حول مناقشة تجربتها مع quot;التابوquot; السياسي والديني والإجتماعي
الحرية مذهب quot;إيلافquot;... واحترام المقدسات والكرامات

  • quot;إيلافquot; لم تتجاوز تابوهات الدين والجنس
  • quot;إيلافquot; فى مصر... تحمل أجندة سياسية مختلفة
  • الملفات السياسية... حضور الغائب القوي

حول مناقشة تجربة إيلاف مع التابو
إقرأ أيضا:

من كان منكم بلا تابو فليتقدم:
إيلاف تفتح باب النقاش أمام قرائها

مصطفى عبد الرازق:
قراءة في استطلاع laquo;إيلافraquo;

إيلي الحاج، خالد الزومان، أحمد البشري، محمد حميدة، رانيا تادرس:أتاحت quot;إيلافquot; لقرائها وأصدقائها على مدى أيام بدءاً من 28تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي المشاركة في مناقشة حول رؤيتهم إلى تجربتها مع ما يعتبر في العالم العربي المحرمات أو المحظورات (quot;التابوquot; بالجمع)، سواء تعلقت بالسياسة أم الدين أم المفاهيم الإجتماعية بمختلف أشكالها. لم يكن الأمر إستفتاء فليس هذا الهمّ، خصوصاً أن الإستفتاءات يمكن أن تذهب نواحي اللاجدوى منها لأسباب متعددة، أبرزها أن الأكثرية قد لا تكون على حق أحياناً كثيرة، وأن التكنولوجيا لم تتوصل بعد إلى ضبط المشاركات المتعددة بأساليب مختلفة، بل كان المقصود التفاعل وإستفزار الأفكار ومحاولة رؤية الذات في عيون الآخرين، جرياً على ما يفعل المرء في بيئته أحياناً مع قريبين أو بعيدين منه، على أمل إستخلاص عِبَر أو نتائج إيجابية تترجم تحسيناً لما هو حسن إذا وُجد، وتصويباً لما هو خطأ إذا وُجدَ ايضاً .

إيلي الحاج من بيروت
الحرية مذهب quot;إيلافquot;... واحترام المقدسات والكرامات

إيلي الحاج: الإستنتاج الأول الذي يخرج من يتمعن ملياً في المساهمات- التعليقات التي وصل عددها إلى 106 إن quot;إيلافquot; تحمل رسالة يتعذر على كثيرين فك حروفها وكلماتها لسبب بسيط هو إنها خلافاً لما ذهب إليه بعضهم لم تعلنها بل مارستها، وذلك من يوم صدورها الأول على شبكة الأنترنت ذات 21أيار (مايو)2001، كأول جريدة إلكترونية تلاحق الأحداث وكل جديد على مدار الساعة. صحيح إنها استخدمت الأسلوب الدعائي لنفسها كما تفعل أي وسيلة إعلامية أو شركة تروّج لمنتوجها سعياً إلى مزيد من تسويق، غير أنها تركت للقراء والأصدقاء أن يتكهنوا ويكتشفوا شيئاً فشيئاً ماهيتها الحقيقية من خلال الإطلاع اليومي والمتابعة أكانت متابعة دؤوبة أم على تقطع .

ذلك إن رسالة quot;إيلافquot; هي من أنواع الإيمان الذي تختلف وسائل الناس في التعامل معه والتعبير عنه ، بل بالأحرى هي شخصيتها في عمق وجدانها. فبعضهم يعرض على الآخرين نفسه ويستعرضها ويظهر ما عنده من أفكار ومشاعر واعتقادات للتأثير في الآخرين وجذبهم إلى رؤيته وموقفه، أو للدفاع عنهما في وجه ما يعتقد أو يشعر أنه يهددهما . وبعضهم يستخدم الأسلوب الإقتحامي في علاقاته بالآخرين، واضعاً أمامهم خياراً من خيارين: إما رفضه وإما قبوله. ولا مكان لحلول وسطى .

