الصحافيون العرب والأجانب متفرجون:
إشتعال معركة إنتخابات جمعية الصحافيين الإماراتية
إشتعال معركة إنتخابات جمعية الصحافيين الإماراتية
الامارات الخامسة في الخدمات الألكترونية الأجرائية الوزراء الجدد في الإمارات فوجئوا بدخول التشكيل محمد بن راشد وبشار الأسد يؤكدان أهمية التشاور والتنسيق والتفاهم العربي |
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي: تشهد الساحة الصحافية الإماراتية حاليًا إستقطابات وتكتلات، إستعدادًا لمعركة انتخاب مجلس إدارة جديد لجمعية الصحافيين، والتي تجري في 28 من الشهر الجاري خلفًا لمجلس الإدارة الحالي الذي يرأسه حاليًا الصحافي المخضرم محمد يوسف. وقد فاجأت الاتصالات التي تجريها بعض التكتلات الوسط الصحافي بنية يوسف للترشح مرة ثانية لانتخابات المجلس، بعد أن كانت مصادره قد سربت نيته عدم الرغبة في ترشيح نفسه وترك الباب أمام دماء جديدة، لا سيما أنه قد ترأس المجلس أكثر من مرة .
وحسب مصادر قريبة من يوسف، فإن الكتلة التي يرأسها تضم عناصر قوية تجعل معركة منافسيه صعبة، خاصة وأن الاسماء المنافسة لا تملك الخبرة التي تمكلها كتلة يوسف في إدارة العملية الانتخابية وحشد الانصار والمؤيدين. ومن بين الاسماء التي تضمها هذه الكتلة رئيس تحرير الامارات اليوم سامي الريامي الذي صعد نجمه سريعًا بعد النجاح الذي حققته جريدة الامارات اليوم، وهي اول جريدة تابلويد مملوكة للحكومة. كما تضم الكتلة عبد الله رشيد كاتبالعمود اليومي في جريدة الاتحاد (دبابيس ) ومنى بوسمرة وعادل الراشد وعدد آخر من اعضاء المجلس الحالي.
ويقال إن راشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد يدعم هذه الكتلة، لكنه لن يرشح نفسه لانشغاله بجائزة الشيخ زايد للكتاب كأمين عام للجائزة. لكن دعم العريمي يحسب في العادة للفريق الذي يحظى به لأن عدد الصحافيين المواطنين في جريدة الاتحاد هو الاكبر بين الصحف المحلية. علمًا أن التصويت يقتصر على المواطنين من الصحافيين.
ويدعم هذه الكتلة الشاعر والكاتب الصحافي حبيب الصايغ الذي يعمل مديرًا لتحرير الخليج. وقال لـ quot;إيلافquot; إنه على الرغم من دعمه الكامل لمحمد يوسف وكتلته، إلا أنه لا ينوي أن يرشح نفسه ضمن القائمة. ويشكل موقف حبيب الصايغ الذي يحظى بثقل شخصي ومهني، دعمًا كبيرًا لكتلة يوسف حتى لو لم يكن من بين مرشحي الكتلة . ورفض حبيب الافصاح عن اسباب عزوفه عن ترشيح نفسه لكنه امتدح الانجازات التي تحققت للصحافيين في فترة تولي يوسف لرئاستها .
ومع ان اختيار رئيس المجلس يتم من قبل مجلس الادارة المنتخب للجمعية وليس من قبل هيئتها العامة، فإن محمد يوسف قد يرشح نفسه للمنصب خاصة وأنه يبدو اكثر تفرغًا من الاعضاء الاخرين في الكتلة، فهو يكتب عموده اليومي اقول لكم في الامارات اليوم دون أن تكون لديه اعباء يومية كالتي يقوم بها اعضاء الكتلة الاخرون الذين يتولون مسؤوليات ادارية وتحريرية الى جانب الكتابة اليومية .
ويدخل محمد يوسف الانتخابات متسلحًا بما يعتبره رصيدًا من الانجازات ، سواء على صعيد انجاز حقوق مادية للصحافيين او على صعيد الحريات والتي تضمنت مساهمة جمعية الصحافيين في صياغة قانون جديد للمطبوعات والاتفاق على ميثاق شرف اعلامي وتوجت بقرار الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء بمنع حبس الصحافيين في قضايا تتصل بعملهم الصحافي، وهو قرار لاقى صدى واسعًا في مختلف الاوساط الاعلامية المحلية والعربية .
وفي مقابل هذه الكتلة تقف مجموعات اقل تماسكًا وتضم الى جانب بعض المخضرمين اجيالاً جديدة من الصحافيين الذين يعتقدون ان جمعية الصحافيين الاماراتية فشلت في تكوين حضور واضح في حياة الصحافيين بدليل أنها كما يقول هؤلاء لا تزال تعمل كعمال التراحيل من مقر غير معروف العنوان في دبي، ومن غير مقر في العاصمة ابوظبي . وقال هؤلاء انهم فشلوا في الحصول على قوائم بأسماء اعضاء الجمعية لبدء الاتصال بهم من اجل الحصول على تأييدهم، وشرح البرامج الانتخابية لهم وقالوا ان ادارة الجمعية كانت تقوم في تزويد هؤلاء بالقوائم، معتبرين ان ذلك تعبيرًا إما عن فوضى ادارية او منع مقصود لحرمان المرشحين المنافسين من الاتصال بقواعدهم الانتخابية .
