورة العشرين وهناك أسماء ومسميات أخرى بعضها وهمي، الحكومة لاتتحدث مع التكفيريين الذين يُنضرون دينيا للقتل وتكفير الآخرين خصوصا من المجموعات التي تستقدمها القاعدة للعراق من خلال الدول الأخرى ولا تتحدث مع الصداميين الذين يريدون إغراق العراق في بحردم والاقتتال لأنهم خسروا السلطة وعدا ذلك فلا يوجد أي مانع للحديث مباشرة مع العراقيين المعارضين والمسلحين الذين يختلفون في الرأي مع الحكومة وأحيانا بل وغالبا ما يترجموا هذا الاختلاف بعمليات عسكرية يسمونها مقاومة.

ايلاف :
تشهد عدة محافظات جنوبية صدامات دامية سببها مليشيات مسلحة فما هي خطوات الحكومة لنزع اسلحتها ؟ وهل هي قادرة على ذلك خاصة وان الحديث عن ذلك قد طال .. فهل من خطة او خطوات ستتخذ .. كيف ومتى ؟

الدباغ :
هناك فوضى سلاح في العراق خلقتها الظروف التي صاحبت سقوط النظام ونمت مجموعات منفلتة تحت عناوين المليشيات وحتى داخل المليشيات فان هناك عدم انضباط في بعض الأضلع وهناك التزام من قادة المليشيات أمام القوات الوطنية بالتعامل مع عدم الانضباط هذا بالقانون وفرض سلطة الدولة ولكن الحديث عن حل المليشيات يجب أن يٌقرأ أولا بأنه دمج للمليشيات في الحياة المدنية العراقية وثانيا بان هناك مشروع طموح للمصالحة الوطنية يقوده رئيس الوزراء يتم بموجبه نزع سلاح ميليشيات غير معلنة تسبب تدهوراً خطيراً في الوضع الأمني وتخلق كامل المبررات للميليشيات المعلنة لتمسكها بسلاحها تحت عنوان حماية المواطن، الموضوع الأساسي هنا هو توافق وحلول سياسية تتزامن مع مشروع المصالحة، علما بأن موضوع الميليشيات مرتبط أيضا بالوضع الإقليمي وارتباطات هذه القوى بدول وأجهزة مخابرات.

ايلاف :
من بين شروط القوى الراغبة في المصالحة تأجيل فيدرالية الوسط والجنوب لسنوات عدة .. فكيف تنظرون لهذه المسألة وسط اصرار قوى سياسية شيعية على اعلان هذه الفيدرالية في وقت قريب ؟

الدباغ :
قبل كل شئ فان الفيدرالية هي خيار إستراتيجي وواقعي للعراق وتم تثبيتها في الدستور وان وجود إقليم كردستان عزز هذه الفكرة في بلد متعدد الأعراق مثل العراق الذي لاتحكمه إلا معادلة عادلة للحكم مقبولة من كل المكونات بعد عقود من الظلم والاستئثار بالسلطة وتهميش الآخرين وهذا النظام الفيدرالي هدفه تصميم نظام لتوزيع السلطة وعدم تركيزها بيد مجموعة محددة بل مشاركة أوسع وعدالة ونظام إداري اثبت في دول عديدة جدواه.
الاختلاف الآن هو ليس بين الفيدرالية أو لا فيدرالية، بل هو في التفاصيل والتوقيت وحجم الفيدرالية وحدودها وبالنهاية هو خيار سكان تلك المناطق بطريقة ديمقراطية على أن لايؤثر ذلك الخيار على الآخرين أو يخل بالتوازن السياسي في البلد. القوى السياسية الداعية لفيدرالية الوسط والجنوب من حقها أن تعبر عن رأيها وتسعى لتحقيق ذلك الرأي ومن حق الآخرين الاعتراض ضمن العملية الديمقراطية وبدون استعمال العنف أو التهديد بمقاطعة العملية السياسية.

المشروع التي تنوي بعض القوى السياسية تقديمه للبرلمان هو مشروع قرار حسب الدستور وضمن آلياته اما إعلان أو تأسيس فيدرالية فان ذلك يرتبط بتفاهم سياسي ويأتي ضمن مشروع المصالحة الوطنية، أعتقد ان الممانعة للفيدرالية يجب أن يتم ترشيدها بطريقة ديمقراطية والتفاهم على كل آلياتها للحفاظ على العراق موحداً ونزع أي إحتمالات بتشظي البلد.