الزميل إيلي الحاج
ختلف الأمر مع quot;إيلافquot;. فهي تركت لقرائها وأصدقائها أن يتعرفوا إليها مع الوقت من سلوكها، تاركة لهم تلمس مذهبها في الصحافة، ومنحتهم ملء الحرية والحق في الكلام والمشاركة وإبداء الرأي، بشرط بديهي هو ألا يتعرضوا بإساءة إلى مقدسات أو كرامات . وإذا حصل أن شرد مقال أو تعليق في هذا المنحى فإنها الأسبق إلى الإعتذار من المعني به، من غير خلفيات ولا شعور بمهانة، فالخطأ من طبيعة البشر عندما يعملون ووحده من لا يعمل لا يخطىء. وإذا كان الخطأ يتسلل حتى في الوسائل الإعلامية المطبوعة وغير المطبوعة الشديدة المركزية، فكيف بالحري في وسيلة إعلامية يتوزع مكتبها التحريري على أرجاء المعمورة ؟ في هذه الحال يبقى التعويل على النيّة وquot;إيلافquot; لم تنوِ يوماً تدبير إساءة، وإلا لما كانت السباقة إلى فضيلة الإعتذار النادرة في صحافتناالعربية.

عنى هذا الأسلوب إن هذه الصحيفة الإلكترونية أرادها من أطلقها ورعاها أشبه ما تكون بمقهى يلتقي فيه الناس من مختلف المشارب والأهواء والإعتقادات والإنتماءات يعبرون فيه عن أنفسهم وتطلعاتهم وأفكارهم ونظرتهم إلى كل الأمور، سواء أكانت مصيرية أم ثانوية جداً بكل حرية. وبلا قيود على هذه الحرية إلا قيود الإحترام للآخر ورأيه . وطبيعي أن فسحة كهذه في ظل أنظمة القمع البوليسي العربي المتعددة الوجه تجتذب إليها بالأكثر المقموعين والمهمشين في بلدانهم بسبب من عدم توفير الإمكانات لهم ليعبروا عن أنفسهم . وليست صحيحة على الإطلاق مقولة بعضهم الواردة في عدد من المساهمات إن quot;إيلافquot; علمانية ومتزمتة تماماً كما ليس صحيحاً إنها منبر للمتشددين. فهي لهؤلاء وأولئك على السواء.

لكن الحاصل إن عدم توقفها عند قيود الإعلام المطبوع الخاضع للرقابة في البلدان العربية سواء في المواضيع والصور، لا سيما الفنية منها، يدفع كثيرين إلى الإعتقاد أنها ذات مذهب معين، في حين أن لا مذهب معيناً لديها على الإطلاق إلا الحرية والإحترام لكل المذاهب والآراء وأصحاب الآراء، على ألا تذهب إلى التدمير والإساءة إلى إنسانية الإنسان وكرامته ، إيا يكن هذا الإنسان . تنشر quot;إيلافquot; بناء على هذا الموقف الصارم لمتشددين ولنقيض المتشددين، ولا تتهاون مع الخبر غير الصحيح إنطلاقاً من سعيها إلى تعميم قاعدة أن quot;الخبر لديها مقدس أما الرأي فحرquot;. لذلك تحض مراسليها باستمرار على نقل أكثر من وجهة نظر واحدة، رغم كل الصعوبات في عالم عربي مسيّس إلى اقصى حد ومأزوم وإنفعالي بما ينعكس على كل وسائل الإعلام وتكاد لا تفلت من إنعكاساته أي منها.
الإستنتاج الثاني الذي يخرج به المتمعن في المساهمات ndash; التعليقات أن كثرة منها عبرت عن إنطباعات فحواها إن quot;إيلافquot; تقف عند حدود quot;التابوquot; السياسي ولا تتخطاه عندما يتعلق الأمر بدول خليجية . يهمل أصحاب هذه الإطباعات الظالمة واقعة حسية لا يمكن الهرب منها وهي إن quot;إيلافquot; ممنوعة بأساليب مراقبة الإنترنت الحديثة في البلدان المقصودة بالإنتقادات . ولو كانت في خدمتها فعلاً كما يدعي الداعون لما كانت سلطاتها حجبتها عن جمهورها.

مع ذلك نظل نؤمن بأن الحرية حق ولا تُحجب ونتصرف وفق هذا الإيمان.

