&
إيلاف : نبيل شرف الدين
أصدرت الخارجية الأميركية بياناً تحت عنوان (أساطير وحقائق) تلقت "إيلاف" نسخة منه أشارت فيه إلى أنه "كما يحدث في كثير من الأزمات الدولية، تتعرض بعض الحقائق للتشويه أو سوء الفهم. وهذا ما يحدث الآن بالنسبة للحملة العسكرية التي تشنها قوات الائتلاف الدولي ضد معاقل الإرهابيين في أفغانستان ونظام طالبان الذي يقدّم لهم المأوى والدعم. وفي ما يلي عرض يفصل بين الحقيقة والأسطورة في هذا الخصوص.

الاسطورة: أكدت تصريحات تنظيم القاعدة ان الهجمات الإرهابية الأخيرة على الولايات المتحدة كانت جهداً من المسلمين لمعاقبة الولايات المتحدة
الحقيقة: استهدفت الهجمات الإرهابية التي حصلت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول أناساً ينتمون الى كافة الأديان والجنسيات. فقد لاقى مواطنون من حوالي 80 دولة حتفهم، بينهم مئات من المسلمين. كان هؤلاء الضحايا، الذين أصبح يُعتقد الآن أن عددهم يتراوح بين خمسة آلاف وستة آلاف، من الأبرياء. إن مركز التجارة العالمي ليس رمزاً للولايات المتحدة، بل للتجارة الدولية، وللازدهار، ولفرص النجاح.
لقد سعى الإرهابيون الى تدمير هذا النموذج الدولي المثالي للتقدم العالمي. قال كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة: "على الأمم المتحدة ان تدرك أنه كما توجد أهداف مشتركة، هناك ايضاً أعداء مشتركون. ومن أجل هزيمتهم على كافة الدول ان تُوحَّد جهودها لحماية كل جانب من جوانب هذا النظام العالمي، الحرّ، والمنفتح الذي استغله مرتكبو الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/ايلول".
الاسطورة: ان الحملة ضد طالبان والإرهابيين في أفغانستان هي هجوم على الشعب الأفغاني.
الحقيقة: لا تمثل حركة طالبان الشعب الأفغاني. وفي الوقت الذي يواجه فيه الشعب الأفغاني المجاعة والتهجير هرباً من الجفاف، ومن تقاتل طالبان مع فئات أخرى في أفغانستان، تفتح حركة طالبان بلادها أمام الآلاف من الإرهابيين غير الأفغانيين. لا يتشارك هؤلاء الأغراب في الأحوال المعيشية الصعبة التي يواجهها الأفغانيون العاديون، وقد قاموا باستغلال موارد الشعب الأفغاني وقواه البشرية لتحقيق مصالحهم الخاصة التي لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بمصالح الشعب الأفغاني.
الاسطورة: إن التحالف الدولي الذي يهاجم حالياً أهدافاً في أفغانستان سوف يُفاقم حدة الأزمة الإنسانية في أفغانستان.
الحقيقة: بينما كان الإرهابيون يقتلون الآلاف من الناس الأبرياء في 11 سبتمر/ايلول، كانت الولايات المتحدة تُرسل أغذية ومساعدات إنسانية إلى الشعب الأفغاني المعذّب. لم تقم حركة طالبان بأي أمر لمعالجة الأزمة الإنسانية المتزايدة في أفغانستان، لكن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قاما بذلك. خلال السنوات القليلة الماضية، هرب ملايين الأفغانيين من وطنهم بسبب البؤس والمجاعة التي انتشرت نتيجة سوء استعمال حركة طالبان لموارد البلاد. كانت الولايات المتحدة ولا زالت اكبر مانح للمساعدات الإنسانية إلى الأفغانيين داخل أفغانستان، كما في مخيمات اللاجئين. وفي 4 أوكتوبر/تشرين الأول، أعلن الرئيس بوش عن تقديم مساعدة إضافية بقيمة 320 مليون دولار مؤلفة من الأغذية، والأدوية، ومساعدات إنسانية أخرى إلى الأفغانيين. يُضاف هذا إلى مبلغ 184 مليون دولار تقريباً ساهمت به الولايات المتحدة في السابق في هذا المجال.