وفي غيبة اطار واحد يجمع الفريق المنافس ليوسف وكتلته، فإن هناك معلومات متناثرة عن مرشحي هذا الفريق . ومن بين الاسماء التي تحسب على هذا التيار عبد الحميد أحمد رئيس تحرير جلف نيوز الناطقة بالإنكليزية، والذي كان منافسًا لمحمد يوسف في دورات سابقة. والكاتب الصحافي محمد الحمادي الذي يكتب في جريدة الاتحاد ويضمن كتاباته اراء محلية جريئة ومثيرة للجدل.
ويساند هذا الفريق بقوة الصحافية اللامعة عائشة سلطان التي تكتب عمودًا يوميًا في جريدة البيان، كما يقال إن الصحافية وعضوة المجلس الوطني الاتحادي ميثاء غدير تؤيد هذا الفريق لكن من المستبعد ان ترشح نفسها في الانتخابات نظرًا لانشغالها بعضوية المجلس الوطني الاتحادي.
ومع بقاء اقل من عشرة ايام على ميعاد الانتخابات، يجد الفريق المنافس ليوسف وكتلته بعض الثغرات لحشد الانصار والمؤيدين. وعلى سبيل المثال، فإن الانجازات المادية والمعنوية التي ينسبها فريق يوسف لمجلس ادارة الجمعية السابق يعتبرها الفريق المنافس بأنها وليدة مبادرات رسمية لأناقة لمجلس الجمعية فيها ولا جمل. فالدعم المادي الذي حصلت علية الجمعية والاعضاء والتسهيلات التي قدمت لهم لم تكن وليدة مطالبات، وإنما جاءت مفاجئة لهم كما كانت مفاجئة للوسط الصحافي المحلي. ويقول هذا الفريق إن قرار منع حبس الصحافيين كان وليد تفاعل من القيادة ومن الشيخ محمد بن راشد مع قضية احد الصحافيين الاجانب، الذي حكمت عليه محمكة في دبي بالسجن وهو ما استدعى تدخلاً من الشيخ محمد الذي اصدر توجيهات بمنع حبس الصحافيين بسبب عملهم . ويقول هذا الفريق ان طنطنة مجلس ادارة الصحافيين واشادته بالقرار كان ركوبًا للموجة المرحبة بقرار الشيخ محمد ومجاولة لتجيير القرار لصالحها.
ويأخذ هذا الفريق على مجلس الادارة الحالي انه حوّل الجمعية الى ناد مغلق لعدد محدود من الصحافيين ولم يبذل اي جهد حقيقي لاشراك الجسم الصحافي المحلي في انشطة الجمعية التي ظل دورها اقرب للنشاط الموسمي .
ويقف الصحافيون العرب والاجانب في المعركة الانتخابية على الحياد لأن النظام الاساسي للجمعية لايسمح للصحافيين غير الاماراتيين بالمشاركة في العملية الانتخابية لا ترشيحًا ولا انتخابًا. وفيما يبدو فإن فريقي المعركة الانتخابية متفقان على ان هذه المسألة ليست خلافية بينهما، لأن الذي يحول دون اشراك هذه الشريحة الكبيرة من الصحافيين في الانتخابات هو قانون الجمعيات الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية والذي يعطي حقًا للاجانب بعضوية الجمعيات كعضوية منتسبة وليست عضوية عاملة، وهي العضوية التي تسمح لهم بممارسة الانتخابات تصويتًا وترشيحًا.
ويرى عدد من الصحافيين العرب والأجانب في نظام جمعية الصحافيين تخلفًا يفقدهم الحماس للتفاعل مع انشطة الجمعية ويقولون ان مؤسسات حكومية كغرف التجارة سمحت بترشح الاجانب لمجلس ادارة الغرف، في حين ان الصحافيين لا زالوا محرومين من هذا الحق. ويقول حبيب الصايغ ان العلة في قانون الجمعيات وليس نظام الجمعية . ويقول ان قانون الجمعيات يعزف كثيرًا على الهاجس الامني بدرجة مرضية وإن هذا القانون على الرغم منانه صدر قبل شهرين لا بد من تغييره .
على ان الصايغ لا يؤيد في هذه المرحلة اشراك الصحافيين العرب والاجانب في الانتخابات، ويقول إن تركيبة الجسم الصحافي الذي يضم الاف الصحافيين الاجانب والعرب من العاملين في الصحف المحلية او المناطق الاعلامية الحرة لا تسمح بمثل هذه الخطوة التي يذوب في حال تطبيقها الصحافيون الاماراتيون في بحر لا يجيدون السباحة فيه أو انهم لا زالوا في مرحلة التدريب (والروداج ).
التعليقات