أما القول بأن quot;إيلافquot; تجاوزت حدود تقبل الإنسان العربي في تخطيها لمحظورات الدين والجنس فترجمته إن اصحاب هذا القول يضعون حدوداً ضيقة جداً لكل ما حولهم بما يجعل الحياة صعبة في عصر تتوسع فيه الأفكار وتنفتح وتضع كل شيء على بساط البحث. كما أن اصحاب هذا الرأي يتجاهلون واقع التضاد الذي تعرضه quot;إيلافquot; لقرائها من غير أن تفرض عليهم شيئاً . فمن لا يرتاح إلى صورة يمكنه ألا يفتحها ومن لا تعجبه مقالة فليكتب وليرد عليها وquot;إيلافquot; تنشر. أما موقف الوصف السلبي الذي يليه رفض للتفاعل فهو كذلك رؤية بعين واحدة. وهو أيضاً رفض للآخر المختلف ومحاولة قمع.

خالد الزومان وأحمد البشري من الرياض
إعتبروها نجحت سياسيًا بفضل حيادها
كتاب ومثقفون: quot;إيلافquot; لم تتجاوز تابوهات الدين والجنس

الزميل خالد الزومان
خالد الزومان وأحمد البشري: أكد كتاب ومثقفون خليجيون أن quot;إيلافquot; لم تتجاوز quot;تابوهات (محظورات) الدين والجنسquot;، بما يفوق قدرة القارئ العربي على التقبل، واعتبروا المسار الذي تسلكه سياسيًا قد نجح بالفعل وبرهن عدم انتمائه إلى تيارات سياسية أو فكرية بعينها بفضل إلتزامه بمبدأ الحياد دومًا، ما يؤكد قناعتهم بنجاح تجربة quot;إيــلافquot; خلال الفترة الماضية.
ويقول الكاتب محمد الرميحي إن القارئ العربي المستنير أصبح يرى الطروحات الإعلامية بشكل موضوعي، وفي عصرنا لم يعد بإمكاننا الحديث عن تابوهات كون ذلك القارئ أو المتابع معرّضًا لها بشكل أو بآخر عبر القنوات المتعددة للإعلام.

اعتبر الرميحي أن quot;إيلافquot; نجحت سياسيًا وفي جميع مجالاتها بالفعل، مشيرًا إلى أن اعتذارها للغنوشي كان شجاعة أدبية لم ترق لمن أسماهم quot;بعض أخواننا المولعين بنظرية المؤامرةquot;، مشددًا على أن الخطوة ايجابية تم تفسيرها بشكل سلبي.

بينما يؤكد الدكتور تركي الحمد، المفكر والروائي السعودي بأن طرح إيلاف متوازن في جميع الجوانب التي يتم تناولها على صفحات الموقع، وإستغرب الآراء التي تتحدث عن فشل إيلاف سياسيًا، وقال في اتصال هاتفي أجراه مكتب الرياض بأن من حق كل صحيفة أن تتبنى إتجاهًا لها، سواءً كان هذا التوجه معلنًا أو غير معلن، وهو أحد حقوق ناشري إيلاف، ويرى الحمد أنه لا توجد تابوهات (محظورات) في الصحافة، ولا يفترض وجودها. كما أن إيلاف ليست من جرائد التاب لويد (الجرائد الفضائحية)، ولا يفترض أن تكون كذلك.

الحمد الذي أبدى إعجابه بإيلاف، شدّ على يد القائمين عليها، وأشاد بالكتاب الذين وصفهم بالمتوازنين والعقلانيين، وبأن الجريدة تطرح كافة الإتجاهات الفكرية سواء كانت يمينية أو يسارية، وتساهم في نشر الثقافة الجنسية، وطرح مقالات تناقش الفكر الديني بحيادية، وقال الدكتور الحمد: إعتدنا على دس رؤوسنا في الرمال حين تطرح هذه المواضيع سواء كانت جنسية او تمس فكرنا الديني، كما أن كل جديد محارب ويجب أن تتحمل إيلاف ضريبة نجاحها.

الزميل أحمد البشري
ن جانبه يرى الكاتب مشاري الذايدي أن quot;إيلافquot; صحيفة إلكترونية، وعند مقارنة محتواها الصحافي على الانترنت تجد اختلافًا كبيرًا في نوع المواضيع المطروحة، ويضيف أن quot;إيلافquot; لم تصدم القارئ العربي على الرغم من خروجها عن المألوف، خاصة عند الحديث عن أنواع من الآداب المنثورة في أفق الانترنت مثل الأدب الأيروتيكي.

