الناطق الرسمي لمؤتمر تدويل جرائم الأنفال لـ quot;إيلافquot;:
الدفع لإجراءات دولية تمنع تكرار عمليات الإبادة الجماعية
أسامة مهدي من لندن: قال المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي من أجل تدويل عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي الذي يعقد في أربيل سردار عبد الله، إن ممثلين عن منظمات عالمية إنسانية ومختصين وأكاديميين وسياسيين يدرسونالنتائج السياسية والنفسية والجغرافية لهذه الجرائم من أجل الخروج برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته في عدم تكرار هذه المآسي ضد شعوب أخرى. وأضاف عبد الله في تصريح لـ quot;إيلافquot; من عاصمة إقليم كردستان، أن المؤتمر الذي يعقد في السادس والعشرين من الشهر الحالي لمدة ثلاثة أيام سيحمل عنوان quot;نحو تدويل جرائم الإبادة ضد الشعب الكرديquot; بهدف منح جرائم الأنفال بعدًا عالميًا، وتعريف المجتمع الدولي بجميع أبعادها ونتائجها على أنها جرائم إبادة جماعية، وتوثيق هذه الجرائم التي إرتكبت ضد الشعب الكردي وتعويض ذوي ضحاياها، إضافة إلى السعي للحصول على دعم دولي ومساندة من المنظمات الدولية لشعب كردستان وتعريف الأنفال كعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي إرتكبت ضد هذا الشعب وتوثيق فصولها. وقال إن المؤتمر يهدف أيضًا إلى نقل رسالة حية للعالم والمجتمع الدولي مفادها أن الشعب الكردي في العراق تعرض أواخر ثمانينات القرن الماضي لحملة تطهيرعرقي وإبادة جماعية شرسة لم يهتم العالم بأبعادها، وإن الوقت قد حان الآن لإظهار الأبعاد المأسوية لهذه القضية الإنسانية، والإقرار بأن الشعب الكردي قد تعرض لحملة استهدفت محوه من الوجود وبالتالي وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته القانونية والاخلاقية تجاه شعب كردستان والعمل للحيلولة دون تكرار تلك الفاجعة الانسانية الرهيبة في مكان وضد شعب اخر من العالم مستقبلاً.
الاثار القانونية والنفسية والانسانية للانفال
وعن الكيفية التي سيتم بها تدويل قضية جرائم الإبادة للاكراد، أشار الى ان هذا ما سيبحثه المؤتمر بالتفصيل بأمل الخروج بحلول واجراءات تخدم هذه القضية التي هي بالدرجة الاولى قضية الانسانية جمعاء. واضاف ان اعمال المؤتمر ستتمحور حول موضوعات الابادة الجماعية ضد شعب كردستان من المنظور القانوني والنتائح الإجتماعية والنفسية الناجمة عنها والأبعاد الإقتصادية والبشرية لهذه الجرائم اضافة الى آليات وأدوات تنفيذ جرائم الابادة في كردستان وارتكابها ضد شعوب اخرى ومستقبل هذه الشعوب التي تعرضت لويلاتها. وردًا على سؤال حول البحوث والدراسات التي سيناقشها المؤتمر، اشار المتحدث باسمه ان مجموعة من البحوث واوراق العمل بلغات عديدة قد وصلت الى اللجنة التحضيرية سيتم مناقشتها خلال المؤتمر وهي تتعلق برؤى منظمات حقوق الانسان والباحثين المختصين باثار عمليات الابادة الجماعية ونتائجها على مختلف الاصعدة . وقال ان افلاما وثائقية ستعرض على المشاركين ومنها افلام اعدت من قبل اجانب مختصين معروفين .
وحول الدول والمؤسسات والشخصيات التي ستشارك في اعمال المؤتمرمن داخل العراق وخارجه اوضح سردار عبد الله انه لم توجه دعوات لدول بعينها غير ان المشاركين في اعماله سيكونون سفراء العديد من الدول الممثلة في العراق وومثلين عن منظمات حقوق الانسان والمنظمات والمراكز البحثية المختصة في مجال جرائم الابادة الجماعية وشخصيات اكاديمية تشارك في بحوث حول جرائم الابادة اضافة الى وشخصيات برلمانية من جميع انحاء العالم من عراقيين وعرب واجانب . واوضح ان ذوي الضحايا سيحضرون المؤتمر وستكون لهم كلمتهم الخاصة بهم التي سيدلون بها خلال اعمال المؤتمر. وقال ان رئيس وزراء اقليم كردستان هو الذي سيرعى المؤتمر باشراف لجنة تحضيرية تشكلت من قبل رئيس الحكومة وتضم وزيري الشهداء وحقوق الانسان، إضافة الى عدد من الناشطين المستقلين في مجال عمليات الانفال في الداخل والخارج. واشار سردار عبد الله في الختام الى ان مؤتمرًا دوليًا مماثلاً اوسع سينظم في العاصمة البلجيكية بروكسل في نيسان (ابريل) المقبل موضحًا ان اتصالات تجرى على مستوى رفيع لضمان انعقاده في مقر البرلمان الاوروبي .
