عقيل الخزعلي لا يستجيب لمذكرة إعتقاله بتهمة التزوير
حرب إنتخابات المحافظات العراقية تنطلق من كربلاء

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: منذ أن صادق مجلس النواب العراقي الأسبوع الماضي على قانون إنتخابات المحافظات غير المنتظمة بالإقليم الذي جاهد الإئتلاف العراقي الموحد لإسقاط إقتراح إجرائها قبل شهر تشرين الاول/أكتوبر المقبل وحرب التسقيط والتهديد قائمة في محافظات الجنوب من قبل أحزاب متنفذة فيها وفي الحكومة العراقية. ففي محافظة ذي قار، أعلن عدد من الأكاديميين المستقلين أنهم تعرضوا لإبتزاز لإقتراح مقربين منهم ترشيحهم لإنتخابات المحافظة، وقال مقربون من هؤلاء في إتصال مع إيلاف إنهم تعرضوا لتهديد بالقتل إن ترشحوا كمستقلين ولم ينضموا إلى قائمة المجلس الإسلامي الأعلى. لكن شرارة حرب محافظة كربلاء الإنتخابية كانت الأكثر فرقعة، إذ إنتشرت في المحافظة المقدسة لدى الشيعة صورة عن مذكرة إعتقال صادرة من محكمة في العاصمة بغداد بحق المحافظ عقيل الخزعلي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية بتهمة التزوير على خلفية إصدار مذكرات إعتقال بحق نائبه جواد الحسناوي وعضوين آخرين من مجلس المحافظة العام الماضي إضافة إلى تهم أخرى. وحتى اليوم لم يعلق محافظ كربلاء رسميًا على مذكرة الإعتقال التي إتنقلت من جدران محافظة كربلاء إلى مواقع على الشبكة العنكبوتية. دون أن يُعرف من يقف خلف إشهارها. غير أن المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الاعلى في العراق، أشار في حديث اذاعي معه الى quot; احتمال قيام جهات تنفيذية أو المشتكين بتسريب نسخة من مذكرة القبض الصادرة بحق محافظ كربلاء لوسائل الإعلامquot;... بينما يرى متابعون عراقيون ان يكون حزب ثالث خلف تسريب المذكرة ليضرب التيار الصدري الذي ينتمي اليه المشتكون على المحافظ وحزب الدعوة الذي ينتمي إليه المحافظ.

نائب محافظ كربلاء جواد الحسناوي

إيلاف تحدثت مع نائب محافظ كربلاء جواد الحسناوي القيادي في التيار الصدري الذي أكد صدور مذكرة الاعتقال بحق المحافظ وقال في حديث هاتفي مع ايلاف في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين- الثلاثاء إن المحافظ متهم بأكثر من تهمة وفق المواد 289 و 298 و 406 وهي تتعلق بتزوير وثائق والقتل.. متهمًا المحافظ بتزويره وثائق اعتقال بحقه واثنين اخرين من مجلس المحافظة العام الماضي وتخطيطه لقتلهم على الطريق بين بغداد وكربلاء حين افشى لهم احد عناصر شرطة المحافظة- والكلام للحسناوي- بأن هناك خطة لتفجير موكبهم نحو بغداد الى محكمة الكرخ الامر الذي جعلهم يذهبون خفية بمفردهم الى المحكمة ببغداد لتكتشف عدم اصدارها اي مذكرة اعتقال بحقهم. ونشرت ايلاف الخبر وقتئذ. وكرر الحسناوي ان السبب في قام به المحافظ اننا كشفنا بعيد معارك الزيارة الشعبانية في العام الماضي عن وجود قناصين ومسلحين ايرانيين إلقينا القبض على بعضهم كانوا يطلقون النار على الزائرين حيث تم قتل العشرات وجرح المئات من الابرياء. واتهم الحسناوي المحافظ عقيل الخزعلي ومتنفذين من حزبه وحزب المجلس الاسلامي الاعلى بالتغطية على التسلل الايراني في محافظة كربلاء.

واشار الحسناوي في حديثه الهاتفي مع إيلاف إلى أن المحافظ الخزعلي يعتمد على علاقته برئيس الوزراء نوري المالكي في تمرير اجراءات او افشال اخرى، كاشفًا وقوف المحافظ خلف ابعاد القائد السابق للواء الذيب اللواء الركن ابو الوليد من قيادة شرطة المحافظة، لأنه كان يعتقل بين فترة واخرى متسللين ايرانيين في المحافظة، ونجح في استتباب الامن فيها، وكان يضغط مع اطراف اخرى على المحافظ بعد ساعات من اعتقال اي متسلل ايراني ويطلقون سراحه قبل الفجر خشية احالته للمحكمة. وكان يرسل لرئيس الوزراء بشكل دائم شكاوى كيدية ضد ابو الوليد الامر الذي جعل المالكي يقيله من قيادة شرطة المحافظة التي شهدت استتبابًا امنيًا واضحًا وتعيينه مستشارًا في وزراة الداخلية... وتم تعيين قائد للشرطة جديد، أطلق المحافظ يده في مطاردة كل من يختلف معه حزبيًا، وكنا قدارسلنا لرئيس الوزراء شكاوى عن مداهمات كيدية وتهديم دور مواطنين فقراء وجرفها تمامًا لكن رئيس الوزراء كرم قائد الشرطة برتبه لواء بعد أن كان برتبة رائد قبيل سقوط النظام عام 2003.

وحول رد فعل المحافظ حول مذكرة اعتقاله قال الحسناوي إن المحافظ يعتمد على علاقته برئيس الوزراء نوري المالكي زميله في الحزب نفسهوهو يستهين بهذه المذكرة كما استهان بمذكرات سابقة منها حضوره كشاهد في المحكمة التي كانت قد تابعت قضيتنا العام الماضي. وأكد وصول التحقيقات وشهادات سبعة من الشهود بينهم اعضاء في مجلس محافظة كربلاء وضباط شرطة في المحافظة بوقوف المحافظ الخزعلي شخصيًا خلف تزوير مذكرات الاعتقال واعطائه اوامر بالقتل. لكنه استطرد بان quot;يد التيار ممدودة للجميع بمن فيهم المحافظ اذا اثبتت التحقيقات معه براءته من اجل النهوض بالوقع الخدمي والسياسيللمحافظة والبلد وخدمة المواطن قبل اي انتماءquot;.

وتوقع نائب محافظ كربلاء المتواجد الآن خارج المحافظة أن تزيد عمليات التسقيط والقتل من قبل احزاب متنفذة في المحافظات الجنوبية ضد مستقلين او منافسين لهم في الانتخابات المقبلة. واعرب الحسناوي في ختام حديثه مع ايلاف أنه يسعى للقاء رئيس الوزراء نوري المالكي لإطلاعه على حقائق مرة ما زالت محجوبة عنه، بينما ينحدر الوضع المعيشي والسياسي في المحافظة نحو التصعيد والتصادم..