وتابع الذايدي أن زاوية جراءة quot;إيلافquot; هي مسألة نسبية بالنسبة إلى ثقافة القارئ، إذ يراها المتحفظون شاذة، ويراها غيرهم اقرب إلى الواقعية، وبالنسبة إلى الجزء السياسي يرى الذايدي أن quot;إيلافquot; كانت منذ بدايتها حيادية، وليست صحيفة حزبية ولا تنطق باسم حركة أو جماعة أو فشلت في نقل مشروع السياسي لمنظمة ما، ويؤكد أن ما رسمته quot;إيلافquot; لنفسها لم تفشل فيه كونها تنشر الآراء المنفتحة بما يخدم القارئ العربي دون الوقوف لخدمة تيار دون الآخر.

محمد حميدة من القاهرة
تتناول المحظورات بموضوعية بعيدة عن الإسفاف
إيلاف فى مصر...تحمل أجندة سياسية مختلفة

محمد حميدة: quot;ايلاف في العالم الرقمي لا تقل اهمية عن الجزيرة في عالم الفضائياتquot;... هذه هي الصورة المرسومة في أذهان المصريين عن ايلاف كجريدة إلكترونية ، صورة تترسخ يومًا بعد يوم ومنذ انطلاقها قبل سبع سنوات. لا بل ويعتقد الكتاب والمراقبون للمنطومة الاعلامية في مصر ان ايلاف اثبتت انه يمكنها منافسة الصحافة المطبوعة، لا بل والتفوّق عليها في بعض الاحيان. وفي ما يتعلق بمحظورات الدين والجنس فيعتبرون ان ايلاف تتناولها بشكل موضوعي بعيد عن الإسفاف والابتذال بحيث لا تزعج القارئ، إذ يمكنها أن تكون الجريدة المفضلة للأسرة .
من جانب آخر رفض الكتاب تصنيفها بأنها فاشلة سياسيًا، وإن كانوا يرَون أنها تسير وفق اجندة سياسية محددة .

يقول رئيس قسم الصحافة - كلية إعلام جامعة القاهرة- محمود علم الدين ان quot;إيلاف أثبتت أن الصحافة الإلكترونية قادرة على منافسة الصحافة المطبوعة، لا بل والتفوّق عليها أحيانًا. ورأى أن ايلاف تقدم خدمة إخبارية تتسم بالتنوع، إضافة الى استقطاب كتاب متميزين وآراء مختلفة ومتعددة جعلتها ذات تأثير قوي لا يقل عن تأثير كبار المطبوعات الورقية في المنظومة الإعلامية العربية quot;.

الزميل محمد حميدة
وفي ما يتعلق بكسر ايلاف لمحظورات الدين والجنس، وتجاوزها الخطوط الحمراء سياسيًا، يقول علم الدين إن هذه هي اسباب نجاح ايلاف التي تتحدث بصراحة شديدة تفتقدها وسائل اعلامية كثيرة على حد قوله، ويضيف: quot;من حق القارئ في ظل الإنفتاح الاعلامي وثورة المعلومات الإلكترونية ان يعرف كل شيء، وله حق على الاعلام ان يوفر له كل شيء بحيث لا يخفي معلومة. كما انه ليس من مصلحة الوسيلة الاعلامية ان تفعل ذلك لأن القارئ اصبح على درجة عالية من الوعي، ووظيفة الصحيفة الاولى والاخيرة هي تقديم الخدمة المتميزة للقارئ وهذا ما تفعله ايلاف وبنجاح برأييquot;.

اما حول اتهام ايلاف بالفشل السياسي فرفض علم الدين هذا التوصيف، قائلاً quot; للاسف حين ينجح او يتفوق احدهم فإن الآخرين يلاحقونه بالسباب ، فاتهامات التخوين عادة عربية مزدهرة. كما انه غير مستغرب ان تواجه ايلاف هكذا اتهامات، لكن هذا لا يقلل من مشروعها بل يضيف الى رصيدها، لانه كما ذكرت سابقًا إن القارئ اصبح على درجة عالية من الوعي والفهم، ويمكنه التمييز بين القوي والضعيف، والخطأ والصواب. لا ارى ان ايلاف فاشلة سياسيًا ، لكنها تقدم رؤية تقدمية على قدر كبير من التنوير. وبما ان النظام الاعلامي في اي مكان تحكمه تابوهات، فبالتالي لا توجد حرية طرح كاملة، لأن أي صحيفة في العالم تعمل تحت سقف محدد، فالتابو موجود لكن quot;الشطارة quot; تكمن في معالجة هذا الامر بهدوء وتقديم خدمة اخبارية متميزة للقارئquot;.

