توصلت إحدى الدراسات إلى أن العمل ليلا أو نقص ساعات النوم قد يساهم في حدوث القرحات الهضمية. فقد وجد الباحثون أن مستويات أحد البروتينات الرئيسية التي
&تعمل على شفاء وترميم جدر الجدر الهضمي تخضع لتغيرات تبعا لساعات الليل والنهار. ويبدو أن مستويات هذا البروتين تكون في حدها الأعظمي أثناء ساعات النوم.
وحقيقة أن الجسم
ينتج هذا البروتين بالتوازي مع النظام الدوري اليومي الذي يسيطر على أجسامنا أثناء النوم وعند اليقظة قد يعني بأن الأشخاص الذين يحدثون خللا في هذا النظام إما من خلال العمل ليلا أو بطريقة حياتهم اللاهية العابثة أو بالسفر الطويل المتكرر قد لا يحصلون على ما تحتاجه المعدة من ترميم وشفاء للأذيات التي تتعرض لها أثناء صراعها المرير مع الأطعمة والأغذية وما تحويها من عوامل ممرضة.
وقد تمكن الباحثون في جامعة نيو كاسل Newcastle من التوصل لكشف هذه الاختلافات الدراماتيكية عن طريق تحليل المحتويات المعدية لمتطوعين. فقد كان متوسط تركيز هذا البروتين، الذي يدعى TFF2، في أقل قيمه عند ساعات المساء الأولى، ولكن بحلول ساعات الصباح ارتفعت تراكيزه لأكثر من 2400%.
وقال الدكتور فيليستي ماي DR. Felicity May الذي قاد هذا البحث: إنه من المنطقي أن يتم ترميم الأذيات التي تصيب المعدة أثناء النوم بدلا من أن تتم مباشرة بعد تناول الوجبات. وقد دهشنا للغاية عندما اكتشفنا ارتباط ذلك بالنظام اليومي، أو نظام اليقظة والنوم.
هذا وقد ربطت العديد من الدراسات اضطرابات النوم ومواعيده كالعمل في الورديات الليلية مع ارتفاع معدل حدوث الاضطرابات المعدية المعوية. كما أن التقرحات المعدية ذات علاقة قوية مع زيادة خطر حدوث السرطان المعدي. إلا أن الباحثين في مجال السرطان لا يعلمون حتى الآن الدور الدقيق& للـTFF2 في تطور هذا النوع من السرطانات. ولكن يعرفون بأن هذا البروتين يشاهد بكميات كبيرة حول القرحات كجزء من عملية الترميم وكذلك في الخلايا الورمية، الأمر الذي قد يوحي بأن هذا البروتين يلعب دورا في بدء& حدوث التغيرات الخلوية السرطانية. وهل القرحات التي يتسارع نموها بغياب البروتين TFF2 يمكن أن تتحول لبؤرة لحدوث التغيرات السرطانية الناجمة عن بعض المواد الكيميائية، إن الإجابة على هذا التساؤل ما تزال لغزا يحير الباحثين.
ويسود الاعتقاد بين الباحثين الآن بأن للجراثيم وبشكل خاص الهيليكوباكتر Helicobacter Pylori دور في تطور القرحات. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على 2100 رجلا وجد بأن 40% منهم& لديه إنتان بهذه الجراثيم. ووجد أيضا أن معدل الإصابة بسرطان المعدة لديهم مرتفع بمعدل أربعة أضعاف. ويعتقد الخبراء بأنه إذا أمكن إجراء مسح شامل للبحث عن جراثيم الهياليكوباكتر فإنه بالإمكان القيام بالقضاء على هذه الجراثيم عند المصابين بها ومن ثم وضعهم تحت المراقبة اللصيقة لكشف أولى علامات السرطان لديهم.