دمشق لم تعد في وارد الرهان على عون في لبنان
الإنتخابات خطوة نحو تحوّل quot;حزب اللهquot; إلى العمل السياسي

quot;إيلافquot; من واشنطن: اعتبرت دوائر صناع القرار الأميركي في واشنطن إثر تلقيها نتائج الإنتخابات النيابية في لبنان أن الأداء السوري خلال هذا الإستحقاق كان على العموم مرضياً. ويقول خبير في شؤون الشرق الأوسط يعمل في إحدى هذه الدوائر الفاعلة والمؤثرة رداً على سؤال لـquot; إيلاف quot; إن نتائج الإنتخابات اللبنانية quot; لم تأت بناء على صفقة بين دمشق وأطراف عربية وإقليمية quot;، لكنه يضيف أن quot; لا شيء يجري في هذه المنطقة عبثاً quot;.

وتجمعت لدى quot;إيلافquot; معطيات فحواها أن دمشق لم تعد في أجواء اعتبار النائب الجنرال ميشال عون من بين أبرز حلفائها الذين تراهن عليهم لاستعادة نفوذها في لبنان، وذلك بعد الخسارة الفادحة التي مني بها على صعيد تمثيل طائفته في الإنتخابات وتراجع حضوره وتأثيره على مستوى كل لبنان، خصوصاً أنه جرّ معه إلى هذه الخسارة حليفه quot;حزب اللهquot; الذي خُدع بإحصاءات واستطلاعات رأي وحسابات للماكينة العونية زيّنت لقيادة الحزب الطريق إلى نيل الغالبية النيابية في هذا البلد ، وبالتالي التحكم في حياته السياسية والقرارات ، سواء على صعيد البرلمان أم مجلس الوزراء الذي يشكل السلطة الفعلية لاتخاذ القرارات إلى حد بعيد وفق إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب عام 1990 وحال التأثير السوري دون تطبيقه.

وتنظر الدوائر المتابعة في واشنطن إلى نتائج الإنتخابات النيابية باعتبارها معركة محدودة أتاحت كشف مدى التعمق الإيراني وحجمه في لبنان، ومدى صلابة موقف إيران بعدما دفعت مئات الملايين في مشروعها الإقليمي في لبنان وحده. وتشير إلى ممثلين لمكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي يديرون بأنفسهم شؤون quot;حزب اللهquot; - وفق ما ذهبت إليه المصادر التي لم تتأكد منها quot;إيلاف- إلى حد أنهم يشرفون على توزيع المساعدات المرسلة من طهران ومنها 40 مليون دولار ذهبت دفعة واحدة إلى زعيم لبناني اشتهر بمواقفه المتماهية مع السياسة الإيرانية.

ورداً على سؤال هل quot;باعتquot; القيادة السورية الجنرال عون وquot;حزب اللهquot;، وما هو الثمن؟ يجيب الخبير في شؤون الشرق الأوسط: quot;بالنسبة إلى الجنرال عون نعم، فهذا الرجل لم يعد ورقة رابحة للنظام السوري بعد الآن، كما أنه لم يعد ورقة رابحة في نظر كثيرين من أنصاره ومؤيديه. أما quot;حزب اللهquot; فإنه يحتاج الى تهيئة خاصة كي يتحوّل طرفا سياسيا فحسب، بالإستناد إلى كونه رغم كل شيء جزءاً من التركيبة اللبنانية، وقد بدأ التمهيد لهذا التحوّل من خلال خطوة الانتخابات اللبنانية التي جردته من صفته حزباً له بعده الإسلامي ونقلته إلى خانة حزب يمثل طائفة، مثله مثل حركة quot;أملquot; وحزب quot;الدعوةquot; في العراق.

أما الخطوة المقبلة فتقضي بتجريده من الحق في التمثيل الشيعي الحصري داخل لبنان، وذلك من طريق تقوية حركة quot;أملquot; وتوسيع حضورها وتمثيلها وتأثيرها، والعامل المهم هو الانفتاح على الشيعة في لبنان لخلق تيار مناهض للنفوذ الإيراني، وهذه العملية بدأت برسمها جهات عربية ترى أن الخطأ السياسي الأكبر الذي ارتكبته في الماضي هو ترك الشيعة لقمة سائغة في فم quot;الدب الإيرانيquot;.

أما على صعيد منصب رئاسة مجلس الوزراء في لبنان فترى جهات خليجية نافذة أن طرح إسم رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري لتولي هذا الموقع سيساهم في إضعاف وهج الانتصار الذي تحقق على الساحة اللبنانية، وان المستفيد الرئيس من تولي الحريري رئاسة الحكومة هوquot;حزب اللهquot; وحلفاؤه الخارجيون الذين يدفعون في هذا الإتجاه ليبطل رئيس الكتلة النيابية الأكبر في لبنان صانعا لرؤساء الوزارات، وذلك من أجل إحراجه وإحراج حلفائه بفتح ملفات مسكوت عنها حتى اليوم وإدخاله في خضم النزاع اليومي، في حين أن الأجدى في رأي هذه الجهات هو أن يتفرغ الرجل لبناء تياره وتوسيعه لبنانيا، على أن تتولى الوزارة شخصية تحظى بالإجماع، حتى اكتمال آلية التغيير الإقليمي، حتى إذا ما سقطت لا تتسبب بدوي كما هي الحال مع النائب سعد الحريري.