&
الصحافة الفرنسية
بيروت : ريما زهار : تحتل الصحافة المكتوبة الفرنسية المرتبة الثانية والعشرين في العالم والسابعة في أوروبا، بمعدل توزيع يبلغ 157 نسخة لكل ألف ساكن. ويقرأ 49% من الفرنسيين جريدة يومية في كل يوم، مقابل 55% منذ عشرين عاماً. وفي 1998 بلغ متوسط ميزانية الأسرة الفرنسية المخصصة للجرائد 793 فرنكاً أي ما يعادل 132 دولاراً.
تأثرها
لقد تأثرت الصحافة المكتوبة بالأزمة الاقتصادية وكذلك بمنافسة التليفزيون لها، وكان من شأنهما تقلص المورد الإعلاني، الذي تأثر أيضاً بمنع الإعلان عن السجائر والكحوليات إلا في أضيق الحدود. وحتى 1980 كان نصيب الصحافة المكتوبة من الإعلانات يصل إلى 60% في مقابل 20% للتلفزيون. أما في عام 1996 فقد انخفض نصيب الصحافة إلى 47،3%(متضمنة الإعلانات المبوبة) في مقابل 33،5% للتلفزيون.
معاناتها
فضلاً عن ذلك تعاني الصحافة الفرنسية من نقص شديد في مصادرها المالية الذاتية، ومن ثم تتحمل أعباء تمويلية مرتفعة. وعلى الرغم من ذلك فقد اضطرت، وما زالت إلى تخصيص استثمارات واسعة من أجل التحديث حتى يمكنها البقاء. إن ارتفاع سعر الورق وتكاليف التوزيع(ويستوعبان ثلثي إيرادات البيع ) قد رفع من ثمن تكلفة منتج يباع مرتين: مرة للقراء وأخرى للمعلنين. وبالمقارنة بكل من إيطاليا وألمانيا نجد أن ثمن بيع الجريدة اليومية الفرنسية أكثر بشكل محسوس رغم دعم الدولة:7،5 فرنك (1،25 دولار) للموند في مقابل 1،7 فرنك (0،3 دولار) لنظيرتها البريطانية التايمز. وفي الماضي كان ثمن بيع الجرائد يتمشى مع ثمن طابع البريد. غير أن سعر الجريدة قد تضاعف ثماني مرات ما بين 1970 و1980 بينما لم تتضاعف تكاليف المعيشة سوى أربع مرات.
الثقل الإقتصادي
ويعتبر الثقل الاقتصادي للصحافة في فرنسا(60 مليار فرنك رقم مبيعات العام 1997 أي 10 ملياردولار أقل من مثيله في الصحافة البريطانية أو الألمانية اللتين تأثرتا بالأزمة وواجهتاها في وقت مبكر. وفي العام 1996، تم تصدير حوالي 2000 إصدار صحفي فرنسي إلى نحو 107 دولة ووصل رقم مبيعاتها إلى 2,74 مليار فرنك (45 مليون دولار)
الصحافة الأسبوعية
تتمتع المجلات من ناحيتها بحيوية فائقة. ومعدل بيعها للجمهور الفرنسي هو 1354 نسخة لكل 1000 ساكن. وبهذا يحتل الفرنسيون المركز الأول لقراء المجلات في العالم. وفي العام 1998 كان 95،5% من الفرنسيين قراء منتظمين أو غير منتظمين لهذا النوع من الصحافة.
المجلات الإخبارية الأسبوعية
في فرنسا ما لا يقل عن سبع مجلات إخبارية أسبوعية كبيرة، هي لونوفيل أوبسرفاتوار، لكسبريس، لوبوان، ليفينمان دو جور، باري ماتش، وآخرها ماريان التي ظهرت العام 1997. وتتمتع كل هذه المجلات بوضع جيد. وبفضل إعادة هيكلتها اقتصادياً والتغييرات التي أحسن إجراؤها في أسلوب تقديمها، وكذلك بفضل تبعيتها لمجموعات صحفية كبرى، فإن توزيعها يصل إلى 2320000 نسخة منها 828600 نسخة لمجلة باري ماتش بمفردها. صدر العدد الأول لهذه المجلة في العام 1949 وهي تجمع بين آخر الأخبار والثقافة وموضوعات عن نجوم المجتمع في العالم(من فنانين ورجال سياسة وأسر ملكية) كما تعطي اهتماماً كبيراً للتحقيقات المصورة. أما كورييه أنترناسيونال فقد احتفلت بعيد مولدها الثامن العام 1998، وهي تقوم بترجمة موضوعات عن أحداث الساعة من الصحافة العالمية وتنشرها بالفرنسية، وتوزع 100000 نسخة. ويتراوح ثمن تلك المجلات ما بين 12 و30 فرنكاً (من 2 إلى 5 دولاراً)
أكثر تفرداً
وإلى جانب هذه المجلات، يوجد مكان أيضاً لصحافة أسبوعية أكثر تفرداً تقدم الأخبار والرأي.
وتعتبر جريدة لوكانار انشينيه بلا شك المثال الأكثر رسوخاً. فهذه الجريدة الأسبوعية الساخرة والمستقلة إذ هي لا تقبل أي إعلان هي بمفردها مقياس لحرية الصحافة في فرنس. صدرت لأول مرة العام 1916 وهي تباع بثمن قدره 8 فرنكات (1،3 دولار) وهي تجسد الجرأة غير المحدودة وحرية الإعلام أياً كانت السلطة القائمة. فهي تنقد تجاوزات السلطة، وتعري كل مظاهر الفضائح والفساد والأوضاع المشبوهة، بفضل شبكة قوية من المخبرين والمحققين، عبرالكاركاتور والتلاعب بالألفاظ مع احترام بالغ للغة الفرنسية. أما عدد قرائها فيصل إلى أكثر من 2،5 مليون قارىء من خلال توزيع 550000 نسخة أسبوعياً. ومجلة شارلي إبدو أسبوعية ساخرة أيضاً يصل عدد قرائها إلى 200000 قارىء.