القاهرة - ذكر تقرير لصندوق النقد الدولى أن تزايد معدلات ‏‏الاقتراض والديون الى نسبة تتراوح بين 160 و 170 بالمائة من اجمالى الصادرات أو ‏‏40 بالمائة من اجمالى الناتج القومى الاجمالى يؤثر تأثيرا سلبيا على النمو ‏‏الاقتصادى .‏
وحذر مكتب الصندوق بالقاهرة فى تقريره من تزايد أعباء الديون الخارجية مما يهدد ‏ ‏عمليات التنمية فى الدول النامية والتى يقع معظمها فى منطقة الشرق الأوسط والقارة ‏
الأفريقية مبينا أن ارتفاع حجم أعباء خدمة الدين يؤدى الى خفض معدل النمو ‏‏الاقتصادى ويساهم فى طرد رؤوس الأموال الخاصة والاستثمارات المباشرة .‏
وأشار الى أن الدراسات كشفت عن أن نوعية الاستثمارات ومدى ملاءمتها لمتطلبات ‏‏التنمية أصبحت أهم كثيرا من زيادة التدفقات الاستثمارية بالنسبة لعمليات التنمية ‏ ‏الشاملة والمستدامة وأن الاستثمارات الخاصة وليس حجمها هو الذى يؤثر فى زيادة أو ‏
‏تراجع معدلات النمو الاقتصادى.‏
وذكر التقرير أن القروض وأقساط الديون المستحقة على الدول النامية أدت خلال ‏‏السنوات الماضية الى زيادة الأعباء المالية الملقاة على عاتق الدول النامية كما ‏‏عملت على تقليص معدلات النمو الاقتصادى وذلك على عكس توقعات المحللين الاقتصاديين ‏التى اعتبرت المساعدات المالية الخارجية بمثابة أحد حوافز النمو الأساسية .‏
وأوضح أن ارتفاع أسعار الفائدة على القروض التى حصل عليها العديد من البلدان ‏ ‏النامية أدت الى تباطؤ عمليات التنمية وهبوط معدلات الأداء الاقتصادى خاصة خلال ‏ ‏السنوات العشرين الماضية حتى أصبح أن خدمة أعباء الديون تؤثر بالسلب على معدلات ‏ ‏النمو ذاتها اضافة الى اعاقة عمليات التنمية الاقتصادية . ‏
وأشار التقرير الى أن صندوق النقد والبنك الدوليين اضطرا الى اطلاق ‏‏مبادرة خاصة لمساعدة الدول كبيرة المديونية والمدرجة على قائمة الدول ذات الدخل ‏‏المتوسط والتى تقع غالبيتها فى القارة الأفريقية وفى دول أمريكا اللاتينية والتى ‏‏واجهت أزمات حادة نتيجة مشكلة تزايد الديون .‏
وكشف عن أن الصندوق أجرى دراسة على اقتصادات 100 دولة نامية خلال الثلاثين ‏‏عاما الماضية استثنى منها الدول المصدرة للنفط وتلك التى يقل سكانها عن نصف مليون ‏‏نسمة وأنه توصل الى أن المستويات المعقولة من الاقتراض الخارجى من المحتمل أن ‏‏تساعد فى تدعيم النمو الاقتصادى للبلدان المقترضة .‏
وذكر التقرير أن عوائد الاستثمار فى هذه البلدان تفوق مثيلاتها فى الدول ‏الصناعية مما يجعلها أكثر جاذبية للاستثمارات الخاصة المنتجة حيث لا تعانى هذه ‏‏الاستثمارات عادة من تقلبات السياسات الاقتصادية الكلية وأنه عن طريق الاستثمارات ‏‏الخاصة تتمكن الدول من تسديد أقساط الديون فى مواعيدها .‏
وأضاف أن النظريات الاقتصادية تؤكد أن تزايد حجم المديونية يؤدى غالبا الى ‏‏اعاقة النمو الاقتصادى حيث تمثل أقساط الديون عبئا كبيرا على كاهل الدول وتهدد ‏‏قدراتها على سداد أقساط الديون وبالتالى تستشعر الاستثمارات المحلية والأجنبية ‏‏الخاصة بالخطر فتتجه الى الانكماش وتؤثر بدورها على حجم التدفقات الاستثمارية ‏‏القادمة من الخارج.