مع كل رصاصة تنطلق أو طائرة تحلق على الحدود السعودية اليمنية يرد صوت لوحة مفاتيح الكومبيوتر صدى المشاة والجنود السعوديين على أرض المعركة.
يوسف الهزاع من الرياض:في الانترنت وخصوصًا على الفيس بوك تنقل مجموعات بريدية غالبية أعضائها من الطلاب السعوديين المبتعثين أخبار الحرب وسير المعارك لحظة بلحظة وبتحديث لا يكل طوال الليل والنهار. في جيزان وهي المنطقة الغنية بالسكان وعدد القرى، يكثر المراسلون المتطوعون لنقل الأحداث الدائرة بين بلادهم والمتسللين الحوثيين. وينشط في هذا الإطار سوق الشائعة وغياب التوثيق ولكن الطابع العام هو الارتياح مما يفعله الجيش السعودي في ردع المعتدين بحسب رأيهم.
يقول الطالب السعودي في الولايات المتحدة معن المطرفي quot;نحن مع فارق التوقيت وبسبب الدراسة وتواجدنا المستمر في الجامعة لا نستطيع متابعة الحرب عن طريق القنوات الفضائية ولكننا نراها وكأنها أمامنا على شاشات الكومبيوترquot;.وأضاف quot;لا نستطيع تمييز المعلومة الصحيحة من غيرها بسبب كثرة المصادر غير الرسمية ولكننا بشكل عام هنا نشعر بارتياح لأداء الجيش والقوات الجوية على الخصوص، الجميع هنا يتكلم عن قوتها وقدرتها الفائقةquot;.
وعلى الفايس بوك رصدت إيلاف أكثر من 40 صفحة مخصصة لنقل سير العمليات من مصادر متعددة ولكن أغلبها تعتمد على مراسلين متطوعين من منطقة جيزان ومن القرى القريبة من منطقة الحدود. في إحدى الصفحات وضع أحد المراسلين صورة لمتطوعين سعوديين ذهبوا لمركز سلاح الحدود السعودي يطلبون الالتحاق بالمركز ونقلاً عن المراسل نفسه، فإن المركز قبل انخراطهم في تدريبات بعد اكمال إجراءاتهم الرسمية.
وعلى الخط نفسه كانت الكثير من الصفحات تعرض رسائل من مواطنين ومبتعثين ولكن الأمر الأبرز كان رسائل من أمراء قبائل كثيرة ومتعددة وخصوصًا القبائل القريبة من مناطق العمليات تعلن استعدادها الكامل للدفاع عن الوطن, وعلق أحدهم عبارة على صفحته قال فيها quot;وطننا... لن تؤتى من قبلناquot;, وهي عبارة اشتهرت بها قبائل العرب في الحروب الاسلامية القديمة عندما كان بعض القادة يشكل الفصائل تشكيلاً قبليًا استغلالاً للحمية القبلية السائدة لديهم وخوفهم من عار الهزيمة إذا كانت من جهتهم!
بعض الصفحات خصصت للفخر, أحد أبناء قبيلة بني مالك أنشأ صفحة وضع فيها مقطعًا مسجلاً من قناة العربية يعلن سيطرة أفراد من قبيلة بين مالك على مجموعة متسللين وبحوزتهم أسلحة ومدافع متوسطة. حجم المعلومات المهولة والكبيرة يبين أن مراسلي الانترنت يختلفون بحسب اهتماماتهم, هناك منهم من يطغى عليه الطابع العسكري فيبدأ عرض المعلومات العسكرية وعدد الطائرات التي حلقت وكمية المشاة الذين رآهم ونوع الآليات التي رصدها.
وعلى النقيض يبحث آخرون عن حجم المعاناة الإنسانية في الحرب, فيرصد عدد المخيمات وكيف يعيش الأطفال في الخيام وكيف سيمر الوقت قبل العودة لقراهم ومنازلهم.
في حين راح بعضهم يعتمد على المصادر الرسمية والتحليلات العسكرية من مصادر متعددة ويطرح أرقامًا تتعلق بقدرة الجيش السعودي وعدته وعتاده, وعلى السياق نفسه فإن بعض الصفحات خصصت لتسجيل النشرات الإخبارية وإعادة بثها مرة أخرى مع تحليلات بسيطة عن سير العمليات وحوارات كلها تدور في المحور نفسه.
الصفحات لم تكن حكرًا على السعوديين, بل يتواجد فيها خليط كبير من العرب, وخصوصًا اليمنيين, غالبيتهم يؤيدون ما يحدث ويرون في اعتداء الحوثيين على الحدود السعودية خطأً فادحًا لكنه مثل شر لابد منه لمساعدة حكومتهم في القضاء على تمردهم, وهناك أيضًا من عارض استخدام القوة ضدهم وطالب بالحلم في مواجهتهم وهناك من نحى مناحي أخرى.
التعليقات