اما سليم عزوز الكاتب المعروف في صحيفة القدس العربي التي تصدر من لندن، فيرى ان المسألة لم تعد تتعلق بما هو محظور على القارئ العربي في ظل الانفتاح المعلوماتي الكبير وانفتاح وسائل الاعلام مقروءة كانت ام مرئية على مناقشة كل القضايا .لا بل حتى ان النقاش قد يصل احيانا الى درجة عالية من الابتذال، وذلك في محاولة من وسائل الاعلام تلك الى جذب اهتمام القارئ او المشاهد الذي يبدو انه يعيش في ضوضاء اعلامية كان محرومًا منها سابقًاquot;.
اما عن مناقشة ايلاف لهذه القضايا فيرى عزوز انها تعتمد الموضوعية والمهنية في المقام الاول، وبالتالي لا اعتقد ان ايلاف تشبه الصحف الصفراء واضاف quot; ان ايلاف تتعرض لمثل هذه القضايا بقدر كبير من الموضوعية، فلا اسفاف او ابتذال، وبالتالي فإن المرء لن يمانع ان يكون هذا الموقع وهذه الجريدة الموقع المفضل لأسرته او لزوجته او بناته quot;.

ويرى ان ايلاف تجحت مهنيًا، اما في المجال السياسي فتمتلك اجندة مختلفة قد تتعارض مع افكار الكثيرين، واضاف quot; لقد بدا ذلك واضحًا من خلال مسألة التعاطي مع قضية الغزو الاميركي للعراق والعزو الاميركي لافغانستان ، بحيث بدا واضحًا المنحى الذي اتخذته ايلاف وهو منحى العرب المؤمنين بالنموذج الاميركي والذين يعتبرون ان المشروع الاميركى في شقيه الحضاري والاستبدادي هو المشروع الغالب الذى ينبغي ان يسود فى المنطقة. وكان واضحًا من خلال متابعتي ان ايلاف اخذت هذا المنحى فهي لم تفشل سياسيًا، لكن لديها أجندة سياسية مغايرة لأجندة الذين يرونها فشلت في هذا الجانب. إن إيلاف تحتفي بمقالات من يطلق عليهم المتأمركين التي تسفه من مشاريع المقاومة وتنظر إليها باعتبارها من أساطير الأولينquot; .

وبالنسبة اذا كان التابو السياسي يسيّر الاعلام العربي، قال عزوزquot; انه بلا شك وبعد تجربة الجزيرة الفضائية، تبيّن ان كسر التابو السياسي يمكن ان يجذب انتباه المشاهد وهو أمر كان مفاجأة . وكان الكثيرون ينظرون الى التابو السياسي على انه عملية لا قيمة لها لأن المواطن العربي غير مهتم سياسيًا في معظم الأحيان. لكن تجربة الجزيرة اظهرت ان ذلك ليس صحيحًا بل ان كسر التابو السياسي قد يفيد الوسيلة الاعلامية اكثر من كسر التابو الجنسي الذي سرعان ما يشعر القارئ او المشاهد معه بالملل مع مرور الوقت .

في المقابل يرى مصطفى عبد المنعم الصحافي في مجلة quot;المجلة quot; ان القارئ العربي قادر على تقبل اي محرمات نظرًا للانفتاح العالمي في مجال الميديا، لكن ما يحدث هو ان إيلاف دائمًا ما تنهج نهجًا مغايرًا وجديدًا، وهو الطرح الصادم الذي لم نعتده نحن العرب، لذا في بعض الأحيان نهاجم أسلوب إيلاف الصادم وان كان المحتوى عادة ما يكون صادق وهو ما يغفر لإيلاف مواضيعها الصريحة والصادمة quot;.

أما عن إيلاف سياسيًا فيقول quot;أعتقد ان ايدولوجية الموقع لا تستوعب كل التيارات السياسية حيث ان إيلاف ترتبط فى ادائها بأجندة سياسية وتوجهات بعينها تخدم علمانية الموقع، ويظهر ذلك جليا في نوعية كتاب الرأي الذين يكتبون في إيلاف وهم من ذوي التوجه العلماني الذي يرفضه كثير من معارضي العلمانيةquot;. ويضيف quot;لكنني ارى ان إيلاف في العالم الرقمي لا تقل عن الجزيرة اهمية في عالم الفضائيات، فكلاهما أثبتا نجاحًا منقطع النظير في المجال المهني وكلاهما يواجه الكثير من النقد بعضه بناء وبعضه هدام، ونصيحتى الى القائمين على الموقع الا يتوقفوا عند مقال او رأي، وليكملوا ما بدأوا به، فإما النجاح المهني أو الرد على الآخرينquot;.