الأسطورة: يقتصر اهتمام الولايات المتحدة على الثأر لمقتل آلاف من المواطنين من مختلف أنحاء العالم على أيدي تنظيم القاعدة، ولا تهتم بآثار عملياتها العسكرية على الشعب الأفغاني.
الحقيقة: تسعى الولايات المتحدة إلى تحرير الشعب الأفغاني من الظلم والبؤس الذين أوجدتهما حركة طالبان. وبينما كانت الطائرات الحربية الأميركية تهاجم البنية التحتية للإرهابيين في أفغانستان في 7 اوكتوبر/تشرين الأول جازف الطيارون الاميركيون بحياتهم للانزال الجوي لحوالي 37 ألف حصة غذائية موضبة الى تجمعات اللاجئين الأفغان داخل أفغانستان. وتمَّ تنفيذ عملية إنزال جوي مماثلة للمواد الغذائية في 8 اكتوبر/تشرين الأول.
الاسطورة: إن العمل الذي تقوده الولايات المتحدة ضد أفغانستان يشكل نموذجاً لدولة كبيرة تهاجم دون حق دولة صغيرة.
الحقيقة: إن الشعب الأفغاني ليس المستهدف من هذه الحملة الدولية، إذ أن أهداف الحملة هم الإرهابيون الذين ارتكبوا مجازر في الولايات المتحدة، وأفريقيا، وعملاؤهم في نظام طالبان. تستمر الولايات المتحدة الالتزام بتحسين أحوال الشعب الأفغاني وقد تعهدت بمساعدة هذا الشعب على إعادة بناء بلاده بعد سنين طويلة من ظلم حركة طالبان.
الاسطورة: ان الولايات المتحدة تعمل بمفردها في جهودها لقلب نظام الإرهابيين ومؤيديهم في أفغانستان.
الحقيقة: لقد ساهمت عشرات الدول في الحملة ضد الإرهابيين ومؤيديهم في أفغانستان إما بتقديم الدعم العسكري المباشر، أوالسماح بنزول الطائرات في مطاراتها، أوإنشاء القواعد العسكرية، أوالتعاون المخابراتي. لقد وافق الأعضاء التسع عشر في حلف شمالي الأطلسي (الناتو) على إرسال طائرات استطلاع متطورة لمساعدة الولايات المتحدة في معركتها ضد الإرهاب، وصرح أمين عام الحلف أن هناك حلفاء آخرون للحلف الأطلسي تعهدوا بتقديم دعم عسكري مباشر عند توسع هذه العملية".
الاسطورة: قالت الولايات المتحدة أنها لن تقم بعملية "بناء دولة"، بينما يبدو أن الولايات المتحدة& تعمل على تسليم قيادة البلاد الى الاتحاد الشمالي، ولكن لا يوافق جميع الأفغانيين على هذه الحصيلة. فهل ان الولايات المتحدة متورطة في عملية "بناء دولة"؟ هل تدعم الولايات المتحدة الاتحاد الشمالي؟
الحقيقة: لا تسعى الولايات المتحدة الى "بناء دولة"، ولكننا مع ذلك سوف نمهد الطريق أمام الشعب الأفغاني ليبني دولته بنفسه، لأنه الوحيد القادر على بناء دولته واقامة حكومة ذات قاعدة تمثيل عريضة. بإمكان الأفغانيين فقط إعادة بلادهم الى مجموعة الأمم وإعادة بناء مستقبلهم. ان هدفنا هو تمكينهم من ذلك. لا تعترف الولايات المتحدة بأي حركة في أفغانستان. نتعاون في الوقت الحاضر مع الاتحاد الشمالي بغية تدمير قدرة حركة طالبان، وقدرة تنظيم القاعدة، على ممارسة الإرهاب.