تؤكد مصادر لـ quot;إيلافquot; أنّ قمة كوبنهاغن لن تشهد لقاء مصالحة بين الرئيسين المصري والجزائري، وتطالب القاهرة بتدقيم المتسببين باحداث الشغب بسبب مبارة لكرم القدم إلى المحاكمة.

محمد حميدة من القاهرة: استبعدت مصادر دبلوماسية مصرية عقد قمة بين الرئيس مبارك ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على هامش قمة كوبنهاغن حول التغيرات المناخية، والمقرر ان يحضرها الزعيمان وفق مصادر مصرية وجزائرية متوافقة. وقال مصدر مطلع quot;لإيلاف quot; انه quot;لا يتوقع حلاً وشيكًا للازمة خاصة بعد فشل جهود ومساعي عربية لإعادة الدفء الى العلاقات المصرية الجزائريةquot;، مشيرًا الى ان الجانب المصري لدية رغبة فى إنهاء الأزمة وعودة الهدوء والعلاقات الطبيعية quot; لكن هناك مطالب وإجراءات محددة من الجانب الجزائريquot;، ترى القاهرة أنها ضرورية ولا يمكن التنازل عنها .

وحول ماهية هذه الإجراءات، قال المصدر ان القاهرة تصر على تقديم المتسببين في الأحداث الى المحاكمة وتوجيه اللوم الى الشخصيات الجزائرية الرسمية التي شاركت في تعكير الأجواء وفتح تحقيقات فى الأحداث، واتخاذ إجراءات خاصة بتأمين سلامة المصريين في الجزائر وحماية المصالح المصرية.

وقد سعت أطراف لعقد مصالحة بين الرئيسين المصري و الجزائري لكن لم تسفر عن تقدم حتى الآنquot;. وكان الزعيم الليبي معمر القذافى قد عرض التدخل لتسوية الأزمة, بدعوة من الأمين العام لجامعة الدول العربية , كما وافقت مصر على عرض تقدم به الجانب السوداني للوساطة بين البلدين , لكن لم تحدث اى تطورات , منذ ان تفجرت الأزمة عقب المباراة الفاصلة التى جرت فى السودان يوم 18 نوفمبر الماضي , تشير الى عودة العلاقات الى سابق عهدها بين البلدين .

وقال المصدر ان quot;الرئيس مبارك سيذهب الى كوبنهاغن لمهمة محددة وهى حضور الاجتماع الأخير لقمة الأمم المتحدة حول تغير المناخ مع زعماء العالم quot;, مشيرًا الى انه لو حدث لقاء بين الرئيسين المصري والجزائري، فإنّه يستبعد ان يتطرق اللقاء الى الأحداث التي تلت المباراة الفاصلة، quot;لا أتصور ان الوقت او المكان مناسبين لحل أزمة بهذه الصورة quot; على حد قوله.

وكانت مصر قد اتخذت مواقف وقرارات سريعة في مقدمها قطع العلاقات الرياضية مع الجزائر واستدعاء السفير المصري لدى الجزائر, احتجاجًا على ما حدث من جانب مشجعين جزائريين ضد مشجعين مصريين بعد مباراة ام درمان . وسلم رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر ملف الأزمة الى سكرتير الفيفا فى سويسرا جيرومى فالك. وشن الإعلام المصري موجه هجوم قوية على الجزائر حكومة وشعبًا، قابله هجوم مماثل من صحف جزائرية، الأمر الذي أدى الى وصول الأمور بين البلدين الشقيقين الى درجة بالغة من السوء .

وعلى الرغم من مرور شهر تقريبًا على المباراة الفاصلة التى حجز فيها المنتخب الجزائري اخر تذكرة لمونديال كأس العالم المقررة 2010 بجنوب افريقيا بفوزه بهدف نظيف، الا أن تداعيات المباراة مستمرة ولا تزال تلقى بظلال من الشكوك حول احتمالية عودة العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب .

فقد خرج السفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار عن صمته بتصريحات فور وصوله الى الجزائر لقضاء إجازته،اعتبرها مراقبون quot;تضع القيادة السياسية المصرية في مأزق quot; في وقت تسير فيه الأوضاع في مصر نحو التهدئة والتعامل مع التجاوزات المصرية والجزائرية من زاوية رياضية بحته، وفقًا لرئيس مجلس الشعب المصري فتحى سرور , الذي أكد انه يراجع تقرير اللجنة المشتركة التى كلفت بدراسة الإحداث quot;حتى لا يتجاوز التقرير النطاق الرياضى لأنه من الخطأ تعميمه سياسيا quot; , مؤكدا انه يراجع التقرير فى تجاه يصب فى تحسين العلاقات التاريخية مع الجزائر والعلاقات المستقبلية quot;.

وكان حجار قد وجه كلامه لنجل الرئيس المصري علاء مبارك قائلا ان quot;الجزائر لن تعتذر لمصر لا في الحاضر ولا في المستقبل quot; . وهاجم النائب مصطفى بكرى ووسائل الاعلام المصرية بألفاظ يعاقب عليها القانون . وأضاف انه quot;تابع بكل تقزز تسونامي الفضائيات المصرية ومهمتي بالقاهرة كانت شبيهة بالمغامرة .. سأرفع للسلطات العليا تقارير مفصلة حول التجاوزات المصرية quot;.

وقد رفض المحامين الجزائريين أية محاولات للتصالح أو التهدئة مع المحامين المصريين فى دمشق خلال اجتماع المكتب الدائم للاتحاد المحامين العرب . وانسحب الجزائريون من القاعة فور بدء حمدي خليفة رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين , ودخلوا مر اخرى بعد انتهاء كلمته احتجاجًا على حرق المحامين المصريين للعلم الجزائرى فى النقابة وهو ما لم يحدث وفق حمدى خليفة .

وذكرت جريدة الشروق الجزائرية ان الأطباء الجزائريين يكثفون من جهودهم لسحب الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب من مصر، ونقل مقرها من القاهرة .ونقلت ان وفد جزائري رسمي انتقل إلى جزيرة صقلية في إيطاليا لتدويل قضية الطلبة الجزائريين والأطباء المصريين .. مشيرة الى إجراء اتصالات مع مختلف الهيئات الممثلة لأطباء الدول العربية بهدف تنسيق المواقف والرؤى لنقل مقر الأمانة العامة للاتحاد من القاهرة إلى دولة عربية أخرى .