رانيا تادرس من عمان
الملفات السياسيَّة... حضور الغائب القويّ

رانيا تادرس: الدين والجنس والسياسة quot;الجريئةquot; مثلث محرمات فضل الإعلام العربي الإبتعاد عنها حتى تحول إلى quot;عرفquot; صحافي تتوارثه وتتناقله الصحف. اما في quot;ايلافquot; فقد تكسرت هذه المحظورات على ابواب صفحاتها الإلكترونية، بحيث سجلت اختراقًا للتابوهات المحيطة بهذه المواضيع التي تناولتها بأسلوب ثقافي تربوي ونوعي مختلف يحمل تنويرًا سياسيًا في باطنه يحتاج إليه القارئ العربي. هذا القارئ الذي تجرع بالفعل هذا التنوير السياسي مندرجًا ضمن منظومة مهنية تتناسب مع نمط تفكيره المختلف.

وفي ظل محظورات مواضيع الجنس والدين صحافيًا والتكرونيًا، لم تغب القضايا السياسية بصفتها المادة الدسمة المطلوبة دائمًا بخطوطها العريضة في أي اعلام، أما لغز الخروج عن المألوف في المتداول يتجلى في اختراق الخطوط الحمراء التي يكمن فيها شياطين التفاصيل في معظم الاحيان .

الزميلة رانيا تادرس
يلاف وعلى الرغم من اقدامها على خرق عدد كبير من الخطوط الحمراء، إلا انها غابت في بعض المفاصل السياسية لاعتبارات وعوائق مهنية .

عدد من الكتاب الادرنيين لا يرون في ذلك فشلاً سياسيًا ولا نقطة تسجل عليها، معتبرين ان quot;بعض المواضيع السياسية تعد خطوطًا حمراء لا يمكن الاقتراب منها ومن يفعل ذلك يتحمل مسؤولية وعواقب هو في غنى عنه، وعن اختراق محظورات على غرار الجنس والدين فإن طرحهم لها بأسلوب بسيط ثقافي تربوي خلق نمطًا سياسيًا تنويريًا مختلفًاquot;.

وفي ما يلي اراء عدد من الاعلاميين المتابعين لـ quot;ايلافquot; حول ما يطرح عبر صفحاتها .

يقول مدير تحرير صحيفة الرأي محمود القرالة إن quot;إيلاف كأول صحيفة الكترونية عربية شكلّت نقلة نوعية في الصحافة العربية، إذ اتاحت الفرصة لقراءة الرأي والرأي الآخر، إلى جانب المهنية وسقفها المرتفع في المواضيع والقضايا التي تطرحها بين الحين والآخرquot;.

ولم يؤيد القرالة فكرة فشل إيلاف سياسيًا أو انها لم تتجاوز المحظورات السياسية ، قائلاً quot; علينا الاعتراف بأن الخطابات التعبوية الإنشائية في القضايا السياسية قد تلاشت لدرجة أنها شطبت من القاموس الذهني للمواطن العربي خصوصًا في ظل تناقل معلومات دقيقة ونقلها بموضوعيةquot;. لكن في الوقت ذاته يعترف القرالة بحقيقة أنه quot;لا توجد صحيفة أو أي وسيلة إعلامية من إذاعة او تلفزيون مستقلة استقلالاً تامًا، حيث بعضها تابع لدولة أو لطيف سياسي أو اجتماعي أو شخصي وهذا ينطبق على العالم الغربي والعربي ما يجعل بعض الوسائل الإعلامية تفقد جزءًا من الحياد الصحافي والأخلاقيquot;، متابعًا انه quot;سجل على إيلاف ملاحظات في ما يتعلق بالقضايا السياسية والمحظورات فكان هناك تفاوت فبعض المناطق العربية حيث كان يتم اختراق المحظور في بعض الدول بينما لا يتم ذلك حين يتعلق الامر بدول اخرى دون معرفة الأسباب quot;.