مراسم دفن رفات 371 كرديًا من ضحايا الانفال
وعلى الصعيد نفسه، نظمت وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة كردستان أمس الاثنين، في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي مراسيم خاصة لدفن رفات 371 مواطنًا كرديًا من ضحايا عمليات الأنفال للابادة الجماعية، حيث دعا رئيس الاقليم مسعود بارزاني الى الاهتمام بذوي الضحايا وملاحقة الشركات التي امدت النظام السابق بالاسلحة الكيمياوية . وشدد بارزاني في كلمة له على ضرورة اهتمام الحكومة العراقية الاهتمام بذوي ضحايا الأنفال وعوائلهم، ودعا الى ملاحقة الشركات التي أمدت النظام اسابق بالسلاح الكيماوي. وقال ان العرب الذين دانوا الأنفال ووقفوا داعمين للشعب الكردي هم إخوتنا وليس الشوفينيين الذين يريدون العودة إلى الوراء، ويقفون ضد المطالب المشروعة لشعب كردستان. وحذر قائلا quot; الى الان توجد أطراف عربية إن سنحت لها الفرصة ستكرر عمليات الأنفال والقتل الجماعي التي ارتكبت بحق الشعب الكردي، كما لو أن ما جرى يعد بالنسبة إليهم قليلاً في حق الكردquot; . واشار الى ان هذه الاطراف تتمنى أن يؤنفل الكرد مرة أخرى quot;لكن حلمهم هذا قد ولى زمانه ولا يمكن لأي طرف و لا لأي أحد أن يعيد هذه الجريمة في حق شعبنا حيث ان بعضا منهم نراهم يساومون على منجزات شعب كردستان ليعرف هؤلاء اننا لا نقبل بهذه المساومة وانما نطالب بما تبقى من حقوقنا quot;. وقال ان بعضًا من الذين ارتكبوا الجرائم بحق الكرد قد لقوا عقوبتهم وأتمنى أن ينال الباقون أيضًا عقوباتهم وذلك لا يمكن لاي ظالم ان يفر من عقوبته. يذكر أن رفات هؤلاء الضحايا عثر عليها في مقابر جماعية في الموصل والحضر (شمال) وميسان (جنوب) حيث استشهدوا خلال عمليات الأنفال السيئة الصيت التي شنها النظام السابق عامي 1987 و 1988 ضد القرى التابعة لقضاء دوكان بمحافظة السليمانية الشمالية حيث سيدفنون في مناطقهم.
محاكمة مرتكبي جرائم الانفال
وكانت المحكمة الجنائية العراقية قد اصدرت في حزيران (يونيو) الماضي احكاما باعدام ثلاثة متهمين والسجن المؤبد لاثنين من كبار العسكريين العراقيين السابقين بتهم جرائم حرب وضد الانسانية والابادة الجماعية وتبرئة السادس لعدم كفاية الادلة في قضية الانفال المتهمين فيها بارتكاب جرائم ضد المواطنين الاكراد بشمال العراق خلال عمليات الانفال عامي 1987 و1988. فقد حكمت المحكمة بالاعدام شنقًا حتى الموت على المتهمين علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي عضو مجلس قيادة الثورة ومسؤول المنطقة الشمالية وهو ابن عم الرئيس السابق صدام حسين وسلطان هاشم احمد وحسين وزير الدفاع السابق وقائد فيلق خلال عمليات الانفال وحسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة ومعاون رئيس هيئة الاركان للعمليات في الجيش العراقي السابق .. كذلك السجن المؤبد لصابر عبد العزيز الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية وفرحان مطلك الجبوري مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشرقية وتبرئة المتهم السادس طاهر توفيق العاني العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال ومحافظ الموصل سابقا واطلاق سراحه .
واستمعت المحكمة خلال جلساتها التي استمرت تسعة اشهر الى حوالي 100 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا كما عرض عليها حوالي 60 وثيقة رسمية حيث يوجد هناك 1270 شاهدا ومشتكيا لكنها اكتفت بهؤلاء موضحة انه في قضايا جرائم الابادة الجماعية يكون هناك عادة عدد ضخم من الشهود والمشتكين مما يتعذر الاستماع اليهم جميعهم. وقد سميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot;.
التعليقات