استقبله أمير الكويت ورئيس مجلس الأمة
العمير: الملك عبدالله حريص على استقرار المنطقة

صباح الأحمد مستقبلا عثمان العمير وفارس السلمان. إيلاف
إيلاف من الكويت: أكد ناشر quot;إيلافquot; ورئيس تحريرها ورئيس مجموعة ماروك سوار الصحافية عثمان العمير على حرص العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أمن واستقرار المنطقة التي تحاول إيران التفرد والهيمنة عليها وبالتالي جرها الى نزاعات طائفية، لافتا إلى أن طهران تنتهج سياسة تحريضية عوضا من التركيز على شؤون مواطنيها الذين يعيش ما نسبته 60% منهم تحت خط الفقر. وكان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد استقبل أمس الأحد في الكويت عثمان العمير. وفي وقت لاحق، استقبل رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ناشر إيلاف، وتطرق الجانبان إلى القضايا المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

حرص سعودي على أمن المنطقة
وأكد العمير خلال محاضرة ألقاها في الديوانبحضور العميد السابق لكلية العلوم الاجتماعية والسياسي البارز د. علي الطراح،أن الحديث الذي أدلى به الملك عبدالله لصحيفة quot;السياسةquot; الكويتية يعكس حرصاً على استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها من المحاولات الإيرانية المكشوفة الهادفة الى التفرد والهيمنة على المنطقة، وبالتالي جرها إلى اتون الحروب والنزاعات. وأضاف إن الملك عبدالله أكد في كلمته أنه لن يسمح بأن تجر المنطقة الى فضاءات لا تحمد عقباها وهو إحساس عميق بالمسؤولية، لافتا الى أن المملكة تراعي دائما أمن ومصلحة المسلمين في مختلف الأمكنة.

التدخلات الإيرانية في العراق ولبنان
وأعرب العمير عن خشيته من أن تؤدي السياسة التي تنتهجها إيران في المنطقة - ان استمرت على هذا النحو من التصعيد - إلى نتائج لن تكون في مصلحة المنطقة وشعوبها، مشيرا إلى ما يدور الآن على الساحة اللبنانية والعراقية من نزاعات لا يمكن تبرئة إيران منها، بل هي السبب الرئيس في الأحداث الدامية في العراق، وتحاول على الدوام وبشكل كبير ان تسيطر على لبنان وهو امر لا يمكن تقبله تحت اي ظرف.

التسلح النووي الإيراني
وقال العمير إن إيران لا تتجه في الوقت الحالي إلى التنمية الإقتصادية أو السياسية او الاجتماعية لإنقاذ ما نسبته 60% من شعبها يعيشون تحت خط الفقر، بل تتجه الى التسلح على حساب ذلك الشعب الذي يعاني مشكلات عدة لسنا في صدد التطرق إليها وليست خافية على احد. وحذر العمير من خطورة السباق إلى التسلح في منطقة الخليج العربي، والذي ستشمل خطورته المنطقة برمتها.

جاسم الخرافي مستقبلا العمير والسلمان. إيلاف

وفي ما يتعلق بالمساعي الإيرانية لامتلاك قنبلة نووية، لفت العمير quot;القنبلة الذرية لم تستخدم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حينما ضرب الاميركيون منطقتي هيروشيما وناكازاكي لان هناك سياسة ردع بين الدولquot;، مؤكدا ان السلاح النووي بات يقتصر على الردع النووي، مشيرا إلى أنه على إيران التنبه إلى أن الدول لا يمكن ان تترك لها حرية التعامل بالسلاح النووي لزعزعة أمن المنطقة.

وانتقد العمير الإعلان الإيراني - الذي يتردد بين فترة وأخرى - والقائل إن خامنئي ولي أمر المسلمين، لافتا إلى ان هذا الإعلان يثير حفيظة المسلمين والمنطقة برمتها.

الدعم الإيراني للمعارضة اللبنانية
وحول لبنان، أشار ناشر quot;إيلافquot; إلى ان إيران لا تريد استقرارا لهذا البلد، بدليل دعمها المتواصل للمعارضة اللبنانية الهادفة الى إسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي وصفها بأنها تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي اللبناني.

واعتبر العمير ان الحكومة اللبنانية تعكس quot;موزاييك المجتمع اللبنانيquot; بمختلف طوائفه، وبالتالي فهي تحظى بدعم المملكة العربية السعودية كونها حكومة معتدلة وتضم ممثلين عن مختلف الطوائف.

ومع ذلك، يضيف العمير، أبقت المملكة جميع الأبواب مشرعة للحوار والتباحث من اجل استقرار لبنان وحفظ أمنه، ودخلت في حوارات مع quot;حزب اللهquot; خشية أن يقال إن السعودية تقف فقط مع الطائفة السنية في لبنان.

واعتبر العمير ان شيعة لبنان مختطفون من قبل quot;حزب اللهquot; لانهم لا يعبرون عن حرياتهم، متسائلا: كيف يمكن الاستهانة بشريحة كبيرة من السنة وكيف لرئيس مجلس النواب اللبناني (نبيه بري) ان يقفل أبواب البرلمان ويضع المفتاح في جيبه؟ وكيف لرئيس جمهورية غير دستوري أن يطالب الحكومة الدستورية التي انتخبها الشعب بأن تستقيل ليكون فيها الثلث هو المسيطر على الدولة؟ لافتا الى ان هذا الامر غير مقبول لا من الامم المتحدة ولا من الدول العربية والاجنبية.

وقال العمير إن السعودية ذات تاريخ اسلامي طويل ولها عمق ديني في المنطقة ومواقف لاتتأثر بالعاطفة أو تنحاز إلى جهة دون أخرى بل تنحاز إلى المسلمين دون التفرقة بين مذاهبهم، وهو الامر الذي شدد عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

واستغرب السياسة التي تنتهجها إيران من حيث تكليف أجهزتها في مختلف الدول بعمليات تشيع لأهداف سياسية فقط، لافتا إلى انه لم يسبق ان تحول الشيعي الى سني او العكس، ما يعني ان الناس تعيش بمحبة وسلام من دون المساس بعقائدها او تسييس ما تعتقده.

وقال العمير: هناك نحو 15 مليون انسان في ايران يمثلون طوائف مختلفة وعلى إيران احترام الأقليات وفقا للقوانين العالمية التي تنادي باحترام حقوق الانسان، معربا عن تخوفه من الدعم الإيراني للصراعات مع الدول الأخرى، الأمر الذي يؤدي الى فقدان الاستقرار في المنطقة.

الطراح: رغبة إيرانية لتصدير الثورة
وعقب الطراح على كلمة العمير مؤكداأن لدى إيران رغبة في التوسع وتصدير الثورة وهو امر واضح وعاصرناه منذ سنوات وهو ما يعرض المنطقة لعدم الاستقرار. وأشار الطراح الى الدور المشهود به الذي تلعبه المملكة العربية السعودية من حيث سياسةالاعتدال التي نريدها نحن كشعوب في هذه المنطقة.

واعتبر الطراح أن تهميش دور المعتدلين في المنطقة ليس في مصلحة الولايات المتحدة الاميركية والغرب، محذرا من الدخول في نزاعات طائفية قد تجر المنطقة الى صراعات طويلة تستهلك كل شيء، مطالبا العقلاء بالتصدي الى كل محاولة تهدف الى جر المنطقة الى صراع مذهبي بغيض.