ايلاف :
يتردد الحديث عن تعديل وزاري محدود سيجريه رئيس الوزراء على حكومته ..فما هي الوزارات التي سيشملها التعديل .. وما هي اسباب هذا التعديل بعد مائة يوم من تشكيل الحكومة ؟

الدباغ :
لابد من مراجعة الأداء الحكومي وقدرة بعض الوزراء وكفائتهم وهذا حق لايجب الإختلاف عليه أو تغطيته، لكن الحكومة الحالية هي حكومة مؤتلفة من قوى سياسية جاءت بهؤلاء الوزراء وبالتالي فان هناك مسؤولية كبرى على هذه الكيانات ان تقدر وتعرف بان الناخبين سيحاسبونها من خلال أداء هؤلاء الوزراء ولهذا يتطلب ان تبادر هذه الكيانات بتبديل بعض الوزراء للأكفأ والأحسن ومن حق رئيس الوزراء ان يُخضع المتقدمين لمعايير الكفاءة والقدرة الإدارية، وعموماً فان هناك تغييراً محدودا في وزارتين حالياً أحداهما هي وزارة النقل ونأمل ان تبادر بعض الكيانات في تغيير بعض وزرائها حتى لايستفحل الأمر وتنشأ عُقد ومشاكل بسبب سوء الأداء فلدينا من المشاكل مايكفي.

ايلاف :
اعلن اكثر من مسؤول عراقي في اوقات مختلفة عن قرب استئناف العلاقات مع سوريا او زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لبغداد لكن شيئا من ذلك لم يتحقق لحد الان فما هو سبب ذلك وهل ان الولايات المتحدة تقف مانعة لذلك كما تشير بعض المعلومات ؟ ومتى سيزور المالكي سوريا وهل هناك مطالب عراقية من سوريا لتنفيذ هذه الزيارة ؟

الدباغ :
كان مقرراً أن يزور السيد وليد المعلم العراق خلال مؤتمر المصالحة في شهر تموز (يوليو) الماضي ضمن الوفود العربية الداعمة لمشروع الجامعة العربية ولم تتم الزيارة بسبب تأجيل المؤتمر، نحن بالتأكيد في الحكومة نرحب بزيارة الأشقاء والأصدقاء وسيجدون كل الود والتقدير لأننا بحاجة لدعمهم السياسي، لكن العلاقة مع سوريا هي حب من طرف واحد، فنحن نحب سوريا وشعبها ورئيسها المرحوم حافظ الأسد لمواقفه مع شعبنا أيام محنته ومن الوفاء أن نتذكر كل ذلك، لكن الآن سوريا لا اتبادلنا هذا الحب بل تأتي الينا عبر سوريا مجموعات سوداء تقتل شعبنا ويتم تهريب السلاح للإرهابيين عبر سوريا ويصول ويجول في سوريا أعداء شعبنا ممن يمولون الإرهاب ويدعمونه ويقودونه وقد قلنا ذلك لهم مرارا وتكراراً ولدينا الأدلة والبراهين على ذلك، لكننا نتصرف بحكمة وتعقل ولانريد ان نسلط ضغوطا اضافية على نظام الرئيس بشار الأسد الذي يمر بأزمة في علاقاته الدولية ويطلق أحيانا تصريحات تؤلمنا في العراق عن عمليات الذبح والقتل اليومي لشعبنا. نحن نريد علاقات وثيقة مع سوريا على أن تتعاون معنا امنيا وتسلم لنا كل رموز القتل والإرهاب وان تمتنع عن دعمهم تحت عناوين المقاومة، وعند ذلك سيجد السوريون اننا سنكون الحصن المانع لأي خطر يتهدد شعب سوريا ولن نكون مقرا أو ممرا لأي قوات ضد سوريا فدماؤنا اختلطت بدماء السوريين عبر كل حقب التأريخ.
نحن نريد علاقة وثيقة مع كل الدول الإقليمية وايران بضمنها وليس للولايات المتحدة اثر في منع هذا التوجه فنحن نتصرف بناءا على مصلحة شعبنا وليس هناك نية لزيارة السيد رئيس الوزراء قبل أن تستكمل فصول حل هذه الملفات مع سوريا الشقيقة.

ايلاف :
يزور الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بغداد خلال ايام .. فما الذي تأمله الحكومة العراقية من هذه الزيارة وماهي الموضوعات التي سيبحثها المسؤولون العراقيون معه ؟

الدباغ :
تامل الحكومة العراقة أن تلعب الأمم المتحدة دوراً اكبر في إقناع دول الإتحاد الأوروبي والدول المترددة في تقديم الدعم المالي والسياسي للخروج من هذا الأزمة الراهنة والحكومة تقدر كثيراً الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة وسفيرها السيد اشرف قاضي والمنظمات العاملة المرتبطة بها ونأمل بمساهمة أكبر في إعمار العراق وتقليل التكاليف الإدارية المصاحبة للمشاريع.