اصدر القضاء اللبناني حكماً مميزاً في قضية كبيرة تتعلق بشبكة تتعاطى اللواط وخصوصاً في مدينة طرابلس (شمال لبنان) حيث نمت وترعرعت, وتضم ثلاثة وعشرين شخصاً بينهم خريج برنامج احد البرامج الفنية المعروفة وآخر يعمل في احدى اذاعات الـ "اف,ام", واعضاء الشبكة الاثرياء يحملون اسماء نسائية طغت احياناً كثيرة على اسمائهم الحقيقية فصار حسين "جورجينا"، ومحمد "محاسن"، وعبد الناصر "روزا"، وذهب بعضهم الى تقليد النساء في تصرفاتهن وعادتهن مثل نتف الحواجب وارتداء الثياب الضيقة ليس بهدف الايقاع بالفتيات بل لاصطياد الرجال المنحرفين مثلهم.
وتوقف الحكم الذي وقعه القاضي المنفرد الجزائي في طرابلس حسن الشامي، عند ظاهرة انتشار اللواط بين الشباب الذين لم يجدوا اللذة الجنسية عند النساء بل طلبوها عند بعضهم بعضاً .
وقد حصلت "الرأي العام" على نص الحكم الذي ورد فيه:
"جورجينا، ستيفاني، محاسن، مودي، خوسيه" القاب لشبان، تدل طبعاً على طبيعة تصرفاتهم التي وان اشتركت في ضرب من ضروب الشذوذ الجنسي (اي اللواط)، الا انها تختلف احياناً عند كل منهم وفق "الاسلوب" الذي يفضله.
منهم من اعترف بما نسب اليه ، متفاخراً او معجباً بذلك "المجال" ومنهم من يصرخ طالباً الحل، ومنهم من يدلي بمرض نفسي او جسدي يدفعه الى ما يفعل، ومنهم من هو بريء بالفعل، او ينكر محاولاً التفلت من يد العدالة التي لم تعد عمياء ولا تقف عند ثروة او وضع اجتماعي او سلطة او مهنة، بل فقط عند حدود القانون .
ففي تاريخ 14 ـ 10 ـ 2000، وبينما كانت دورية من فصيلة درك ابي سمراء (طرابلس)، تقوم بالتفتيش في منطقة زيتون ابي سمراء بحثاً عن شخصين يقومان بالسلب هناك، شاهد رجال الدورية سيارة تقف في مكان مستور وداخلها شخصان، ولما ارادوا ايقافها، حاول السائق الفرار، لكنه اصطدم بشجرة، فتمكنت الدورية من القاء القبض عليه مع رفيقه، وتبين انهما عصام, ج, وهو السائق وصاحب السيارة المخصصة للاجرة، والمدعى عليه "الراكب" خوسيه الا ان المفاجأة انه لم يستدل على انهما يقومان باعمال السلب المشتبه فيها، وتم استيضاحهما ما يجري خصوصاً محاولتهما الفرار من الدورية، فاوضحا "الامر" الذي ادى الى تكوين ملف الدعوى الحاضرة, فعصام اوضح ان خوسيه صعد معه بقصد ايصاله الى ابي سمراء، وفي الطريق سأله عصام ان كان يمارس اللواط فرد خوسيه بالايجاب، والمفاجأة الثانية كانت في إدلاء خوسيه باقوال مفصلة امام رجال درك ابي سمراء ومكتب حماية الآداب، لناحية الاشخاص الذين يعرفهم كـ "زملاء" في ممارسة اللواط، ذاكراً عناوينهم وبعض التفاصيل التي يحصل عليها في اثناء الممارسة معهم او بعدها على حد تعبيره.
واشار عصام الى ان حركات خوسيه "اثارته جنسياً" مما دفعه الى ممارسة اللواط معه مع انه ضد هذه الاعمال, وبالعودة الى التحقيقات واقوال سائر المدعى عليهم، فان خوسيه اعترف في التحقيقين الاولي والاستنطاقي بممارسة اللواط ذاكراً بعض الاسماء، وبانه يقوم "باصطياد" الشبان ليمارسوا معه, وقد ايد اعترافه امام المحكمة مضيفاً انه يمارس اللواط يومياً ويعاني فصاماً في الشخصية مطالباً بـ "حقوق الانسان".
اما المدعى عليهما حسين , ح وحسين , ك الاول يملك صالون حلاقة نسائية والثاني يعمل لديه، ويملك الاول سيارة هوندا زرقاء يتجول فيها مع صديقه في طرابلس لاصطياد الشبان, وقد اعترفا بممارستهما اللواط قبل عام 1993 وحوكما بذلك.
