"إيلاف"من الرباط:يتناول المغاربة أكبر قدر من الكسكس والمعجنات من والسباغيتي ومشتقتاتهما في الرابع عشر والخامس عشر من يناير (كانون الثاني) المقبل لتعويض الخبز الذي سيندر, إن لم يكن سينعدم في الأسواق المغربية.
تقاليد أكل المغاربة للكسكس سيكون نافعا جدا خلال هذين اليومين اللذين سيخوض خلالهما خبازو البلاد إضرابا من أجل الضغط على الحكومة المغربية لقبول الزيادة في ثمن الخبز, وهي الزيادة التي كانت ترفضها منذ منذ حوالي ثلاثة اشهر, وبالضبط قبيل شهر رمضان الماضي حين كان أرباب المخابز في المغرب على وشك الزيادة في ثمن الخبز. ويطالب أصحاب المخابز بالزيادة المتدرجة في ثمن الخبز حيث تتم إضافة عشر سنتيمات إلى ثمن الخبزة الواحدة العادية التي تساوي حاليا درهما وعشر سنتيمات (حوالي دولار واحد) على أن تتم زيادة عشر سنتيمات أخرى بعد انقضاء ثلاثة أشهر أخرى, أما الزيادة الأخيرة فتتم في الثلاثة اشهر المتبقية ليكون الحاصل زيادة ثلاثين سنتيما في ظرف تسعة اشهر.
ورغم أن هذه الزيادة تشبه في مدتها الحمل الطبيعي, إلا ان الولادة ربما ستكون قيصرية في ظل رفض الحكومة المغربية لأية زيادة في ثمن الخبز, على الأقل في الوقت الحالي, بسبب ما تسميه عدم تناسب القدرة الشرائية للمواطنين مع هذه الزيادات, كما أن الزيادة في ثمن الخبز في المغرب ظلت مرتبطة لسنوات طويلة باضطرابات اجتماعية خطيرة أبرزها اضطرابات سنة 1981 التي ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص في مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين المحتجين على هذه الزيادة.
النقابة الوطنية لأصحاب المخابز في المغرب تقول إنها مصرة على الزيادة في ثمن الخبز بسبب الزيادات المستمرة التي شهدتها المواد التي تدخل في "صناعة" الخبز التي يحددها الأمين العام للنقابة في 33 مادة, مباشرة وغير مباشرة, كما أن أرباب المخابز يحسون بقوة القانون في أيديهم بسبب "تفاهم" يوليو من سنة 1989 مع الحكومة والذي ينص على "إمكانية الزيادة في ثمن الخبز كلما حدثت زيادة في المواد المكونة له". أما الحكومة المغربية فإنها ترفض التعليق على إضراب يناير المقبل فيما يبدو أنه "تفهم" لدواعي الإضراب, وربما لجعل المغاربة يحسون أن زيادة ثلاثين سنتيما في تسعة أشهر خير من البقاء من دون خبز.
التعليقات