&
&
ابراهيم المصري: بالقبض على صدام حسين، تكون اللحظة قد حانت، لقصة مخبأين في العراق، أحدهما للرئيس السابق، والثاني لمواطن عراقي كانت تلاحقه أجهزة صدام.
في قرية الدور قرب تكريت، كان مخبأ صدام، الذي لا يعرف أحد كم أمضى فيه من الوقت هارباً من ملاحقة قوات التحالف، لكنه كان مخبأ تحت الأرض يدل على انهيار نظام أجبر مواطنيه على حفر قبورهم بأيدهم.
وهذا ما حدث بالضبط في قرية الجوبة وسط العراق، حيث حفر المواطن العراقي جواد عامر السيد الشمِّري مخبأ تحت الأرض واختفى فيه لمدة اثنين وعشرين عاما، حتى خرج حيـَّاً بعد سقوط نظام صدام يوم التاسع من إبريل الماضي.
كلاهما كان وحيداً ومطارداً.. صدام.. وجواد، لكن الرئيس السابق كان مطارداً بعبء أكثر من ثلاثين عاماً من حكم بلده بالحديد والنار والقتل، فيما كان جواد مُطارداً بتهمة معارضة النظام والانتماء إلى أفكار السيد محمد باقر الصدر الذي أعدمه نظام صدام عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين.
لنفترض أن صدام ظل حبيس مخبأه ثمانية أشهر، لكن جواد كان حبيس مخبأه تحت بيته في الجوبة لمدة اثنين وعشرين عاما من عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين إلى عام ألفين وثلاثة.. حتى خرج محني الظهر من سنوات اختفائه ولكن بروح يقظة وبأمل كبير في المستقبل.
لقد اعتدل الميزان في عقل جواد وخرج أخيراً إلى سطح الأرض ليقول إنه انتصر، فيما مُطارده السابق في الخفاء حتى لحظة القبض عليه يوم الثالث عشر من ديسمبر الحالي.
ترى.. لو تقابل صدام وجواد الآن، ماذا سيقول أحدهما للآخر، ربما كان القول حواراً بعنوان ( قصة مخبأين )، انتصر رغم الدم والدموع فيه جواد الشمِّري المواطن العراقي الذي كان يبحث مثل شعبه عن الحرية والخلاص.
التعليقات