اما المدعى عليهما فادي , ح وتوفيق ,ط فقط اشار جارهما محمد , أ الى علاقة لواط بينهما، ولم يقدما ما يقنع بعدم ذلك، وخصوصاً بعد اشارتهما الى علاقة "منذ الصغر" بينهما.
وبالنسبة الى المدعى عليه سيمون , ج فقصته تستحق ان تكون "فيلماً سينمائياً"، فهو كان دركياً ، وبعد نجاحه في احد البرامج الفنية ترك السلك العسكري واصبح مذيعاً، الى ان صدر بحقه حكم سابق في قضية لواط, وهو زعم انه امتنع بعد ذلك عن ممارسة اللواط, ولم يذهب الى الطبيب الشرعي زاعماً انه لم يجده، وفي اي حال فهو الان ينوي الزواج من فتاة، على حد قوله.
اما بالنسبة الى المدعى عليه رضا , ف المتزوج ورب عائلة فقد اشار محمد ك, ومحمد أ, الى انه من اللواطيين، وقد اعترف امام قاضي التحقيق بانه ملقب بـ "علاء" ولم يذهب الى الطبيب الشرعي متذرعاً بالاسباب المالية.
اما المدعى عليه محمود, ح فقال امام قاضي التحقيق بانه يشعر بانه "ليس رجلا" .
اما المدعى عليه عبد الناصر , ق، الملقب بـ "روزا"، والمذيع السابق في اذاعة "اف,ام"، فقد ادلى باقوال عديدة ، تراوح بين النفي او "النية ممارسة اللواط مستقبلاً لاعجابه بهذا المجال، الى نظريات حول وجود "ديموقراطية سياسية وليس اجتماعية في هذا البلد"، والتفريق بين الغني والفقير، والتنصل من انه كان يمارس اللواط مع شخص ملقب بـ "ابو ليلى" الذي وشم له عبد الناصر على كتفه عبارة "يا مالكاً قلبي", ولم يذهب الى الطبيب الشرعي رغم تكليفه ذلك، متذرعاً بان "كرامته لا تسمح له".
اما المدعى عليهما وليد , ق ومحمود , م، فاقر اولهما امام قاضي التحقيق بانه مخنث واعفي من الخدمة العسكرية في الجيش السوري ويشكو من ضمور في عضوه التناسلي وينوي الخضوع لعملية جراحية للتحول الى فتاة, اما الثاني فلم يكمل التحقيق الاستنطاقي وتوارى.
وبالنسبة الى المدعى عليه خضر , ن، فروايته مثيرة, فهو صديق محمد, أ ويزعم انه طرده من منزله لانه يصبغ شعره واظافره طويلة، وقد تبين لقاضي التحقيق ان اظافره هو ـ اي محمد , أ, طويلة ايضاً، وبرر ذلك بانه لا "ينتف حواجبه" ولا ينزع شعر جسمه لكي يعتبر من اللواطين, واكد امام هذه المحكمة انه لا يمارس الجنس مع النساء لعجزه، وانه يعاني فصاماً في الشخصية وقد سرح من الجيش لهذه العلة وهو ايضاً مطرود من منزل اهله.
وبالنسبة الى المدعى عليه ضياء, ع، فهو ينفي كل ما اسند اليه، رغم ان العديد من المدعى عليهم اكدوا انه من اللواطيين ورغم ان الطبيب الشرعي الدكتور عمر دبليز اكد في تقريره ان "نفحة انثوية واضحة"تشوبه، وهو ما لاحظته المحكمة ايضاً خلال الجلسات .
والمدعى عليه محمد , س الذي وصفه المدعى عليه محمود , ح بـانه "لوطي مهم" فقد اقر امام قاضي التحقيق بما نسب اليه، لكنه تغيّب عن الجلسات تاركاً وراءه اعترافات مفصلة من ناحية، وافتراءات من ناحية اخرى، وثبت من تقارير الطب الشرعي وتلك التي ابرزها هو انه يمارس اللواط، ويعالج نفسياً, لكنه لم يدلِ بما يشرح كيفية ذلك العلاج ونتيجته كما انه لم يفسر ممارسته اللواط مع كل راغب او مرغوب فيه، من مختلف الاعمار والطبقات وفي اي مكان: في السيارة، في المنتجعات السياحية، في المنازل وفي الاحراج.(الرأي العام الكويتية)













التعليقات