بنسب متساوية وتفوّق طفيف بعدد المصوتين:
قراء إيلاف لا يحبذون الرد بفيلم مصري على quot;إعدام الفرعونquot;

محمد موسى ndash; إيلاف: عقب الضجة التي أثارها الفيلم الإيراني quot;إعدام فرعونquot; الذي يتناول الرئيس المصري السابق أنور السادات، وما تردد عن نية مصرية لإنتاج فيلم مضاد عن الخميني، طرحت ايلاف سؤالاً على قرائها للوقوف على آرائهم حول الأزمة المشتعلة بين البلدين. النتائج جاءت متقاربة إلى حد كبير مع فارق بسيط في عدد المصوتين بين مؤيد ومعارض.

إيلاف وجهت السؤال التالي: هل تؤيد قيام مخرجين مصريين بإنجاز أفلام ضد الخميني ردًا على الفيلم الإيراني ضد السادات؟

وجاءت النتائج على الشكل التالي : 4221 صوتًا أي ما نسبته 47% تعارض إنتاج فيلم مصري عن الخميني ردًا على فيلم السادات، مقابل 4212 صوتًا مؤيدًا اي ما نسبته 47% ايضًا ليكون الفارق البسيط في عدد المصوتين، فيما اختار 480 شخصًا (5% من المصوتين) الإختيار الثالث بعدم الاهتمام.

تقارب في النتائج يعكس إحتدام الصراع الحالي quot;السينمائيquot; الظاهر وquot;السياسيquot; الباطن. وعليه فإنه من غير المؤكد أن تستمر السلطات المصرية بخططها لإنتاج فيلم quot;الخميني إمام الدمquot;، وهو الفيلم الذي أعلنت صحيفة الحزب الوطني الحاكم quot;الوطني اليومquot; قبل اسبوع، بأنه سيكون الرد على الفيلم الإيراني quot;اعدام فرعونquot;، والذي قيل إنه quot;يمجدquot; إغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة في عام 1981 ، ويصف منفذ الاغتيال خالد الإسلامبولي بالشهيد.

المضي في إنتاج الفيلم المصري، يتوقف على الأرجح على ردود الأفعال الإيرانية لإحتواء الغضب المصري الرسمي والشعبي الذي تفجر خلال الاسابيع الخمسة الماضية، والذي وصل إلى ذروته مع استدعاء الحكومة المصرية للقائم بالأعمال الايرانية في القاهرة في السابع من شهر يوليو الجاري، اضافة الى إغلاق الحكومة المصرية قبل ايام لمكتب فضائية quot;العالمquot; الايرانية في القاهرة بحجة عدم استكمال الاخيرة جميع الاجراءات القانونية اللازمة للعمل في مصر، على الرغم من تأكيد موظفين في الفضائية، أنهم تعرضوا لاستجواب امني مصري بحيث وجهت إليهم اسئلة عن الفيلم الايراني الذي أثار المشكلة.

اغلاق الفضائية الايرانية الناطقة بالعربية في القاهرة، يأتي بعد انتقادات مصرية شعبية ورسمية عنيفة للحكومة الايرانية المتهمة بالوقوف وراء انتاج الفيلم. من جهتها هددت عائلة الرئيس المصري السابق انور السادات باللجوء الى القضاء الدولي اذا لم توقف ايران عروض الفيلم الذي عرض للمرة الاولى في احتفال خاص لتكريم quot; شهداء النهضة الاسلاميةquot;.
شقيق السادات وابنته، هاجما ايضًا ما وصفاه quot;بالحقد الايراني العميقquot;، والمحاولة quot;الدنيئةquot; لتشويه تاريخ السادات. زوجة الرئيس المصري السابق، جيهان السادات، وصفت في حديث للبرنامج التلفزيوني المصري البيت بيتك زوجها بـquot;شجرة مثمرة قذفها الإيرانيون بالحجارة... فلم ينقصوا من قدره شيئًاquot;.

على الرغم من أن الازمة الايرانية المصرية الاخيرة، تبدو كأزمة سينمائية، إلا ان معظم الدلائل، تشير إلى أنها جزء من التجاذبات السياسية في منطقة الشرق الاوسط، فالانتاج السينمائي في ايران يدار من قبل الحكومة الايرانية، والتي تتحكم كثيرًا بالمواضيع والمعالجات المقدمة في افلامها. الرد المصري السينمائي سيكون سياسيًا، فالإنتاج السينمائي المصري الجديد يمر من خلال الرقابة الفنية والتي هي جزء من مؤسسات الدولة المصرية الحكومية.

أزمة الفيلم الايراني الاخيرة، جاءت نكسة لسنوات من السعي بين البلدين لتطبيع العلاقة بينهما، خصوصًا بعد تأكيد مسوؤلين في الحكومة الايرانية في شهر يناير الماضي انهم على وشك التوصل الى اتفاق مع الحكومة المصرية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة. الامر الذي لم تؤكده او تنفيه السلطات المصرية حينها .

من المعروف ان العلاقات المصرية الايرانية قطعت بعد الثورة الاسلامية الايرانية في عام 1979، وموافقة مصر على استضافة شاه ايران السابق هناك اضافة الى توقيعها اتفافية كامب ديفيد عام 1978. وقد وصل العداء بين البلدين الى ذروته حين أطلقت ايران اسم خالد الإسلامبولي على واحد من شوراع العاصمة طهران، قابله تأييد الرئيس المصري حسني مبارك للنظام العراقي السابق في حربه ضد ايران والتي استمرت من عام 1980 الى عام 1988.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين الكثير من التحسن بعد وصول الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي الى السلطة عام 1997، واعلان ايران غير الرسمي بانها سوف تقوم بتغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي وازالة صورته وصور رفاقه من العاصمة الايرانية، والبدء بتطبيع العلاقة بين البلدين.