واشنطن- بقلم لورانس تومانو - فاجأت السلطات الطبية في الولايات المتحدة الاوساط المحافظة في البلاد عندما طالبت بتربية جنسية افضل للشبان الاميركيين وشككت بالبرامج الداعية الى العفة.
وفي تقرير مدعوم بالارقام نشر الاسبوع الماضي، ندد المسؤول الصحي العام ديفيد ساتشر بما اسماه "ثقافة الصمت" "والكبت الاجتماعي" الامر الذي يؤدي الى اصابة 12 مليون اميركي سنويا بامراض جنسية معدية.
وفي هذا التقرير تحت عنوان "دعوة للعمل من اجل تحسين الصحة الجنسية وسلوك جنسي مسؤول" ذكر ساتشر ان نصف حالات الحمل في الولايات المتحدة ليست مرغوبة اي انها خارجة عن ارادة اصحابها وان 40 الف شخص يصابون سنويا بفيروس الايدز وان 104 الاف طفل يتعرضون في الولايات المتحدة لاعتداءات جنسية و22% من الاميركيات تعرضن الى اغتصاب.
واضاف "من غير المقبول ان لا نفعل شيئا. فالجنس مسالة مهمة للصحة العامة في امتنا".
وفي بلد تتلقى الولايات فيه اموالا فدرالية وتقتصر التربية الجنسية وخصوصا في المدارس، على العفة وحدها، اشار ساتشر ان لا شيء يثبت ان برامج العفة ذات فعالية.
ودعا الى تربية جنسية اكثر انفتاحا "تبدأ باكرا"، وطالب بتسهيل الحصول على وسائل منع الحمل. الا انه اقر بان العفة هي "الوسيلة الوحيدة التي لا تخطىء لمنع الحمل".
وقال انه لا داعي للتنديد بمثليي الجنس معتبرا "ان لا شيء يدل حتى الان انه يمكن تغيير التوجه الجنسي".
ولم تلبث هذه المواقف ان اثارت غضب بعض الجمعيات المحافظة كما ان البيت الابيض نأى بنفسه عنها بكل وضوح.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر "ان الرئيس (جورج) بوش يفهم ان هذا التقرير صادر عن المسؤول الصحي العام الذي تم تعيينه من قبل الادارة السابقة وليس من قبله".
واضاف "ولكن الرئيس لا يزال يعتقد ان العفة والتربية الداعية اليه هي افضل الطرق لمكافحة الايدز وحالات الحمل العرضية" مشيرا الى ان الرئيس بوش سيعين مسؤولا صحيا آخر في نهاية ولاية ساتشر في شباط/فبراير المقبل.
واعربت مجموعة "فاميلي ريسرتش كانسل" المحافظة عن اسفها لعدم تركيز تقرير ساتشر على اهمية الزواج وقالت "ان الزواج يشكل افضل حماية ضد الامراض الجنسية المعدية وحالات الحمل غير المرغوب فيها" بحسب المتحدث باسم هذه الجمعية هايثر سيرمو. (أ ف ب)

&