&
أعلن الباحثون أنهم قد تمكنوا من تركيب مادة يمكنها حصر المستقبلات الدماغيةالتي تتفعل استجابة للمادة الأساسية الموجودة في مادة القنب الهندي أو الحشيش Marijuana والتي تؤدي للشعور بالنشوة عند
&متعاطي هذه المادة المخدرة. الأمر الذي&قد يكون من شأنه التوصل لمعالجة فعالة للإدمان على مادة الحشيش ومعالجة السمنة أيضا.
فقد تمكن باحثون من المعهد القومي للإدمان على المخدرات ولأول مرة من إثبات أن الحصر الكيميائي لمستقبلات دماغية تدعى المستقبلات القنبية cannabinoid receptors ( وهي بروتينات موجودة على سطح الخلايا الدماغية) يزيل التأثيرات السمية لتدخين الحشيش. وقد اشترك في هذه الدراسة ستة وثلاثون رجلا يدخنون الحشيش.
وقد بينت الدراسات السابقة المجراة على الحيوانات بأن تأثير الحشيش ينجم عن اتحاد المادة الفعالة فيه وهي رباعي ماءات القنب Tetrahydrocannabinol مع المستقبلات القنبية على سطح الخلايا الدماغية. وقال الباحثون بأن الخلايا الدماغية التي تتأثر بمخدر الحشيش والتي تحوي كميات كبيرة من المستقبلات تتركز بكثافة في مناطق من الدماغ ذات صلة بالتعلم والذاكرة واليقظة والتحكم في الحركات. ومن غير المعروف على وجه الدقة وظيفة هذه المستقبلات عند الإنسان، إلا أن التجارب المجراة على الحيوانات بينت بأن تفعيل هذه المستقبلات يثبط الذاكرة والقدرة على التعلم ويزيد من الشهية وتناول الطعام.
وقد أجرت الدكتورة ميريلين هيوستيس Dr. Marilyn Huestis من المعهد القومي الأمريكي للإدمان على المخدرات، تجارب على الانعكاسات المترتبة عن استخدام مادة كيماوية صممت لمنع وصول تأثيرات المخدر إلى تلك المناطق، وقالت بأن هذه النتائج قد تساعد في إيجاد دواء لمعالجة المدمنين على الحشيش.
وقد أعطي المتطوعون المادة الكيميائية الحاصرة أو دواء موهم ، ثم سُمِح لهم بتدخين سيجارة فيها مخدر الحشيش. وثبت أن أولئك الذين تناولوا المادة الكيماوية الحاصرة لتأثيرات مخدر الحشيش قد كانت لديهم تأثيرات الحشيش أقل، بينما عانى الذين تناولوا الدواء الموهم من التأثيرات التقليدية لهذه المادة المخدرة. وظهر أيضا أنه كلما كانت جرعات المادة الكيماوية كبيرة، كلما كان مفعولها أكثر نفاذا. كما تقلص مدى بعض الأعراض الجسدية الناجمة عن تناول مخدر الحشيش، فقد كانت زيادة معدل ضربات القلب أقل بحوالي 59%، وهو واحد من أهم التأثيرات الفيزيائية لمخدر الحشيش.
وتقول الدكتورة هيوستيس& بانه يمكن لهذه المادة عن طريق حصر المستقبلات القنبية في الدماغ، أن تكون ذات فائدة وفعالية في علاج السمنة وبعض الأمراض النفسية كالفصام وتحسين الذاكرة. وقد يكون موضوع السمنة هو أكثر المواضيع التي قد تفيد فيها هذه المادة بالنظر لحقيقة أن الحشيش يؤدي للشعور بالجوع.
لكن في أثناء كل هذا يظل موضوع تأثيرات مخدر الحشيش على المدى الطويل أمرا فيه جدل. فبينما نشر المعهد نتائج دراسات تتحدث عن احتمالات وجود إدمان جسدي على المخدر، يقول علماء آخرون إن هذا الأمر مستحيل.
وأكد متحدث باسم جماعة الإقلاع عن المخدرات البريطانية التي تقدم المشورة لمدمني المخدرات، أن درجة معينة من الإدمان الجسدي كانت موجودة عند بعض متعاطي المخدر فقط. وقال: إن بعض المتعاطين مرتبطون بمخدر الحشيش الذي يمنحهم القدرة على التركيز أثناء النهار فحسب، وليس لديهم أي ارتباط جسدي بالمخدر. لكنه أضاف أنه من شأن العقار الجديد أن يعود ببعض النفع إن كان فعلا قادرا على تخليص المدمنين من ارتباطهم المعنوي أو النفسي بالحشيش .
&

&