قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ "الرأي العام" ان مسودة الخطة الأميركية الهادفة الى اسقاط نظام الرئيس صدام حسين في العراق بدأت تثير قلقا ايرانيا نظرا الى ان بين الخيارات التي تلحظها الخطة قيام نظام عراقي جديد يكون الرجل الأول فيه شيعياً من غير رجال الدين، ليس صديقا لايران.
واوضحت هذه المصادر أن فريق عمل اميركياً جال حديثا في المنطقة لاستكمال الرؤية الهادفة الى وضع خطة متكاملة تقود الى الانتهاء من النظام العراقي الحالي, ووضع فريق العمل الذي يضم خبراء من قطاعات مختلفة مسودة للخطة بعدما زار الدول العربية في الخليج والأردن وتركيا والمنطقة الكردية اضافة الى اجتماعه بممثلين للأكراد خارج هذه المنطقة, اما الاتصالات مع ايران، فجاءت غير مباشرة، اذ اجتمع الاميركيون بممثل لـ "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في احدى دول الخليج، كما جرت اتصالات بين "المؤتمر الوطني العربي" الذي يتزعمه السيد احمد الجلبي وطهران بعدما سمح للمؤتمر بفتح مكتب في العاصمة الايرانية اخيراً.
وذكرت المصادر نفسها أن الايرانيين كانوا يطمحون الى حوار مباشر مع الولايات المتحدة، لكن هذه الطموحات التي يعتبر الايرانيون ان لها ما يبررها بعد التعاون الكامل مع الاميركيين في افغانستان، واجهت مقاومة شديدة من صقور الادارة خصوصاً في البنتاغون.
ولخصت هذه المصادر ما حصل بقولها ان مسودة الخطة تؤكد وجود نية اميركية للذهاب الى النهاية في اطاحة النظام العراقي الحالي، لكن ايران متخوفة من قيام نظام جديد موال كليا للولايات المتحدة وليس صديقا لها حتى لو تولى الحكم معارض شيعي من غير رجال الدين.
وكشفت ان فريق العمل الاميركي اوصى بوقف التعامل مع أي طرف اسلامي سياسي في العراق والاكتفاء باستخدام بعض المجموعات الاسلامية في مرحلة تنفيذ الخطة عسكريا ثم استبعادها لدى بدء العملية السياسية، كذلك اوصى باعداد قاعدة مبكرة لعقد مؤتمر وطني يقود في مرحلة لاحقة الى تشكيل حكومة عراقية على ان يتخذ المؤتمر شكل لقاء موسع يضم الاطراف الممثلين في "المؤتمر الوطني العراقي" ومجموعات اخرى من خارجه اضافة الى عدد من العسكريين، وبين هؤلاء الضباط توفيق الياسري ووفيق السامرائي وفوزي حميد الشمري (شيعي رغم انه من قبائل شمر وهو مقيم في الولايات المتحدة) وفارس حسين (ضابط شيعي مقيم في السعودية) وعادل الجبوري (ضابط شيعي آخر رغم ان اسم عائلته يوحي بأنه سني)، وسيضم الى هؤلاء عدد من الضباط السنّة من ذوي الرتب الصغيرة.
وبموجب مسودة الخطة سيعقد اجتماع آخر لتحديد الملامح النهائية للحكومة التي ستدير البلاد في حال سقوط صدام، على ان يستبعد منها جميع العسكريين ورجال الدين, ويوصي الفريق الاميركي بأن تكون الخطة مدنية على أن يكتفي القادة العسكريون باحتلال مواقع في القوات المسلحة.
وتلحظ المسودة اعطاء تركيا مرونة في التحرك في الموصل وكركوك بغية تنفيذ خطة الكماشة الهادفة الى اسقاط تكريت التي تعتبر قندهار العراق.
وتفيد المعلومات التي تجمعت لدى المصادر نفسها ان العملية العسكرية التي تستهدف اسقاط النظام العراقي ستنفذ على الطريقة الافغانية مع تعديلات تأخذ في الاعتبار الفوارق بين العراق وافغانستان على أن يستغرق ذلك ما بين شهرين واربعة أشهر.
ولم تتضمن مسودة الخطة أي جديد بالنسبة الى المدخل لايجاد مبرر للتدخل في العراق، اذ ان هذا المدخل لا يزال قضية المفتشين الدوليين الذين يرفض النظام العراقي عودتهم وفي حال قبل النظام بعودة هؤلاء ستكون هناك مطالب أخرى تتعلق بالمستقبل السياسي للنظام بينها تنفيذ القرار 688 المتعلق بحقوق الانسان في العراق.
وكشفت ان الرد العراقي على الأنباء التي تسربت الى بغداد عن الخطة كان مطالبة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التوسط لدى الولايات المتحدة وكان طلب الوساطة القطرية الهدف الحقيقي من الزيارة التي قام بها اخيراً للدوحة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي.(الرأي العام الكويتية)