توقعات باستمرار نظيف وأخرى ترشح رشيد والعقدة
شائعات رائجة في مصر حول تعديل وزاري وشيك


نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء من الترقب، لا يخلو من مسحة quot;تفكير بالتمنيquot;... وبعد أن اختتم مؤتمر الحزب الوطني (الحاكم) في مصر أعماله أخيرًا، تروج في الشارع السياسي المصري هذه الأيام تكهنات وشائعات بقرب إجراء تغيير وزاري. وتفاوتت التقديرات حول هذا التعديل المزمع بين فريقين : أحدهما يعتقد أن التغيير سيكون موسعًا، وآخر يرجح أنه سيكون محدودًا يقتصر على بعض الوزراء الذين شابت أداءهم أزمات أو قصور، كما تحدث مراقبون آخرون عن استحداث حقيبة وزارية جديدة تتولى الإشراف على المشروع النووي المدني الذي تعتزم الحكومة المصرية الإقدام على تنفيذه، كما أعلن الرئيس مبارك. غير أن أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري، نفى تلك الشائعات التي جرى تداولها على نحو واسع في أوساط صحافية يوم الثلاثاء، وتحدثت عن إجراء تعديل وزاري محدود، طال حاتم الجبلي وزير الصحة، وقال نظيف إن الجبلي في مهمة رسمية في واشنطنrlm; .

وتواترت التكهنات في مصر عن إمكانية استبعاد عدد من الوزراء في مقدمتهم وزير العدل ممدوح مرعي الذي ارتبط اسمه بالصدام مع القضاة منذ توليه منصبه ووزير، ووزير النقل والمواصلات محمد منصور، ووزير الثقافة فاروق حسني (المرشح لرئاسة منظمة اليونسكو)، إضافة لوزير الري محمود أبوزيد، ووزير البيئة ماجد جورج بعد أن عادت أزمة quot;السحابة السوداءquot; التي تغطي سماء القاهرة والمحافظات القريبة منها، ووزير التضامن الاجتماعي علي المصيلحي، نظرا لإثارة أزمة الخبز التي تخضع لإشراف وزارته بين حين وآخر، ووزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي التي شهدت مدة ولايتها أكبر وأوسع إضرابات واحتجاجات عمالية، إضافة إلى وزيري التربية والتعليم يسرى الجمل، والتعليم العالي هاني هلال، على خلفية ما يوصف بالتخبط في مناهج التعليم وسياساته طيلة الأعوام المنصرمة .

نظيف وجمال
وخلال الفترة الماضية، راجت شائعات حول إجراء تغيير وزاري موسع في حكومة أحمد نظيف، ذهب بعضهم إلى حد التوقع بأن يطال معظم وزرائها، بمن فيهم رئيس الحكومة شخصيًا، وربطت هذا الأمر بالتسريبات التي تحدثت عن وجود خلافات في الرؤى حول بعض القضايا بين أحمد نظيف، وأمانة السياسات في الحزب الحاكم التي يرأسها نجل الرئيس المصري جمال مبارك، وقالوا إن أمانة السياسات ترغب في تصعيد أحد أعضائها البارزين ليرأس التشكيل الحكومي الجديد.
كما ذهبت أيضًا تكهنات أخرى إلى إمكانية ترشيح وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد لتشكيل الحكومة الجديدة، نظرًا لكونه موضع ثقة من جانب جمال مبارك، فضلاً عن إشادة الرئيس الأميركي جورج بوش به في تصريح شهير .
وأشارت توقعات فريق من المراقبين للشأن الداخلي في مصر إلى رئيس البنك المركزي فاروق العقدة قد يكلف بتشكيل الحكومة، وكان لافتًا أن عدة صحف حكومية وجهت انتقادات حادة لنظيف، ظنًا من القائمين عليها بقرب انتهاء ولايته، غير أن تلك الحملة توقفت، بعد إشارة تلقاها نظيف من الرئيس مبارك، وكان لافتًا أيضًا أن الصحف الحكومية التي هاجمت نظيف تراجعت عن حملتها وبادرت إلى الإشادة بنظيف وحكومته مجدداً .
غير أنه مقابل تلك التكهنات فقد علمت (إيلاف) من مصادر حسنة الاطلاع في القاهرة، أن أحمد نظيف مرشح للاستمرار في موقعه رئيساً للوزراء، وبالتالي سيجري تكليفه باجراء أي تشكيل وزاري قد يعن للقيادة السياسية، وأنه في هذه الحالة سيكون تغييرًا محدودًا سيشمل عددًا من وزراء المجموعة الخدمية ولن يكون بينهم أي وزير سيادي (الدفاع ـ الداخلية ـ الداخلية)، كما أنه سيكون التشكيل الوزاري الثالث لنظيف حال استمراره بالفعل .
ويبقى في النهاية القول إن قراءة مضمون تلك التوقعات والتكهنات تشير إلى حقيقة فادها أن المحرك الأكثر فعالية في أي تغيير وزاري محتمل، هو أمانة السياسات بالحزب الوطني (الحاكم)، التي يرأسها جمال مبارك، كما كان لافتًا أيضًا أن هناك انقسامًا واضحًا في الآراء بين المراقبين، بشأن وضعية وزير الإعلام أنس الفقي، إذ يرى مراقبون أن التكهنات التي تحدثت عن تكليفه بشؤون ديوان رئاسة الجمهورية، محل رجل الرئاسة الحديدي زكريا عزمي، هي مجرد quot;ترهاتquot; لا تصمد أمام أي منطق يتفهم جيداً طبيعة البيئة السياسية المصرية وطريقة تفكير القيادة .