ويضيف القرالة بان التربع على القمة يحتاج الى كل ما هو جديد ومختلف...quot; وهذا ما حقتته ايلاف عبر تسجيلها اختراقًا لمواضيع الجنس والدين التي ينظر إليها في العالم العربي على انها محرّمات بقالب فكري وحوراي وثقافي وتعليمي. اما من ناحية الدين فقد فسحت المجال المجال أمام المحدثين من رجال دين لإعطاء آرائهم في بعض المسائل الدينية، مما فرض لغة حوارية عبر المشاركات والتعليقات لخلق نهج اعتدال ديني بعيدًا كل البعد عن التطرفquot;.

إلى ذلك ، اعتبر الصحافي في يومية الدستور الأردنية فارس حباشنة، أن تجاوز المحظورات في وسائل الإعلام العربية خصوصًا السياسية والدينية والجنسية لا تزال ضعيفة في ظل تخوف من الاقتراب من مواضيع الخطوط الحمر خصوصا في الوسائل الاعلامية المكتوبة والمرئية . لكنه يضيف quot; في ظل صحافة الكترونية حرة كإيلاف فقد تمكنت من كسر القاعدة وتناول المحظورات بصورة مهنية وثقافية بصورة جريئة غير نمطية وهذا يشهد له، لأنه منفذ سياسي مبطن قائم على توعية وتنشئة تربوية صحيحة لخلق التغير والإصلاح المنشود في البلدان العربية quot; .

ورفض الحباشنة اطلاق وصف الفشل السياسي على تجربة إيلاف مشيرًا الى ان اعتبارها هكذا امر مجحف بحق التحليلات السياسية التي تثبها إيلاف من خلال تقارير المراسلين التي تعرض ما وراء الخبر وخفايا تفاصيل ما يدور من أزمات في البلدان بسقف حرية عالٍ ونوعيّ ومتزن ومحترف وفي الوقت نفسه تقف عند الحد السياسي المسموح به في كل بلد، لأن التعدي والقفز عنها يعني ناقوس الخطر للمراسل والصحيفة نفسها ما قد يؤدي الى الحجب او السجن او التضييقquot;. واضاف quot; إيلاف تشكل بوابة البحث لدى الساسة والإعلاميين في الأردن لمعرفة تفاصيل سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية تتعلق بالأردن والدول العربية quot;.

فيما يقول الكاتب السياسي عبدالله خضر أن إيلاف quot;حققت نجاحًا سياسيًا من خلال قضايا وأخبار نوعية وحصرية لكنها في بعض الأحيان كانت تهرب من القضايا السياسية إلى تابوهات الجنس والدين للتواصل مع القارئ العربي بطريقة مختلفة خصوصًا في ظل انفتاح إعلامي وتحرر عبر الشبكة العنكبوتية ووجود عدد كبير من المواقع المتخصصة في مواضيع الدين والجنسquot;. وأضاف quot;أن القارئ العربي لم يعد يبحث عن السياسية، بل عن قضايا اجتماعية وقصص تتحدث عن همومه ومشاكله، وليس قضايا وخطابات سياسية فقدت بريقها لأنها مجرد كلام لا تقدم الحلول ولا تغير الواقع quot;.

ولعل ابرز ما يجمع بين اراء كل من من القرالة وخضر والحباشنة هو بتجاوز المحظورات وتسجيل السبق في طرح مواضيع الجنس بأسلوب ثقافي وصحي ومعرفي من اجل خلق ثقافة واعية لمواضيع ينظر إليها على أنها من العيوب والمحرمات. ورأى كل منهما ان كون ايلاف صحيفة الكترونية لا حدود ولا قيود لها فقد سهلت عليها عملية quot;التحليق في شعارها والذي هو المهنة في نشر القضايا quot;.
في المقابل، رفض عدد كبير من الكتاب الأردنيين التعليق على موضوع الفشل السياسي لـ quot;إيلافquot; معتبرين ان ما ورد على لسان الكاتب الذي اتهم ايلاف بهذا الفشل تهجم يجب ان يقابل بالتجاهل وقلة الاكتراث والمضي قدمًا في مسيرة إيلاف من تحليلات وأخبار واجتماعية ثقافية وجنسية.

يبقى السؤال: هل نجحت تجربة quot;إيلافquot;؟ ليس بعد . ليس تماماً . لكنها تجربة تتقدم بلا توقف وتصلح نفسها بنفسها وبقرائها وأصدقائها الذين يبقون المعيار ومرآة الذات الصافية. ولا كمال إلا لله .